تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ألي]:

صفحة 166 - الجزء 19

  بضمِّ اللام من غير واوٍ، ونَظيرهُ ما حَكَاه سِيْبَوَيْه مِن قوْلِهم: لا أَدْرِ. وفي حدِيث الحَسَنِ: «أُغَيْلَمةٌ حَيَارَى تَفاقَدُوا ما يَأْلُو لهم أَنْ يَفْقَهُوا، أَي ما آنَ ولا انْبَغَى.

  ورَجُلٌ آلٍ: مُقَصِّرٌ؛ وأَنْشَدَ الفرَّاءُ:

  وما المَرْءُ ما دامتْ حُشاشَةُ نفْسِه ... بمُدْرِك أَطْرافِ الخُطُوبِ ولا آلي⁣(⁣١)

  والمرْآةُ⁣(⁣٢) آلِيَةٌ: وجَمْعُها: أَوالِي؛ قالَ أَبو سَهْمٍ الهُذَليّ:

  القَوْمُ أَعْلَمُ لَو ثَقِفْنا مالِكاً ... لاصْطَافَ نِسْوَتُه وهنَّ أَوالي⁣(⁣٣)

  أَي مُقصِّرات لا يَجْهَدنَ كلَّ الجَهْدِ في الحزْنِ عليه ليَأْسِهِنَّ عنه.

  والائْتِلاءُ والتَّأْلِيةُ: الاسْتِطاعَةُ؛ قالَ الشاعِرُ:

  فَمَنْ يَبْتَغِي مَسْعاةَ قَوْمِيَ فَلْيَرُمْ ... صُعوداً على الجَوْزاءِ هل هو مُؤْتَلي⁣(⁣٤)

  وفي الحدِيث: «مَنْ صامَ الدَّهْر فلا صَامَ ولا أَلَّى»، أَي اسْتَطَاعَ الصِّيامَ، كأنَّه دُعاءٌ عليه، ويَجوزُ أَنْ يكونَ إِخْباراً.

  ورَواهُ إبراهيمُ بنُ فِراس ولا آلىَ، وفسّرَ بمعْنَى ولا رَجَع قالَ الخطابيُّ: والصَّوابُ أَلَّى مُشَدّداً ومُخَفَّفاً وجَمْعُ الأَلِيَّة، بمعْنَى اليَمِين، الأَلايَا؛ ومنه قَوْلُ كثيِّر السَّابِق:

  قَليلُ الأَلَايَا حافظٌ لَيَمينِه

  هذه رِوايَةُ الجَوْهرِيّ، ورِوايَةُ ابنُ خَالَوَيْه: قَليلُ الإِلاءِ كما تقدَّمَ.

  وحكَى الأَزْهرِيُّ عن اللّحْيانيّ قال: يقالُ لضَرْبٍ من العُودٍ ليَّة، بالكَسْر، ولُوَّةٌ، بالضمِّ؛ وشاهِدُ لِيَّة في قوْلِ الرَّاجِزِ:

  لا يَصْطَلي لَيْلَة رِيح صَرْصَرٍ ... إلَّا بعُود لِيَّةٍ أَو مِجْمَر⁣(⁣٥)

  ويقالُ: لا آتِيكَ أَلْوَة أَبي هُبَيرة، وهو سعْدُ بنُ زيْدِ مَنَاة بنِ تمِيمٍ.

  قالَ ثَعْلَب: نَصْبَ أَلْوَة نَصْبَ الظَّرُوف، وهذا من اتِّساعِهم لأنَّهم أَقامُوا اسمَ الرَّجُل مُقام الدَّهْر.

  والمِئْلاةُ، بالهَمْز، على وَزْنِ المِعْلاة: الخِرْقَةُ التي تُمْسِكُها المرْأَةُ عنْدَ النَّوْحِ، وتُشِيرُ بها، والجَمْعُ المَآلِي، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للشاعِر يَصِفُ سحاباً وهو لبيدٌ:

  كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذُراه ... وأَنْواحاً عَلَيْهِنَّ المَآلِي⁣(⁣٦)

  والمِئْلاةُ أَيْضاً: خِرْقَةُ الحائِضِ؛ ومنه حدِيثُ عَمْرو بنِ العاص: «ولا حَمَلْتني البَغَايا في غُبَّراتِ المَآلِي». وقد آلَتِ المرْأَةُ إيلاءٌ: إذا اتَّخَذَتْ مِئْلاةً.

  وأُلْوةُ، بالضم: بَلَدٌ في شعْرِ ابنِ مُقْبل؛ قالَ:

  يَكادَان بين الدَّوْنَكَين وأَلْوَة ... وذات القَتاد السُّمْر يَنْسَلخان⁣(⁣٧)

  [ألي]: ي الألْيَةُ، بالفتْحِ: العَجيزَةُ للنَّاسِ وغيرِهِم، أَلْيَةُ الشاةِ وأَلْيَةُ الإنْسانِ، وهي أَلْيَةُ النَّعْجةِ.

  أَو ما رَكِبَ العَجُزَ من شَحْمٍ ولحْمٍ، ج أَلَيَاتٌ وأَلايَا، الأَخيرَةُ على غَيرِ قِياسٍ.

  وحكَى اللّحْيانيُّ: إنَّه لذُو أَلَياتٍ كأنَّه جَعَلَ كلَّ جزءٍ أَلْيَةً، ثم جَمَعَ على هذا.

  وفي الحدِيث: «لا تَقومُ الساعةُ حتى تَضْطرِبَ أَلَياتُ نِساءِ دَوْسٍ على ذي الخَلَصةِ»: أَي تَضْطرِبُ أَعْجازُهنَّ


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) في اللسان: والمرأة.

(٣) البيت في شرح أشعار الهذليين ٣/ ١٣٥١ في زيادات شعر أسامة بن الحارث، وفي اللسان نسبه لأبي سَهْو الهذلي، وهو لسويد بن عمير بن عامر كما في شرح أشعار الهذليين ٢/ ٨١٢.

(٤) اللسان والتهذيب برواية: إلى الجوزاء.

(٥) اللسان.

(٦) ديوانه ط بيروت ص ١٠٩ واللسان والصحاح.

(٧) معجم البلدان «ألوة» وقيدها ياقوت في ترجمتها وفي الشاهد بالفتح، بوزن خَلْوَة.