تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دجو]:

صفحة 399 - الجزء 19

  ودَبَى: من المُدنِ القَدِيمَةِ بعُمَان كانتِ القَصَبةُ؛ عن نَصْر.

  وكسُمَيَّةَ دُبَيَّةُ⁣(⁣١) بنُ عدِيِّ بنِ زيدِ بنِ عامِرِ بنِ لوذان الأَنْصارِيُّ الخطميُّ قُتِلَ مع عليِّ بصِفِّين، ومن ذرِّيَّتِه: القارونُ⁣(⁣٢) بنُ الضحَّاكِ بنِ دُبَيَّةَ، كان له قدْرٌ بالمدينَةِ، قالَهُ مصعَبُ.

  ودُبَيَّةُ بنُ حرمس⁣(⁣٣) السُّلَميُّ سادنُ العُزَّى.

  ومحمدُ وسُلَيْمان ابْنا عتبَةَ⁣(⁣٤) بن دُبَيَّةَ بن جابِرٍ السُّلَميّ مِن خُلَفاء أَبي طالِبٍ قُتِلا بالحرَّةِ.

  [دجو]: ودَجَا اللّيْلُ يَدْجُو دَجْواً، بالفتْحِ، ودُجُوّاً، كسُمُوِّ: أَظْلَمَ، فهو داجٍ ودَجِيٌّ؛ كأَدْجَى وتَدَجَّى؛ قالَ الأَجْدَعُ الهَمْدانيُّ:

  إذا الليلُ أَدْجَى واسْتَقَلَّتْ نُجُومُهُ ... وصاحَ من الأفْراطِ هامٌ جواثِمُ⁣(⁣٥)

  وقالَ لبيدٌ:

  واضْبِطِ الليلَ إذا رُمْتَ السُّرَى ... وتَدَجَّى بعد فَوْرٍ واعْتَدَلْ⁣(⁣٦)

  قيلَ: أراد بتَدَجَّى هنا سَكَنَ.

  وادْجَوْجَى اللَّيْلُ: أَظْلَمَ.

  ولَيْلَةٌ داجِيَةٌ: مُظْلِمَةٌ.

  ودَياجِي اللَّيْلِ: حَنادِسُه كأَنَّهُ جَمْع دَيْجاةٍ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.

  ودَجَا شَعَرُ الماعِزَةِ: أَلْبَسَ ورَكِبَ بعضُه بعضاً ولم يَتَنَفَّشْ⁣(⁣٧). ودَجا فلانٌ دَجْواً: جامَعَ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعرابيِّ:

  لمَّا دَجاها بمِتَلِّ كالصَّقْبِ⁣(⁣٨)

  ودَجا الثَّوْبَ دُجُوّاً: سَبَغَ.

  وعَنْزٌ دَجْواءُ: سابِغَةُ الشَّعَرِ؛ وكذلِكَ الناقَةُ.

  ونِعْمَة داجِيَةٌ: سابِغَةٌ؛ عن ابنِ الأعرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:

  وإن أَصابَتْهُمُ نَعْماءُ داجِيَةٌ ... لم يَبْطَرُوها وإِن فاتَتْهُمُ صَبَرُوا

  والدُّجَةُ، كثُبَةٍ: الأَصابعُ الثَّلاثُ وعليها اللُّقْمَةُ.

  قالَ ابنُ الأعرابيِّ: محاجاةٌ للأَعْراب: يقولونَ ثلاثُ دُجَهْ يَحْمِلْنَ دُجَهْ إلى الغَيْهبانِ فالمِنْثَجَهْ؛ قالَ: الدُّجَةُ الأصابِعُ الثَّلاثُ؛ والدُّجَةُ اللُّقْمَةُ، والغَيْهَانُ البَطْنُ، والمِنْثَخَةُ الاسْتُ.

  والدُّجَةُ: الزِّرُّ؛ كما في المُحْكَمِ.

  وفي التَّهْذِيبِ: زِرُّ القَمِيصِ. يقالُ: أَصْلح دُجَة قَمِيصك؛ ج دُجاةٌ ودُجَى.

  والمُداجَاةُ: المُدارَاةُ. يقالُ: دَاجَيْته، أَي دَارَيْته كأَنَّك ساتَرْتَه العَداوَةَ؛ قالَ قَعْنَبُ ابنُ أُمِّ صاحِبٍ:

  كلٌّ يُداجِي على البَغْضاءِ صاحِبَهُ ... ولنْ أُعالِنَهُمْ إلَّا بما عَلَنُوا⁣(⁣٩)

  نَقَلَه الجَوهرِيُّ، قالَ: وذَكَرَ أَبو عَمْرو: أَنَّ المُداجاةَ أَيْضاً المَنْعُ بينَ الشِّدَّةِ والرَّخاءِ؛ وفي بعضِ نسخِ الصِّحاحِ: والإِرْخاءِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الدُّجا: سَوادُ الليْلِ مَعَ غَيْمٍ، وأَنْ لا تَرى نَجْماً ولا قَمَراً؛ وقيلَ: هو إذ أَلْبَسَ كلَّ شيءٍ وليسَ هو مِن الظَّلْمَةِ.

  ويقالُ: لَيْلَةٌ دُجًا وليالٍ دُجًا، لا يُجْمَع لأنَّه مَصْدَرٌ وُصِفَ به.

  ودَجا الإِسْلامُ: قَوِيَ وانْتَشَر وأَلْبَسَ كلَّ شيءٍ.


(١) ذكرت هذه اللفظة والتي بعدها، في التبصير ٢/ ٥٨١ بالذال المعجمة.

(٢) في التبصير: الفاروق.

(٣) في التبصير: حَرَمى.

(٤) في التبصير: «عقبة» وبهامشه عن إحدى نسخه: «عتبة» كالأصل.

(٥) في اللسان: حوائم.

(٦) ديوانه ط بيروت ص ١٤١ برواية:

«إذا طال السرى ...»

والمثبت كرواية اللسان.

(٧) على هامش القاموس عن نسخة: يَنْتَفِشْ.

(٨) التهذيب والتكملة، وفي اللسان برواية «كالقصب» والصقب العمود.

(٩) اللسان والصحاح.