تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نأث]:

صفحة 268 - الجزء 3

  وماثَ المِلْحَ في الماءِ: أَذابَهُ، وكذلك الطِّينَ، وقد انْمَاثَ.

  عن ابن السِّكِّيتِ.

  وعن اللّيث: ماثَ يَمِيثُ مَيْثاً: أَذَابَ المِلْحَ في الماءِ حتى امَّاثَ امِّيَاثاً، وكلُّ شيْءٍ مَرَسْتَه في الماءِ فذَابَ [ما]⁣(⁣١) فيهِ من زَعْفرَانٍ وتَمْرٍ وزَبِيبٍ وأَقِطٍ، فقد مِثْتَه، كالتَّمْيِيثِ والإِماثَةِ والامْتِياثِ والامِّيَاثِ، بتشديد الميم.

  قال اللّيث: كلُّ شيْءٍ مَرَسْتَه في الماءِ فذابَ فيه، فقد مِثْتَه ومَيَّثْتَه، وفي حديث أَبي أُسَيْد⁣(⁣٢): «فَلَمَّا فَرَغَ من الطَّعَامِ أَماثَتْه فسَقَتْه إِيّاه». قال ابنُ الأَثِير: هكذا رُوِيَ: أَماثَتْه، والمعروف: ماثَتْه.

  قلت: وقد تقَدّم الإِشارَةُ إِليه.

  قلت: وقد تقَدّم الإِشارَةُ إِليه.

  وفي حديث عليٍّ: «اللهُمَّ مِثْ⁣(⁣٣) قُلُوبَهُم كما يُماثُ المِلْحُ في الماءِ». والمَيْثَاءُ: الأَرْضُ اللَّيِّنَةُ من غير رَمْلٍ، وكذلك الدَّمِثَةُ، وفي الصّحاح: المَيْثَاءُ: الأَرْضُ السَّهْلَةُ، ج مِيثٌ، كهِيفٌ جمع هَيْفَاءَ.

  وفي اللِّسَان: المَيْثَاءُ: الرَّمْلَةُ السَّهْلَةُ، والرَّابِيَةُ الطَّيِّبَةُ.

  والمَيْثَاءُ: التَّلْعَةُ التي تَعْظُمُ حتّى تَكونَ مِثلَ نِصْفِ الوادِي أَو ثُلُثَيْه.

  والمَيْثَاءُ: ع، بالشّامِ.

  وذو المِيثِ بالكسر: ع، بعَقِيقِ المَدِينَةِ على ساكِنِهَا أَفضلُ الصَّلاةِ والسَّلام.

  والامْتِيَاثُ: الرَّفَاهِيَةُ وطِيبُ العَيْشِ، وقد امْتَاثَ الرَّجُلُ، إِذا أَصابَ لِينَ المَعَاشِ.

  وامْتَاثَ الرّجلُ الأَقِطَ لنَفْسِه، إِذا مَرَسَه في الماءِ وشَرِبَه، وقال رؤبة:

  فقُلْت: إِذ أَعْيَا امْتِيَاثاً مائِثُ ... وطاحَتِ الأَلْبَانُ والعَبَائِثُ⁣(⁣٤)

  والمَيِّثُ كسَيِّدٍ: اللَّيِّنُ.

  ومن المجاز: رَجُلٌ مَيِّثُ القَلْبِ، أَي لَيِّنُه.

  ومَيَّثَ الرّجُلَ: ذَلَّلَهُ.

  وَمَيَّثَه: لَيَّنَه، وأَنشد لمُتَمِّمٍ:

  وذُو الهَمِّ تُعْدِيهِ صَرِيمَةُ أَمْرِه ... إِذا لَمْ تُمَيِّثْه الرُّقَى وتُعادِل

  وَمَيَّثَه الدَّهْرُ: حَنَّكَه وذَلَّلَه.

  وتَمَيَّثَ: ذَلَّ واسْتَرْخَى، وكلّ ذلك مَجاز.

  وتَمَيَّثتِ الأَرْضُ إِذا مُطِرَت فلَانَتْ وبَرَدَتْ.

  وعن أَبي عَمْرٍو: المُسْتَمِيثُ: الغِرْقِئُ وقِشْرُ البَيْضِ، كما تقدّم.

  * ومما يستدرك عليه:

  مَيْثَاءُ: اسمُ امْرأَةٍ. قال الأَعْشَى:

  لِمَيْثَاءَ دَارٌ قد تَعَفَّتْ طُلُولُها ... عَفَتْهَا نَضِيضاتُ الصَّبَا فَمَسِيلُها

  وامْتَاثَ، إِذا خَلَطَ، وبه فُسِّر أَيضاً قولُ رُؤْبةَ المتقدّمُ.

  وَمَيْثَاءُ، عن عائِشَةَ.

  وأَبو المَيْثَاءِ: مُسْتَظِلّ بنُ حُصَيْنٍ عن عَلِيّ، وعن أَبي ذَرٍّ.

  وأَبُو المَيْثَاءِ: أَيُّوبُ بن قُسْطَنْطِينَ المِصْرِيّ، حدَّثَ عن يَحْيَى بنِ بُكَيْرٍ.

  ونَجبَةُ بنُ أَبِي المَيْثَاءِ، قيل⁣(⁣٥).

فصل النون مع المثلّثة

  [نأث]: نَأَثَ عنه، كمَنَع، أَهمله الجوهريّ، وقال الصّاغَانِيّ أَي بَعُدَ، وأَبْطَأَ وسَعَى نَأْثاً ومَنْأَثاً، بالفتح، أَي سَيْراً بَطِيئاً، وسَيرٌ مِنْأَثٌ: بَطِيءٌ، قال رُؤبةُ:


(١) زيادة يقتضيها السياق.

(٢) عن النهاية، وبالأصل «أبي سعيد».

(٣) في النهاية بضم الميم وكسرها، ضبط قلم.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «يقول لو أعياه المريس من التمر والأقط فلم يجد يمتاثه ويشرب ماءه فيتبلغ به لقلة الشيء وعوز المأكول» وما في البيت: «إذا أعيا».

(٥) كذا.