تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فرص]:

صفحة 320 - الجزء 9

  الأَزْهَرِيُّ: أَفَاحِيصُ القَطَا: الَّتِي تُفَرِّخُ فِيها. ومنهُ اشتُقَّ قَولُ أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه: «وسَتَجِدُ قَوْماً فَحَصُوا عن أَوْسَاطِ رُؤُوسهم الشَّعرَ فاضْرِبْ ما فَحَصُوا عنه بالسَّيْفِ».

  أَي عَمِلُوها مِثْلَ أَفَاحِيصِ القَطَا. وفي الصّحاحِ: كأَنَّهم حَلَقُوا وَسَطَهَا فتَرَكُوها مِثْلَ أَفاحِيصِ القَطَا. قال ابنُ سِيدَه: وقد يكون الأُفْحُوصُ لِلنَّعام، كالمَفْحَصِ، كمَقْعَد، ومنه الحَدِيثُ المَرْفُوعُ: مَنْ بَنَى للهِ مَسْجِداً ولو⁣(⁣١) مِثْلَ مَفْحَصِ قَطَاةٍ بَنَى اللهُ له بَيْتاً في الجَنَّة». قال ابنُ الأَثِيرِ: هو مَفْعَلٌ من الفَحْصِ، والجَمْعُ مَفَاحِصُ. و في الحَدِيثِ أَنَّه أَوْصَى أُمَرَاءَ جَيْشِ مُؤْتَةَ: «وسَتَجِدُون آخَرِينَ للشَّيْطَان في رُؤُوسِهِم مَفَاحِصُ فاقْلَعُوها⁣(⁣٢) بالسُّيُوفِ»، أَيْ أَنَّ الشَّيْطَانَ اسْتَوْطَنَ رُؤُوسَهُم فجَعَلَهَا مَفَاحِصَ، كما تَسْتَوطِن القَطَا مَفَاحِصَها»، وهو من الاسْتِعَارَاتِ اللَّطِيفَة، لأَنَّ مِنْ كَلامهم إِذا وَصَفُوا إِنْسَاناً بشِدَّةِ الغَيِّ والانْهِمَاكِ في الشَّرِّ قالوا: قد فَرَّخَ الشَّيْطَانُ في رَأَسِه، وعَشَّشَ في قَلْبه، فذَهَبَ بِهذَا القَوْلِ ذلِكَ المَذْهَبَ. وفي النِّهَايَة⁣(⁣٣): فُحِصَتِ الأَرْضُ أَفاحِيصَ.

  وكُلُّ مَوْضِعٍ فُحِصَ: أُفْحُوصٌ، ومَفْحَصٌ.

  ويُقَال: ما أَمْلَحَ فَحْصَةَ هذا الصَّبِيِّ، الفَحْصَةُ: نُقْرَةُ الذَّقَنِ والخَدَّيْنِ.

  والفَحْصُ: كُلُّ مَوْضِع يُسْكَنُ، وهو في الأَصْلِ اسمٌ لِمَا اسْتَوَى من الأَرْضِ، والجَمْعُ فُحُوصٌ. و في حَدِيثِ كَعْبٍ: «أَنَّ الله تَعَالَى بَارَكَ في الشَّامِ، وخَصَّ بالتَّقْدِيس مِنْ فَحْصِ الأُرْدُنّ إِلى رَفَحَ» الأُرْدُنُّ: النَّهرُ المَعْرُوفُ تَحْتَ طَبَرِيَّةَ. وفَحْصُهُ: ما بُسِطَ منه، وكُشِفَ من نَواحِيهِ، ورَفَحُ: مَكَانٌ في طَرِيق مِصْر.

  والمُسَمَّى بفَحْصٍ عِدَّةُ مَواضِع بِالغَرْبِ⁣(⁣٤)، منهَا: فَحْصُ طُلَيْطِلَةَ. وفَحْصُ أُكْشُونِيَةَ، وفَحْصُ إِشْبِيلِيَّةَ، وفَحْصُ البَلُّوطِ، وفَحْصُ الأَجَمِّ⁣(⁣٥): حِصْن من نَوَاحِي إِفْرِيقِيَّة. وفَحْصُ سُورَنْجِينَ بطَرَابُلُسَ. وفاتَه: فَحْصُ أُمِّ الرَّبِيع بنواحِي ايت أَعتاب.

