تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وشي]:

صفحة 293 - الجزء 20

  على حالٍ، ولأَنَّ مُفْعَلاً أَكْثَر مِن فُعْلَى لأنَّه يُبْنى مِن كل أَفْعَلْت، وكان الكِسائي يقولُ: هو فُعْلَى، وتقدَّمَ في السِّين.

  ومُوسَى: حَفْرٌ لبَني ربيعَةَ الجوع كَثِيرُ الزُّروعِ والنّخْلِ.

  والمُوسَى من القَوْنَسِ: طَرَفُ البَيْضةِ، على التَّشبيهِ بهذه المُوسَى التي تَحْلقُ لحدَّتهِ أَو لكَوْنهِ على هَيْئتِها.

  وبَنْدَرُ مُوسَى: ع، نُسِبَ إلى مُوسَى، وهو مِن مَراسِي بَحْرِ الهِنْدِ مِمَّا يَلِي البَرْبَرَة؛ ذَكَرَه الصَّاغاني.

  ووَاساهُ بمعْنَى آساهُ يُبْنى على يُواسِي، لُغَةٌ رَدِيئةٌ⁣(⁣١)؛ وفي الصِّحاح ضَعِيفةٌ.

  واسْتَوْسَيْتُهُ: قُلْتُ له واسِنِي⁣(⁣٢)؛ نقلَهُ الجَوْهري هكذا، والصَّوابُ اسْتَأْسَيْتُه وآسَيْتُه.

  وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الوَسْيُ: الحَلْقُ؛ وقد وَسَى رأْسه كأَوْسَى.

  وَجَمْعُ مُوسَى الحَديدِ: مَواسٍ؛ قال الراجزُ:

  شَرابُه كالحَزِّ بالمَواسِي

  ومُوسَى: اسْمُ نَبِيٍّ مِن أَنْبياءِ الله، صلى الله عليه وعلى نبيِّنا وسلم؛ والنِّسْبَةُ مُوسِيُّ ومُوسَوِيُّ. وقد ذُكِرَ في عِيسَى.

  ووَادِي مُوسَى: ذُكِرَ في وَدي.

  ومنيةُ مُوسَى: ذُكِرَتْ في السِّين.

  ومُوسَى⁣(⁣٣) آباد: قَرْيةٌ بهَمَذان: وأُخْرَى بالرَّيّ، نُسِبَتْ إلى مُوسَى الهادِي.

  ومراكعُ مُوسَى: مَوْضِعٌ قُرْبَ السُّوَيْس، وهو أَوَّل مَحْجرٍ يُوجَدُ في درْبِ الحِجازِ.

  ومحلَّةُ مُوسَى: بالبُحَيْرةِ. وقد ذُكِرَ بعضُ ما هنا في السِّيْن المُهْملة فراجِعْه.

  [وشي]: ي الوَشْيُ: نَقْشُ الثَّوْبِ، وهو م مَعْروفٌ، ويكونُ مِن كلِّ لَوْنٍ؛ قالَ الأسْوَدُ بنُ يَعْفر:

  حَمَتْها رِماحُ الحَرْبِ حتى تَهَوَّلَتْ ... بزاهِرِ نَوْرٍ مِثْلِ وَشْي النَّمارِقِ

  والوَشْيُ من السَّيْفِ فِرِنْدُهُ الذي في مَتْنِه.

  وَشَى الثَّوْبَ، كوَعَى، يَشِيهِ وَشْياً وشِيَةً حَسَنَةً، كعِدَةٍ؛ هكذا في النسخِ على أنَّ حَسَنَةً صفَةٌ لشِيَة، وليسَ في المُحْكَم هذه الزِّيادَة وإنَّما جَعَلَه تَفْسِير الوشاة فقالَ: حَسَنَة، ثم قالَ: ووَشَّاهُ بالتَّشْديدِ؛ نَمْنَمَهُ ونَقَشَهُ وحَسَّنَهُ، وليسَ في العِبارَتَيْن كَبيرُ اخْتِلافٍ إلَّا أنَّه ليسَ في أُصُولِ كُتُبِ اللغةِ هذه الزِّيادَةِ فتأَمَّل.

  كوشَّاهُ تَوْشِيةً؛ قالَ الجَوْهرِي: شُدِّدَ للكَثْرةِ.

  ومِن المجازِ: وَشَى النَّمَّامُ كَلامَهُ يَشِيه وَشْياً إذا كَذَبَ فيه، وذلكَ لأنَّه يُصَورُه ويُؤَلِّفُه ويُزَيِّنُه.

  ومِن المجازِ: وَشَى به إلى السُّلطانِ وَشْياً ووِشايَةً، هذه بالكسْر، أَي نَمَّ عليه وسَعَى به. يقالُ: هو ما زالَ يَمْشِي ويَشِي.

  ومِن المجازِ: وَشَى بَنُو فلانٍ، إذا كَثُرُوا، أَي كَثُرَ نَسْلُهم.

  وشِيَةُ الفَرَسِ، كعِدَةٍ: لَوْنُه؛ كذا في المُحْكم.

  وفي الصِّحاح: الشِّيَةُ كُلُّ لوْنٍ يُخالِفُ مُعْظَم لَوْنِ الفَرَسِ وغيرِهِ، والهاءُ عِوَضٌ مِن الواوِ الذاهِبَةِ مِن أَوَّلهِ، والجَمْعُ شِياتٌ. يقالُ: ثَوْرٌ أَشْيَةُ كما يقال فَرَسٌ أَبْلَقُ وتَيْسٌ أَذْرَأُ؛ وقولهُ تعالى: {لا شِيَةَ فِيها}⁣(⁣٤)، أَي ليسَ فيها لَوْن يُخالِفُ سائِرَ لَوْنِها، انتَهَى؛ كذا في النسخ والصَّوابُ ثَوْبٌ أَشْيَهُ.

  ويقالُ: فَرَسٌ حَسَنُ الأُشِيِّ، كصُلِيٍّ، أَي الغُرَّةِ والتّحْجيلِ، هَمْزتُه بدلٌ مِن واوِ وُشِيٍّ، حكَاهُ اللّحْياني وقالَ: وهو نادِرٌ.

  ومِن المجازِ: تَوَشَّى فيه الشَّيْبُ، أَي ظَهَرَ فيه؛ كالشِّيَةِ؛ عن ابن الأعْرابي؛ وأَنْشَدَ:


(١) في القاموس: «رَدِيَّةً» بدون همز.

(٢) عن القاموس والصحاح وبالأصل «راسني».

(٣) في ياقوت: موسَيَاباذ.

(٤) سورة البقرة، الآية ٧١.