تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جلنف]:

صفحة 121 - الجزء 12

  ويُقَالُ: جَلَّفَتْ كَحْلُ تَجْلِيفاً: أي اسْتَأْصَلَتِ السَّنَةُ الأَمْوَالَ، قال ابنُ مُقْبِلٍ يَرْثِي عُثْمَانَ ¥:

  نَعَاءِ لِفَضْلِ الحِلْمِ والعِلْمِ والتُّقَى ... وَمَأْوَى اليَتَامَى الغُبْرِ عَامُوا وأَجْدَبُوا

  وَمَلْجَإ مَهْرُوئِينَ يُلْفَى بِهِ الْحَيَا ... إذا جَلَّفَتْ كَحْلٌ هو الْأُمُّ والْأَبُ

  عَامُوا: أي قَرِمُوا إلى اللَّبَنِ.

  والمُتَجَلِّفُ: الْمَهْزُولُ كالمُتَجَرِّفِ، وسِنُونَ جِلائِفُ، وجُلُفٌ، بضَمَّتَيْنِ، جَمْعُ جَلِيفَةٍ، كسَفائِنَ وسُفُنٍ ويُقَال أَيضاً: جُلفٌ، بِضَمَّةٍ عَلَى التَّخْفِيفِ: تَجْلُفُ الْأَمْوَالَ وَتُذْهِبُهَا، *، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ للعُجَيْرِ السَّلُولِيِّ:

  وَإذا تَعَرَّقَتِ الْجَلَائِفُ مَالَهُ ... قُرِنَتْ صَحِيحَتُنَا إلَى جَرْبَائِهِ⁣(⁣١)

  وَمِن سَجَعَاتِ الأَساس: مَن اسْتُؤْصِلَ بالْجَلائِفِ، اسْتُوصِلَ بالْخَلائِفِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  جَلَف ظُفُرَه عن أُصْبُعِهِ: كَشَطَهُ: نَقَلَهُ اللَّيْثُ، ورِجْلٌ جَلِيفَةٌ.

  وَالجَلْفُ: النَّزْعُ.

  وَجُلِفَ⁣(⁣٢) النَّبَاتُ، كعُنِي: أُكِلَ عن آخِرِه.

  وَالجَلْفَةُ، بالفتْحِ: مَصْدَرٌ بمعنى المَرَّةِ.

  وَمن المَصْدَرِ قوْلُهم: جُلِف في مَالِه جَلْفةً، كعُنِي: إذا ذَهَبَ منه شَيْءٌ.

  واجْتَلَفَه الدَّهْرُ: أَذْهَبَ مَالَه.

  وَزَمانٌ جَالِفٌ وجَارِفٌ.

  وَالجَلائِفُ: السُّيُولُ.

  وَالجِلْفُ، بالكَسْرِ: الْأَحْمَقُ، وهو مَجازٌ. وأَما قولُ قَيْسِ بنِ الخَطِيمِ [يصف امرأة]⁣(⁣٣):

  كَأَنَّ لَبَّاتِهَا تَبَدَّدَهَا ... هَزْلَى جَرَادٍ أَجْوَافُهُ جُلُفُ

  فإنَّه شَبَّهَ الْحُلْيَّ التي علَى لَبَّتِها بجَرَادٍ لا رُؤُوسَ لها ولا قَوَائِمَ.

  وَقيل: الجُلُفُ: جَمْعُ جَلِيفٍ، وهو الذي قُشِرَ، وذَهَبَ ابنُ السِّكِّيتِ إلى المَعْنَى الأَوَّلِ.

  وَالجِلْفَةُ، بالكَسْرِ: فَرَسٌ منْسُوبٌ.

  [جلنف]: طَعَامٌ جَلَنْفَاةٌ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَوْرَدَهُ الأَزْهَرِيُّ في التَّهْذِيبِ عن اللَّيْثِ، وقال: أي قَفَارٌ لا أُدْمَ فِيهِ، هكذَا أَوْرَدَهُ الصَّاغَانِيُّ، وصَاحبُ اللِّسَان.

  [جندف]: الجُنَادِفُ، بِالضَّمِّ، كَتَبَهُ بالأَحْمَر علَى أَنَّه مُسْتدْرَكٌ عَلى الجَوْهَرِيِّ، وليس كذلِكَ، بل ذكَره في تَرْكِيبِ «ج د ف»، وتَبِعَه الصَّاغَانِيُّ، ذكره هناك في التَّكْمِلَةِ⁣(⁣٤)، وخالَف في العُبَابِ كصاحبِ اللِّسَانِ، فذَكَرَاهُ هنا على أنَّ النُّونَ أَصْلِيَّةٌ، وفيه نَظَرٌ، قال اللَّيْثُ: الجُنَادِفُ: الْجَافي الْجَسِيمُ مِن النَّاسِ، والإبِلِ، وقيل: هو الذِي إذا مَشَى حَرَّكَ كَتِفَيْهِ، وهو مَشْيُ القِصَارِ.

  وقال الجَوْهَرِيُّ: الجُنَادِفُ: الْغلِيظُ الخِلْقةِ القَصِيرُ المُلَزَّزُ، وقيل: قَصِيرُ الرَّقَبَةِ، وأَنْشدَ لِجَنْدَلِ بنِ الرَّاعِي يَهْجُو ابْنَ الرِّقاعِ، وفي اللسان: يهجُو جَرِيرَ بنَ الخَطَفَى، وَكلاهما خَطَأٌ، والصوابُ [أَنَّهُ للراعِي]⁣(⁣٥) يَرُدُّ على خنْزَرِ بنِ [أَبِي]⁣(⁣٥) أَرْقَمَ، وهو أَحَدُ بني عَمِّ الرَّاعِي:

  جُنَادِفٌ لاحِقٌ بِالرَّأْسِ مَنْكِبُهُ ... كَأَنَّهُ كَوْدَنٌ يُوشَى بِكُلَّابِ


(*) بعدها في القاموس: طعامٌ.

(١) الأساس: برواية خُلطت صحيحتنا.

(٢) في اللسان: وجُلِّف.

(٣) زيادة عن التهذيب واللسان، والبيت في الأصمعيات برواية:

كأن لباتها تضمنها ... هزلى حراد أجوازه حلف

(٤) بهامش المطبوعة الكويتية: «أهمل الصاغاني في التكملة مادة جندف فلم يوردها في ترتيبها ولا في جدف» ذكر الصاغاني في التكملة جدف قول جندل بن الراعي يهجو ابن الرقاع:

جنادف لاحقٌ بالرأس منكبه ... كأدنه كودن يوشي بكلاب

وَهو للراعي يرد على خنزر بن أبي أرقم.

(٥) زيادة عن التكملة وانظر الحاشية السابقة.