تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قتع]:

صفحة 354 - الجزء 11

  القَبْعُ: صَوْتٌ يَرُدُّه الفَرَسُ من مَنْخَرَيْهِ إِلى حَلْقِه، ولا يَكادُ يكُونُ إِلّا من نِفَارٍ، أَو شَيْءٍ يَتَّقِيه ويَكْرَهُه، قالَ عَنْتَرَةُ العَبْسِيُّ:

  إِذا وَقَعَ الرِّماحُ بِمَنْكِبَيْهِ ... تَوَلَّى قَابِعاً فيه صُدُودُ

  وِالقَبْعُ أَيْضاً: تَغْطِيَةُ الرَّأْسِ باللَّيْلِ لرِيبَةٍ.

  وِقبَعَ النَّجْمُ: ظَهَرَ ثمّ خَفِيَ.

  وامْرَأَةٌ قَبْعاءُ: تَنْقَبِعُ أَسْكَتَاها في فَرْجِهَا إِذا نُكِحَتْ، وهو عَيْبٌ.

  وِقَبَعَ الجُوالَقَ: ثَنَى أَطْرَافَه إِلى دَاخِلٍ أَو خارِجَ، يُرِيدُ⁣(⁣١) أَنَّه لَذُو قَعْرٍ، قالَهُ ابنُ الأَثِيرِ.

  وِالقَابُوعَةُ: المِحْرَضَةُ.

  وِالقِبَاعُ، بالكَسْر: جَمْعُ قَابعٍ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:

  يَقُودُ بها دَلِيلَ القَوْمِ نَجْمٌ ... كعَيْنِ الكَلْبِ في هُبيًّ قِبَاعِ⁣(⁣٢)

  هُبًّى: جَمْعُ هَابٍ، أَي الدّاخِلِ في الهَبْوَةِ، يصفُ نُجُوماً قد قَبَعَتْ في الهَبْوَةِ، وسَيَأْتِي تَفْصِيلُ ذلِكَ في «هـ ب ى» وجَمْعُ قَبِيعَة السَّيْف: قَبَائعُ.

  وصاحبُ القُبَيْعِ، مصغَّراً: لَقَبُ الشَّرِيفِ عُمَرَ أَحْمَدَ الأَهْدَلِ الحُسَيْنِيِّ؛ لأَنَّهُ كان يَلْبَسُه دائِماً على رَأْسِه، وهو مِثْلُ القَلَنْسُوَةِ مِن خُوصِ النَّخْلِ.

  [قتع]: القِتْعُ، بالكَسْرِ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ عَبّادٍ: هو خَليَّةُ النَّحْلِ في غارٍ غَيْرِ ذِي غَوْرٍ.

  وِقالَ اللَّيْثُ: القَتَعُ، مُحَرَّكَةً*: دُودٌ حُمْرٌ تَأْكُلُ الخَشَبَ، وأَنْشَدَ:

  غَدَاةَ غَادَرْتُهُم قَتْلَى كأَنَّهُمُ ... خُشْبٌ تَقَصَّفَ في أَجْوَافِها القَتَعُ

  الوَاحِدَةُ بهاءٍ، أَو هي الأَرْضَةُ، وقِيلَ: الدُّودُ مُطْلَقاً، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: هي السُّرْفَةُ والقَتَعَةُ والهرْنِصَانَةُ، والحُطَيِّطَةُ، والبُطَيِّطَةُ، واليَسْرُوع، والعَوَانَةُ، والطُّحْنَةُ⁣(⁣٣).

  وِالمُقَاتَعَةُ، والمُكاتَعَةُ: المُقَاتِلَةَ، يُقَالُ: قَاتَعَهُ الله، عن أَبِي عُبَيْدٍ، قِيلَ: هو عَلَى البَدَلِ، وليس بشيْءٍ.