  ويُقَال: هو فَحِيصِي ومُفَاحِصِي، بمَعْنًى وَاحِدٍ، كأَكِيلِي ومُؤاكِلِي.

  وفَاحَصَنِي فُلانٌ، كَأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا يَفْحَصُ، أَي يَبْحَث عَنْ عَيْبِ صاحِبِه، وعن سِرِّه.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  فَحَصَ للخُبزَةِ يَفْحَصُ فَحْصاً: عَمِلَ لها مَوْضِعاً في النَّارِ. واسْم المَوْضِع أُفْحُوصٌ.

  والفَحْصُ: البَسْطُ، والكَشْفُ، والحَفْر. والمَفْحَصُ: الفَحْصُ. قال كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ:

  ومَفْحَصَهَا عَنْهَا الحَصَى بجِرَانِهَا ... ومَثْنَى نَوَاجٍ لَمْ يَخُنْهُنَّ مَفْصِلُ

  فعَدَّاهُ إِلى الحَصَى، لأَنَّه عَنَى به الفَحْصَ لا اسْمَ المَوْضِع، لأَنَّ اسم المَوْضِع لا يَتَعَدَّى.

  و في حَدِيث قُسٍّ: «ولا سَمِعْتُ له فَحْصاً»، أَيْ وَقْعَ قَدَمٍ، وصَوْتَ مَشْيٍ.

  والفَحْصُ: قُدّامُ العَرْشِ، وبه فُسِّر حَدِيثُ الشَّفاعَةِ: «فانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى⁣(⁣٦) الفَحْصَ» كذا قَالُوه.

  وفَحَصَ الظَّبْيُ: عَدَا عَدْواً شَدِيداً. والأَعْرَفُ: مَحَصَ.

  ويُقَال: بَيْنَهُمَا فِحَاصٌ، أَي عَدَاوَةٌ.

  ومن المَجَازِ: عَلَيْكَ بالفَحْصِ عن سِرِّ هذا الحَدِيث.

  وفُلانٌ بَحَّاثٌ عن الأَسْرارِ، فَحَّاصٌ عنها. واعْلَمَ⁣(⁣٧) أَنَّ عِنْدَ الله مسأَلَةً فاحِصَةً، كَذَا في الأَساس.

  وأَفاحِيصُ: جَمْع أُفْحُوصَة، ناحِيَةٌ باليَمَامَةِ، عن مُحَمَّدِ بنِ إِدْرِيسَ بنِ أَبِي حَفْصَةَ.

  [فرص]: فَرَصَهُ، يَفْرِصُه: قَطَعَه، وقِيلَ فَرَصَ الجِلْدَ: خَرَقَهُ وشَقَّهُ. ومنه فَرَصْتُ النَّعْلَ، أَي خَرَقْتُ أُذُنَيْهَا لَلشِّرَاكِ.

  وقال اللَّيْثُ: الفَرْصُ: شَقُّ⁣(⁣٨) الجِلْد بحَديدَةٍ عَرِيضَة الطَّرَفِ


(١) في النهاية واللسان: ولو كمفحص قطاة.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: فاقلعوها، الذي في اللسان: فافلقوها، ولعله الصواب» وفي النهاية فافلقوها أيضاً.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وفي النهاية الخ عبارة اللسان: وفي حديث زواجه بزينب ووليمته: فحصت الأرض أفاحيص أي حفرت، وكل موضع الخ».

(٤) في معجم البلدان: بالمغرب.

(٥) في معجم البلدان: «الأُجُم».

(٦) هذا ضبط اللسان، وفي النهاية: فأنطلق ... آتيَ.

(٧) في الأساس: «واعلموا».

(٨) الأصل واللسان، وفي التهذيب المطبوع: شدّ.