تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فشغ]:

صفحة 53 - الجزء 12

  وسِكِّينٌ فَرِيغٌ كَذلِكَ، وكَذلِكَ رَجُلٌ فَرِيغٌ: إذا كانَ حَدِيدَ اللِّسَانِ.

  وَرَجُلٌ فِرَاغٌ، ككِتَابٍ: سَرِيعُ المَشْيِ، واسِعُ الخُطَا.

  وَفَرَغَ عَلَيهِ الماءَ: صَبَّهُ، عَن ثَعْلَبٍ، وأَنْشَدَ:

  فَرَغْنَ الهَوَى في القَلْبِ ثُمَّ سَقَيْنَهُ ... صُبَاباتِ ماءِ الحُزْنِ بالأَعْيُنِ النُّجْلِ

  وَالإِفْرَاغَةُ: المَرَّةُ الواحِدَةُ مِن الإِفْرَاغِ، ومِنْهُ الحَدِيثُ⁣(⁣١): «كانَ يُفْرِغُ عَلَى رَأْسِه ثَلاثَ إِفْرَاغَاتٍ».

  وَأَفْرَغَ عِنْدَ الجِمَاعِ: صَبَّ ماءَهُ.

  وَأَفْرَغَ الذَّهَبَ والفِضَّةَ وغَيْرَهُمَا مِنَ الجَوَاهِرِ الذّائِبَةِ: صَبَّهَا في قَالَبٍ. ودِرْهَمٌ مُفْرَغٌ⁣(⁣٢)، كمُكْرَمٍ: مَصْبُوبٌ في قَالَبٍ، لَيْسَ بمَضْرُوبٍ.

  وَمَفْرَغُ الدَّلْوِ، كمَقْعَدٍ: ما يَلِي مُقَدَّمَ الحَوْضِ.

  والفَرْغَانُ: الإِنَاءُ الوَاسِعُ.

  والفِرَاغُ بالكَسْرِ: الأَوْدِيَةُ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، ولم يَذْكُرْ لَها واحِداً، ولا اشْتَقَّها⁣(⁣٣).

  وَقالَ ابْنُ بَرِّيّ: الفَرْغُ: الأَرْضُ المُجْدِبَةُ، قال مالِكٌ العَلِيمِيُّ:

  انْجُ نَجاءً مِنْ غَرِيمٍ مَكْبُولْ ... يُلْقَى عَلَيْه النَّيْدُلانُ والغُولْ

  واتَّقِ أَجْسَاداً بفَرْغٍ مَجْهُولْ

  وَمَفَارِغُ الدَّلْوِ: مَصَابُّهَا، جَمْعُ فَرْغٍ، كما في الأَسَاسِ، أَوْ جَمْعُ مَفْرَغٍ.

  وَفي الدُّعَاءِ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَيْشَ الرّافِغَ، والبالَ والفَارِغَ.

  وَمِنَ المَجَازِ: يُقَالُ: هذا كَلامٌ فارِغٌ.

  وَيُقَالُ - في الوَعِيدِ -: لأَفْرَغَنَّ لَكَ.

  وَقَدْ أَفْرَغَ عَلَيْهِ ذَنُوباً: إذا ناطَقَه بما يُتَشَوَّرُ مِنْه، أي: يُسْتَحْيَا ويُخْجَلُ، ومِنْهُ⁣(⁣٤) قَوْلُ الأَخْطَلِ في حَقِّ الشَّعْبِيِّ: «أَنَا أَسْتَفْرِغُ من إِناءٍ واحِدٍ، وهو يَسْتَفْرِغُ مِنْ أَوانٍ شَتَّى» يُرِيدُ سَعَةَ حِفْظِ الشَّعْبِيِّ.

  والمُفْرَغُ، بِضمِ المِيمِ وفَتْحِهَا، فالضَّمُّ: بمَعْنَى الإِفْراغِ، والفَتْحُ بمَعْنَى المَوْضِعِ، وبِهِمَا فُسِّرَ قَوْلُ رُؤْبَةَ:

  بمِدْفَقِ الغَرْبِ رَحِيبِ المَفْرَغِ

  [فشغ]: فَشَغَهُ، كمَنَعَهُ، فَشْغًا: عَلاهُ حَتّى غَطّاهُ، قالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ العِبَادِيُّ يَصِفُ فَرَساً:

  لَهُ قُصَّةٌ فشَغَتْ حاجِبَيْ ... هِ والعَيْنُ تُبْصِرُ ما في الظُّلَم

  كفَشَّغَهُ تَفْشِيغًا، ومِنْهُ النّاصِيَةُ الفَشْغاءُ والفاشِغَةُ، وَهي: المُنْتَشِرَةُ المُغَطِّيَةُ للعَيْنِ، وقَدْ فَشَغَتِ النّاصِيَةُ والقُصَّةُ.

  والفُشَاغُ، كغُرَابٍ: الرُّقْعَةُ مِنْ أَدَمٍ يُرْقَع بِهَا السِّقَاءُ.

  وأَيْضاً: نَباتٌ يَلْتَوِي عَلَى الأَشْجَارِ ويَعْلُوها فَيُفْسِدُهَا، أَوْرَدَهُ الجَوْهَرِيُّ، ولَم يَضْبِطْهُ بوَزْنٍ ولا مِثَالٍ عَلَى عادَتِه، وَفِيهِ وَجْهَانِ: يُخَفَّفُ ويُشَدَّدُ، كما نَقَلَه ابْنُ بَرِّيٍّ عن الأَزْهَرِيِّ، وكَذلِكَ نَقَلَهُ الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ، والصّاغَانِيُّ في كِتَابَيْهِ⁣(⁣٥)، وأَوْرَدَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ في العَيْنِ المُهْمَلَةِ⁣(⁣٦)، فليُنْظَرْ ذلِكَ.

  والفَشْغَةُ: اللِّبْلابُ يَعْلُو الشَّجَرَ ويَلْتَوِي عَلَيْهِ.

  وقال اللَّيْثُ: الفَشْغَةُ: قُطْنَةٌ في جَوْفِ القَصَبَةِ هكذا نَصُّ العُبَابِ، ووَقَعَ في اللِّسَانِ: «قَصَبَةٌ في جَوْفِ قَصَبَةٍ»، فليُنْظَرْ ذلِكَ⁣(⁣٧).

  قال اللَّيْثُ: والفَشْغَةُ أَيْضاً: ما تَطايَرَ مِنْ جَوْفِ الصَّوْصَلَّاةِ اسمٌ لِحَشِيشَةٍ⁣(⁣٨)، وهُوَ أَيْضاً الصّاصُلَّى م مَعْرُوفَةٌ، هِيَ الَّتِي يَأْكُلُ جَوْفَهَا صِبْيَانُ العِرَاقِ.


(١) الذي في اللسان والنهاية: في حديث الغسل.

(٢) في الأساس: درهم مُفْرَغ ومفرَّغ.

(٣) كذا بالأصل واللسان وفي معجم البلدان «فراغ» يجوز أن يكون جمع فرْغ الدلّاء.

(٤) الذي في الأساس: وقال الأخطل للشعبي.

(٥) نظر له في التكملة: الفُشّاع مثال المُكَّاءِ، والفُشاع مثال الصُّداع.

(٦) الذي في الأساس: الغُشاغ، بالغين المعجمة، وضبطه بالقلم بالتشديد.

(٧) وفي التهذيب والتكملة: «قطنة» كالأصل.

(٨) في اللسان نبت يقال له صاصلى وقيل هو حشيش يأكل جوفه صبيان العراق.