  وِالقَتَعَةُ، مُحَرَّكَةً: الذَّلِيلُ. وقد قَتَعَ، كمَنَعَ، قُتُوعاً، بالضَّمّ: انْقَمَعَ وذَلَّ، وهو أَقْتَعُ منه، أَي أَذَلُّ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  القُتْعُ، بالضَّمِّ: الشَّبُّور، هكذا رُوِيَ في حَدِيثِ الأَذانِ، نَقَلَه ابْنُ الأَثِيرِ، ونُقِلَ عن الخَطَّابِيِّ، قال: مَدَارُ هذا الحَرْفِ على هُشَيْمٍ، وكانَ يُكْثِرُ اللحْنَ والتَحْرِيف على جَلالةِ مَحَلِّه في الحَدِيثِ.

  [قثع]: القُثْعُ، بالضَّمِّ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقالَ صاحِبُ اللَّسَانِ: لم يُتَرْجِم عليها أَحَدٌ في الأُصُولِ الخَمْسَةِ، وقد جاءَ في حَدِيثِ الأَذَانِ، وفُسِّرَ أَنَّه الشَّبُّورُ، وهو البُوقُ. قال الخَطّابِيُّ: سَمِعْتُ أَبا عُمَرَ الزّاهِدَ يَقُولُ: بالثّاءِ المُثَلَّثة، ولم أْسْمَعْهُ من غَيْرِه، ويَجُوزُ أَنْ يكُونَ مِنْ قَثَعَ في الأَرْضِ قُثُوعاً، إِذا ذَهَبَ، فسُمِّيَ بهِ لِذَهابِ الصَّوْتِ منه.

  قلتُ: وهذا الَّذِي ذَكَرَهُ الخَطَّابِيُّ من وَجْهِ تَسْمِيَتِه فيه نَظَرٌ، فإِنَّ الصَّحِيحَ فيه قَبَعَ في الأَرْضِ قُبُوعاً بالمُوَحَّدَة، كما تَقَدَّم، وليْسَ بتَصْحِيفِ قُنْعٍ، بالنُّونِ، فإِنّ الحَدِيثَ رُوِيَ بالأَوْجُهِ الثَّلاثَةِ، وفي العُبَابِ في - «قبع» - ما نَصُّه: والقُبْعُ والقُثْعُ والقُنْعُ، بالضَّمِّ فيهِنّ: الشَّبُّورُ، وأَبَى الثّانِيَ الأَزْهَرِيُّ⁣(⁣٤)، وأَثبَتُه أَبُو عُمَرَ الزَّاهِد، انتهى.

  قلتُ: الَّذِي أَباهُ الأَزْهَرِيُّ هو الأَوّلُ⁣(⁣٥)، كما نَقَلَه الهَرَوْيُّ عن الأَزْهَرِيِّ، وتَقَدَّمَ ذلِكَ، فتَأَمَّل.

  [قدع]: قَدَعَهُ، كمَنَعَه: كَفَّهُ ومَنَعَهُ، ومنه حَدِيثُ الحَسَنِ: «واقْدَعُوا هذه الأَنْفُسِ، فإِنَّهَا طُلَعَةٌ» أَي امْنَعُوها، عمّا تَتَطَلَّعُ إِليْهِ من الشَّهَوَاتِ. وفي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ، ¥: «فَقَدَعَنِي بعضُ أَصْحابِه» أَي كَفَّنِي وكذَا قَدَعَه عَنْه، إِذا كَفَّه. زادَ الزَّمَخْشَرِيُّ: بِيَدِه أَو لِسَانِه، وأَنْشَدَ الليْثُ:


(١) كذا بالأصل واللسان وبهامشه «فقوله: يريد أي الحارث بن عبد الله والى البصرة».

(٢) نسب بحواشي المطبوعة الكويتية الى أبي حية النميري.

(*) في القاموس: «بالتحريك» بدل «محركة».

(٣) في القاموس: طحن كصرد: دويبة، وقال الزمخشري في ربيع الأبرار: هي دويبة تشبه أم حبين.

(٤) ومثله في التكملة.

(٥) كذا، وانظر ما لاحظناه قريبا في مادة «قبع».