تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عوف]:

صفحة 401 - الجزء 12

  قولُ الشّافِعِيِّ ¦(⁣١)، واعْتِنافِ المَجْلِسِ ما يَذْعَرُ عَنْه النَّوْمَ، نَقَلَه الأَزهَرِيُّ.

  واعْتَنَفَ المَرَاعِي: إذا رَعى أُنُفَها وهذا كقَوْلِهم: «أَعَنْ تَرسَّمْتَ»⁣(⁣٢) في موضع: «أَأَنْ تَرَسَّمْتَ».

  ويُقال: طَرِيقٌ مُعْتَنِفٌ: أي غيرُ قاصِدٍ.

  وَقد اعْتَنَفَ اعْتِنافاً: إِذَا جارَ ولم يقْصِدْ، وأَصلُه من اعْتَنَفْتُ الشَّيْءَ: إذا أَخَذْتَه، أو أَتَيْتَه غيرَ حاذِقٍ به ولا عالِمٍ.

  وَيُوجَدُ هُنا في بعضِ النُّسَخِ زيادَةً قولُه: وعنَّفَهُ: لَامَهُ بعُنْفٍ وشِدَّةٍ وسَقَطَ من بعضِ النُّسَخِ، وقد تَقَدَّمَ التَّعْنِيفُ بمعنَى التَّوْبِيخِ والتَّعْييرِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  العَنِيفُ: مَنْ لم يَرْفُقْ في أَمْرِه، كالعَنِفِ، ككَتِفٍ، وَالمُعْتَنِفِ، قال:

  شَدَدْتُ عَلَيهِ الوطْءَ لا مُتَظالِعاً ... وَلا عَنِفاً حَتَّى يَتِمَّ جُبُورُها

  أي: غيرَ رَفِيقٍ بها، ولا طَبٍّ باحْتِمالِها، وقال الفَرَزْدَقُ:

  إذا قادَنِي يومَ القِيامَةِ قائِدٌ ... عَنِيفٌ وسوّاقٌ يَسُوقُ الفَرَزْدَقَا⁣(⁣٣)

  وَالأَعْنَفُ كالعَنِيفِ، والعَنِفِ، كقَوْلِه:

  لعَمْرُكَ ما أَدْرِي وإِنِّي لأَوْجلُ

  بمَعْنى وَجِلٍ، قال جَرِيرٌ:

  تَرَفَّقْتَ بالكِيرَيْنِ قَيْنَ مُجاشعٍ ... وَأَنْت بهَزِّ المَشْرَفِيَّةِ أَعْنَفُ

  وأَعْنَفَ الشيءَ: أَخْذَه بشِدَّةٍ.

  وَالعُنُفُ، بضَمَّتَيْنِ: الغَلَظُ والصَّلابَةُ، وبه فَسَّرَ اللِّحْيانِيُّ ما أَنْشَده:

  فقَذَفَتْ بِبَيْضَةٍ فِيها عُنُفْ

  وَعُنْفُوانُ الخَمْرِ: حِدَّتُها.

  وَالعُنْفُوانُ: ما سالَ من العِنَبِ من غيرِ اعْتِصارٍ.

  وَالعُنْفُوةُ: يَبِيسُ النَّصِيِّ.

  [عوف]: العَوْفُ: الحالُ والشّأْنُ يُقال⁣(⁣٤): نَعِمَ عَوْفُك: أي نَعِمَ بالُك وشَأْنُك، وقال ابنُ دُرَيْدٍ: أَصْبَحَ فلانٌ بِعَوْفِ سَوْءٍ، وبَعوْفِ خَيْرٍ: أي بحالِ سَوْءٍ، وبحالِ خَيْرٍ، قال: وَخَصَّ بعضُهم به الشَّرَّ، قال الأَخْطَلُ:

  أَزَبُّ الحاجِبَيْنِ بِعَوْفِ سَوْءٍ ... من النَّفَرِ الَّذِين بأَزْقُبانِ

  ويُقال للرَّجُلِ صَبِيحَةَ بِنائِه: نَعِمَ عَوْفُك، يعْنُونَ به الذَّكَر وفي الصِّحاحِ قال أبو عُبَيْدَةَ⁣(⁣٥): وكانَ بعضُ النّاسِ يتَأَوَّلُ العَوْفَ الفَرْجَ، فذَكَرْتُه لأَبِي عمرٍو فأَنْكَره، انْتَهى.

  قال أَبو عُبَيْدٍ: وأَنكر الأَصْمعِيُّ قولَ أَبي عَمْرٍو في نَعِمَ عوْفُك، ويُقال: نَعِمَ عوْفُك: إذا دُعِيَ له أَنْ يُصِيبَ الباءَةَ التي تُرْضِي، ويُقالُ للرَّجُلِ إذا تَزوّج هذا، وعَوْفُه: ذَكَرُه، وَينشد:

  جارِيَةٌ ذاتُ هَنٍ كالنَّوْفِ ... مَلَمْلَمٍ تَسْتُرُه بحَوْفِ

  يا لَيْتَنِي أَشِيمُ فِيها عَوْفي

  أي: أُولِجُ فيها ذَكَرِي، والنَّوْفُ: السَّنام.

  والعَوْفُ: الضَّيْفُ عن اللَّيْثِ، وبه فُسِّرَ الدُّعاءُ: نَعِمَ عَوْفُكَ.

  ويُقالُ: هو الجَدُّ والحَظُّ وبه فُسِّرَ أَيضاً قولُهم: نَعِمَ عَوْفُكَ.

  وقيلَ: العَوْفُ في هذا الدُّعاءِ: طائِرٌ والمَعْنَى نَعِمَ طَيْرُك.


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ومنه قول الشافعي الخ كذا بالأصل» وقد استدرك محقق المطبوعة الكويتية قول الشافعي نقلاً عن العباب ونصه فيها: أُحب للرجل إذا نعس في المجلس يوم الجمعة، ووجد مجلساً غيره لا يتخطى فيه أحداً، أن يتحول عنه، ليحدث له بالقيام.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: أعن ترسمَت، كذا اللسان، ولعل الأولى: توسمت من قول ذي الرمة المتقدم: أعن توسمت من خرقاء منزلة، البيت» وتمامه في الديوان ص ٥٦٧.

أأن ترسمت من خرقاء منزلة ... ماء الصبابة من عينيك مسجوم

(٣) ديوانه برواية: إذا جاءني.

(٤) في اللسان: وفي الدعاء: نعم عوفك.

(٥) في الصحاح: «أبو عبيد».