تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سرأل]:

صفحة 343 - الجزء 14

  الرجُلِ ثَوْبه من غيرِ أَنْ يَضُمَّ جانِبَيْه، فإِنْ ضَمَّهُما فليسَ بسَدْلٍ.

  وقالَ غيرُه: هو أَنْ يَلْتَحِفَ بثَوْبِه ويدْخلَ يَدَيْه من داخِلٍ فيَرْكَع ويَسْجُد وهو كذلِكَ، وكانَتِ اليَهُودُ تَفْعلُ ذلِكَ فنُهُوا عنه، وهذا مطَّرِدٌ في القَمِيصِ وغَيْرِه من الثيِّابِ، وقيلَ: هو أَنْ يَضَعَ وسَطَ الإِزَارِ على رأْسِه ويُرْسلَ طَرَفَيْه عن يمينِه وشِمَالِه من غيرِ أَنْ يَجْعلَهما على كَتِفَيْه.

  وشَعَرٌ مُنْسَدِلٌ أَي مُسْتَرْسِلٌ، وقالَ اللّيْثُ: كثيرٌ طَويلٌ قد وَقَعَ على الظَّهْرِ.

  والسَّدْلُ: إِرْسالُ الشَّعَرِ غَيْر مَعْقوفٍ ولا مُعَقَّدٍ.

  وقالَ الفرَّاءُ: سَدَلْت الشَّعَرَ وسَدَنْته: أَرْخَيْتة. والسُّدْلُ: بالضمِ والكسرِ، والسِّتْرُ: ج أَسْدالٌ وسُدولٌ وأَسْدُلٌ كأَفْلُسٍ، فأَمَّا قَوْلُ حُمَيد بنِ ثَوْر:

  فَرُحْنَ وقد خَايَلْنَ كُلَّ ظَعِينةٍ ... لَهُنَّ وباشَرْنَ السُّدُولَ المُرَقَّما⁣(⁣١)

  فإِنَّه لمَّا كان السُّدولُ على لَفْظِ الواحِدِ كالسُّدوسِ لضَرْبٍ من الثِّيابِ وصَفَه بالواحِدِ، وهكذا رَوَاه يَعْقوب، ورِوَايَةُ غَيْره: السَّدِيلُ المُرَقَّما، وهو الصَّحيحُ لأَنَّ السَّدِيلَ واحِدٌ.

  والسِّدْلُ: بالكسرِ، السِّمْطُ من الجَوْهَرِ؛ وفي المُحْكَمِ: من الدُّرِّ يَطولُ إِلى الصَّدْرِ، والجَمْعُ سُدُولٌ قالَ حاجبُ المَازِنيُّ⁣(⁣٢):

  كَسَوْنَ الفارِسِيَّةَ كُلَّ قَرْنٍ ... وزَيَّنَّ الأَشِلَّةَ بالسُّدُولِ⁣(⁣٣)

  والسَّدَلُ: بالتَّحريكِ، المَيْلُ، ومنه ذَكَرٌ أَسْدَلُ أَي مائِلٌ ج سُدُلٌ ككُتُبٍ.

  وسَدَلَ ثَوْبَهُ يَسْدُلُهُ سَدْلاً: من حَدِّ ضَرَبَ، شَقَّهُ، كما في اللِّسَانِ.

  وسَدَلَ في البِلادِ سَدْلاً: ذَهَبَ، كما في العُبَابِ. والسَّدِيلُ؛ كأْميرٍ، شيءٌ يُعَرَّضُ في شُقَّةِ الخِباءِ.

  وقيلَ: هو سِتْرُ حَجَلَةِ المرأَةِ والجَمْعُ سُدُولٌ وسَدَائِلُ وأَسْدالٌ.

  وسَدِيلُ ع.

  والسَّدِيلُ: ما أُسْبِلَ على الهَوْدَجِ والجَمْعُ سُدُولٌ.

  وقالَ الأَصْمَعِيُّ: السُّدُولُ والسُّدُونُ، باللَّامِ والنُّونِ، ما جُلِّلَ به الهَوْدجُ من الثِّيابِ.

  والسَّوْدَلُ: الشَّارِبُ.

  وقالَ الأَصْمَعِيُّ: سَوْدَلَ الرَّجُلُ: طالَ سَوْدَلُهُ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: طَالَ سَوْدَلاهُ أَي شارِبَاه.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  شَعَرٌ مُسْدَلٌ: كمُكْرَمٍ مُسْتَرْسِلٌ.

  وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الشَّعَرُ المُسَدَّلُ: كمُعَظَّمٍ، هو الكَثيرُ الطَّويلُ، يقالُ: سَدَّلَ شَعرَه على عاتِقَيْه وعُنُقِه تَسْدِيلاً.

  والسِّدِلَّى: كزِمِكَّى، مُعَرَّبٌ، وأَصْلُه بالفارِسيَّةِ سِهْ دِلَّه، كأَنَّه ثلاثَةُ بُيُوتٍ كالحارِي⁣(⁣٤) بكُمَّيْن، كما في العُبَابِ واللِّسَانِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  [سرأل]: إِسْرائيلُ وإسْرائينُ: زَعَمَ يَعْقوب أَنَّه بدلُ اسم مَلَكٍ.

  [سربل]: السِّرْبال، بالكسرِ، القَميصُ أَو الدِّرْعُ أَو كلُّ ما لُبِسَ، فهو سِرْبالٌ، والجَمْعُ سَرابِيلُ؛ قالَ الله تعالَى: {وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ}⁣(⁣٥) هي⁣(⁣٦) ومنه قَوْلُ كَعْبِ بنِ زُهَيْرٍ:

  شُمُّ العَرانِينِ أَبْطالٌ لَبوسُهُمُ ... من نَسْجِ دَاوُدَ في الهَيْجا سَرابِيلُ⁣(⁣٧)

  وقيلَ: في قَوْلِه تعالَى: {سَرابِيلَ تَقِيكُمُ}⁣(⁣٨) {الْحَرَّ}، إِنَّها


(١) اللسان وفيه «زايلن» بدل «خايلن».

(٢) في اللسان: «المزني» تحريف.

(٣) اللسان وعجزه في الصحاح.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: كالحاريّ كذا بخطه كاللسان» وفي الصحاح كالحاري، أيضاً.

(٥) سورة النحل الآية ٨١.

(٦) كذا وفي العبارة نقص، وفي اللسان: هي الدروع.

(٧) اللسان.

(٨) سورة النحل الآية ٨١.