تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شلل]:

صفحة 384 - الجزء 14

  وقالَ الرَّاغِبُ: أَصْلُ المُشَاكَلَةِ من الشكْلِ وهو تَقْييدُ الدابَّةِ.

  وقالَ أَبُو عَمْرٍو: يقالُ فيه أَشْكَلَةٌ من أَبيهِ وشُكْلَةٌ، بالضمِ، وشاكِلٌ أَي شَبَهٌ منه.

  وهذا أَشْكَلُ به أَي أَشْبَهُ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الشَّكْلُ: المَذْهَبُ والقَصْدُ.

  والشَّوكلاءُ⁣(⁣١): الحاجَةُ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  وفيه شُكْلَةٌ من دَمٍ، بالضمِ، أَي شيءٌ يَسِيرٌ.

  والمُشْكِلُ، كمُحْسِنٍ، الدَّاخِلُ في أَشْكَالِه أَي أَمْثالِه وأَشْبَاهِه، من قَوْلِهم: أَشْكَلَ صَارَ ذا شَكْلٍ، والجَمْعُ مشْكِلاتٌ.

  وهو يفكُّ المَشَاكِلَ: الأُمورُ المُلْتَبِسَةِ.

  ونباتُ الأَشْكَلِ: مِثْلُ شَجَرِ الشَّرْيان عن أَبي حَنِيفَةَ.

  وقالَ الزَّجَّاجُ شَكَلَ عليَّ الأَمْرُ أَي أَشْكَلَ.

  والشَّكْلاءُ: المُدَاهَنَةُ.

  وأَشْكَلَ المَرِيضُ وشَكَلَ كما تَقُولُ: تَمَاثَلَ.

  وتَشَكَّلَتِ المَرْأَةُ: تَدَلَّلَتْ.

  وشَكَلَ الأَسَدُ اللَّبْوَة: ضَرَبَها، عن ابنِ القَطَّاعِ.

  وأَصَابَ شَاكِلَةَ الصَّوابِ، وهو يَرْمِي بَرَأْيِه الشَّوَاكِل، وهو مجازٌ.

  وأَبُو الفَضْل العَبَّاسُ بنُ يُوسُف الشَّكْلِيُّ، بالكسرِ، مُحَدِّثٌ.

  وشَكْلانٌ، بالفتحِ، قَرْيةٌ بمرو، منها أَبُو عصمة أَحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ مُحَّمدٍ الشَّكْلانيُّ مُحَدِّثٌ مَاتَ سَنَة ٤٥١.

  والمُشَكَّلُ، كمُعَظَّمٍ، صاحِبُ الهَيْئةِ والشَّكْل الحَسَنِ.

  وعبدُ الرَّحمن بنُ أَبي حَمَّار شُكَيْلٌ، كزُبَيْرٍ، المُقْرِئُ شيْخٌ لعُثْمَان بنِ أَبي شِيْبَة؛ وأَحمدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمن بنِ الشُّكَيْلِ اليَمَنِيُّ مَاتَ سَنَة ٦٥٤. وبَنُو الأَشْكَلِ: بَطْنٌ من العَرَبِ مَسْكَنُهم بيت حجر من الزَّيْدِيَّة بوادِي سرور من اليَمَنِ.

  وأَبُو شُكَيْلٍ، كزُبَيْرٍ، إبراهيمُ بنُ عليِّ بنِ سالِمٍ الخَزْرَجِيُّ مَاتَ بتريم سَنَة ٦٦١.

  [شلل]: الشَّلَلُ، محرَّكةً، أَنْ يُصيبَ الثَّوبَ سَوادٌ أَو غيرُه ولا يَذْهَبَ بغَسْلِهِ؛ يقالُ: ما هذا الشَّلَل بثَوْبِك، وهو مجازٌ.

  والشَّلَلُ: الطَّرْدُ كالشَّلِّ؛ يقالُ: شَلَّهُ يَشُلُّهُ شَلًّا فانْشَلَّ؛ وكذلِكَ شَلَّ العَيْرُ أُتُنَه، والسائِقُ إِبِلَه.

  ومَرَّ فلانٌ يَشُلُّهم بالسَّيْفِ: أَي يَكْسَؤُهم ويطرْدُهم؛ قالَ لَبِيدُ رَضِيَ الله تعالى عنه:

  في جميع حَافِظِي عَوْرَاتِهِم ... لا يَهُمُّون بادْعاق الشَّلَلْ⁣(⁣٢)

  والشَّلَلُ: اليُبْسُ في اليَدِ، أَو الفَسَادُ فيها، أَو ذَهابُها.

  وقد شَلَّتْ يَدُه تَشَلُّ بالفتحِ كمَلَّ يَمَلُّ، وأَصْلُه شَلِلَ كفَرِحَ، قالَ ثَعْلَبُ: وهي اللُّغَةُ الفَصِيحةُ، شَلًّا وشَلَلاً وأُشِلَّتْ وشُلَّتْ، مَجْهُولَيْن نَقَلَهما ثَعْلبُ في فَصِيحِهِ وقالَ في الأَخِيرَةِ: إنَّها رَدِيْئَةٌ. وقالَ شُرَّاحُه: ضَعِيفَةٌ مَرْجُوحَةٌ.

  وقالَ الفرَّاءُ: لا يقالُ شُلَّتْ يَدُه، وإنَّما يقالُ أَشَلَّها الله.

  وقالَ اللّحْيانيُّ: شَلَّ عَشْرُه وشَلَّ خَمْسُه، قالَ: وبعضُهم يقُولُ: شَلَّتْ، قالَ: وهي أَقَلُّ، يعْنِي أن حَذْفَ عَلامَة التَّأْنِيثِ في مِثْلِ هذا التَّرْكِيبِ أَكْثَر من إِثْباتِها، وأَنْشَدَ:

  فَشَلَّتْ يَمينِي يَوْمَ أَعْلُو ابْنَ جَعْفَرٍ ... وشَلَّ بَنا ناها وشَلَّ الخَناصِرُ⁣(⁣٣)

  ورَجُلٌ أَشَلُّ، وامْرَأَةٌ شَلَّاءُ.

  وقد شَلِلْتَ يا رَجُل، بالكسرِ، وقد أَشَلَّ يَدَهُ.

  ويقالُ: لا شَلَلاً ولا شَلالِ: مَبْنِيَّة كَقَطامِ، أَي لا تَشْلَلْ يَدُكَ؛ يُقالُ ذلِكَ في الدُّعاءِ.

  ويُقالُ لمَنْ أَجَادَ الرَّمْيَ والطَّعْنَ: لا شَلَلاً ولا عَمًى، ولا


(١) في التكملة واللسان والأساس: شكلاء، وفي التهذيب عن ابن الأعرابي يقال للحاجة: أشكلة وشاكلة وشوكلاء ونواة بمعنى واحد.

(٢) لم أعثر عليه في ديوانه ط بيروت، وفي الديوان قصيدة على الروي وقد نبه بهامشه إلى البيت، وعجزه في المقاييس ٣/ ١٧٤.

(٣) اللسان.