تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دخدر]:

صفحة 395 - الجزء 6

  وحَبْلٌ مُنْدَجِرٌ: رِخْوٌ، عن أَبي حنِيفَةَ، وكذا وَتَرٌ مُنْدَجِرٌ⁣(⁣١)، عنه أَيضاً.

  والدِّجْرَانُ، بالكَسْرِ: الخَشَبُ المنصوبُ في الأَرض للتَّعْرِيش، الواحِدَة دِجْرَانَةٌ، كدُقْرَانةٍ بالضَّمّ، وسيَأْتِي.

  ودَاجَرَ: فَرَّ، كسَافَرَ، وعَاقَبَ اللِّصَّ.

  [دحر]: الدَّحْرُ: الطَّرْدُ والإِبْعَادُ والدَّفْع كالدُّحُورِ، بالضَّمّ: نقلَه الجَوْهَرِيّ ورَدَّه الصَّاغانيّ: فقال: والصَّواب الدَّحْر: الطَّرْدُ، وبناءُ فُعُول لِلُّزوم لا لِلتَّعدِّي⁣(⁣٢)، فِعْلُهُنّ كجَعَلَ، يَدْحَره دَحْراً ودُحُوراً، وهو داحِرٌ ودَحْورٌ، الأَخِير كصَبُور. وفي الدُّعَاءِ: «اللهُم ادْحَرْ عَنّا الشَّيْطَان»، أَي ادفَعْه واطْرُدْهُ ونَحِّه. والمَدْحُور⁣(⁣٣) هو المُقْصَى والمَطْرود.

  وقال الأَزهريّ: الدَّحْر: تَبْعِيدُك الشَّيْءَ عن الشَّيْءِ. وفي الكِتَاب العَزِيز: {وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ دُحُوراً}⁣(⁣٤) قال الفَرّاءُ: قرأَ الناسُ بالنَّصْب والضَّمّ. فمن ضَمَّها جعلَها مَصْدراً، ومن فَتَحها جَعَلها اسْماً. كأَنَّه قال: يُقذَفُون بِدَاحِر وبِمَا يَدْحَرُ. قال الفَرَّاء: ولسْتُ أَشْتَهِي الفَتْحَ، لأَنه لو وُجِّه ذلك على صِحَّة لكان فيها البَاءُ، كما تقول: يُقذَفُون بالحجارة ولا يقال: يُقْذَفُون الحِجَارَةَ، وهو جائز.

  وفي التَّكْمِلَة: قَرَأَ السُّلَميّ وابنُ أَبي عَبْلَة: دَحُوراً، بفَتح الدَّال، أَي داحِراً، على جِهَةِ المُبَالَغة، وفيه إِضمارٌ، أَي يُقذَفُون من كلّ جَانِب بدَحُور عن التَّسَمُّع⁣(⁣٥)، أَو هو مَصْدر كقَبُول.

  وقال الزَّجّاجُ: معنَى قَولِه تعالى: {دُحُوراً}، أَي يُدْحَرون أَي يُباعَدُون. وفي حديثِ عَرفَةَ: «ما مِنْ يومٍ إِبليسُ فيه أَدحَرُ ولا أَدحَقُ منه في يوم عَرَفَةَ». الدَّحْر: الدَّفْعُ بعُنْفٍ على سَبِيل الإِهانَةِ والإِذْلال. والدَّحْقُ: الطَّرْدُ والإِبْعادُ.

  وأَفْعَلُ التي للتَّفْصِيل من دُحِرَ ودُحِقَ كأَشْهَر وأَجَنّ من شُهِرَ وجُنَّ.

  [دحدر]: دَحْدَرَهْ، دَحْدَرةً. أَهمله الجَوْهَرَيّ، وقال الصَّاغانِيّ: أَي دَحْرَجَه دَحْرَجَةً فتَدَحْدَرَ، تَدحْرَجَ، كتَدَهْدَهَ.

  [دحمر]: دَحْمَرَ القِرْبَةَ. أَهمَلَه الجَوْهَرِيّ. وقال ابنُ دُرَيْد⁣(⁣٦): أَي مَلَأهَا.

  والدُّحْمُورُ، بالضَّمِّ، وفي بَعْض الأُصول: ودُحْمُورٌ، بلا لامٍ⁣(⁣٧): دُوَيْبَة، نقله الصَّاغانيّ: * وممّا يستدرك عليه:

  دَحْمَرُ و: قَرْية بمِصْر.

  [دخدر]: الدَّخْدَارُ، بالفَتْح: ثَوبٌ أَبيضُ مَصُونٌ، أَو أَسْوَدُ. جاءَ في الشِّعْر القَدِيم، وهو مُعَرَّبُ تَخْتَ دَار، فارسيّة، أَي يُمْسِكه التَّخْتُ، أَي ذو تَخْتٍ. وقال بعضهم: أَصلُه تختار أَي صِينَ في التَّخْت، والأَوّل أَحْسَن. قال الكُمَيْت يَصِف سَحاباً:

  تَجْلُو البَوارِقُ عنه صَفْحَ دَخْدَارِ

  وقيل الدَّخْدَار: الذَّهَبُ، لصِيَانَته في التُّخُوت. ومن ذلك قولُهُم: دَخْدَرَ القُرْطَ، إِذا ذَهَّبَه، أَي طَلَاه به.

  [دخر]: دَخِرَ الرّجلُ كمَنَع وفَرِحَ دُخُوراً، بالضَّمّ، مصدر الأَوّل على غَيْر قِيَاس، ودَخَراً، محرّكةً مَصْدر الثّاني على القِيَاس: صَغُر وذَلَّ. والدّاخِر: الذَّلِيل المُهَان، كما جاءَ في الحَدِيث.

  والدَّخَر: التَّحيُّر. والدُّخُورُ: الصَّغَارُ والذّل. وأَدْخَرَه غيرُه. وفي الكتاب العزيز: {وَهُمْ داخِرُونَ}⁣(⁣٨) قال الزّجّاج: أَي صاغِرون.

  ومن سجَعات الأَساس: الأَوّل فاخِر، والآخَرُ داخِرٌ.

  [دخمر]: دخْمَرَ القِرْبَةَ، أَهمله الجَوْهَرِيّ، وقال ابن دُرَيْد⁣(⁣٩): أَي مَلأَهَا، لُغَة في دَحْمَرَ، بالمُهْمَلَة، كما تَقَدَّم، ولم يَذكُرْه صاحِبُ اللِّسان.

  ودَخْمَرَ الشيْءَ: سَتَرَه وغَطَّاه، نقله الصَّاغانِيّ.


(١) عن اللسان والتكملة، وبالأصل «ميدجر».

(٢) كذا بالأصل والتكملة، وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: للزوم لا للتعدي هكذا بخطه، وحرفت في النسخة المطبوعة بلفظ: للزوم المتعدي اه» النسخة المطبوعة هي نسخة التاج الناقصة.

(٣) في قوله تعالى: {اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً}.

(٤) سورة الصافات الآية ٩.

(٥) عن التكملة وبالأصل «السمع».

(٦) الجمهرة ٣/ ٣٣٠.

(٧) ضبطت في اللسان بفتح الدال ضبط قلم.

(٨) سورة النحل الآية ٤٨.

(٩) الجمهرة ٣/ ٣٣٠.