تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حرب]:

صفحة 409 - الجزء 1

  مالك: وهي من الحَرَمِ، وحَكَى ابنُ القَصَّارِ أَنَّ بعضَها حِلٌّ، أَو سُمِّيَتْ لِشَجَرَةٍ حَدْبَاءَ كانت هُنَاكَ⁣(⁣١)، وهي التي كانت تَحْتَهَا بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ.

  والحُدَيْبَاءُ تَصْغِيرُ الحَدْبَاءِ: مَاءٌ لِجَذِيمَةَ.

  وتحَدَّبَ بِهِ: تَعَلَّقَ، والمُتَحَدِّبُ المُتَعَلِّقُ بالشَّيْءِ المُلازِمُ له.

  وتَحَدَّبَ عَلَيْهِ: تَعَطَّفَ وحَنَا، وتَحَدَّبَتِ المَرْأَةُ أَي لم تَتَزَوَّجْ وأَشْبَلَتْ أَي أَقَامَتْ من غيرِ تَزْوِيجٍ وعَطَفَتْ عَلَى وَلَدِهَا، كحَدِبَ بالكَسْرِ يَحْدَبُ، مَفْتُوحَ المُضَارِعِ، حَدَباً، فهو حَدِبٌ فيهما أَي في المعنيينِ، وحَدِبَتِ المَرْأَةُ على وَلَدِهَا كتَحَدَّبَتْ، قال أَبُو عَمْرٍو: الحَدَأَ: مِثْلُ الحَدَبِ، حَدِثْتُ عَلَيْهِ حَدَأً وَحَدِبْتُ عَلَيْهِ حَدَباً أَي أَشْفَقْتُ عليه، وفي حديث عليٍّ يَصِفُ أَبَا بَكْرٍ ®، «وأَحْدَبُهُمْ عَلَى المُسْلِمِينَ» أَيْ أَعْطَفُهُمْ وأَشْفَقُهُم، مِنْ حَدِبَ عَلَيْهِ يَحْدَبُ إِذَا عَطَفَ، ومنه قولُهم: الحَدَبُ عَلَى حَفَدَةِ العِلْمِ والأَدَب.

  والحَدْبَاءُ في قصيدة كَعْبِ بن زُهير:

  كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهُ ... يَوْماً عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ

  يُرِيدُ على النَّعْشِ، وقيل: أَرادَ بالآلَةِ الحَالَةَ، وبالحَدْبَاءِ الصَّعْبةَ الشَّدِيدَةَ، ويقالُ: المُرْتَفِعَة.

  ومن المَجَازِ: حُمِلَ عَلى آلَةٍ حَدْبَاءَ، وكَذَا سَنَةٌ حَدْبَاءُ: شَدِيدَة بَارِدَةٌ، وخُطَّةٌ حَدْبَاءُ.

  والحَدْبَاءُ أَيْضاً: الدَّابَّةُ التي بَدَتْ حراقِفُهَا⁣(⁣٢) وعَظْمُ ظَهْرِهَا، والحَرَاقِفُ: جَمْعُ حَرْقَفَةٍ، وهي رَأْسُ الوَرِكِ، وفي الأَساس: ومن المجاز: دَابَّةٌ حَدْبَاءُ⁣(⁣٣): بدَتْ حَرَاقِفُهَا مِنْ هُزَالِهَا، انتهى، وفي اللسان: وكذلك يقالُ: حَدْبَاءُ حِدْبِيرٌ وحِدْبَارٌ، ويقال هُنَّ⁣(⁣٤) حُدْبٌ حَدَابِيرُ، انتهى، أَي ضُمَّ إِلى حُرُوفِ «الحدب» حَرْفٌ رابعٌ فَرُكِّبَ منها رُبَاعِيٌّ، كذا في الأَساس.

  وَوَسِيقٌ أَحْدَبُ: سَرِيعٌ، قال:

  قَرَّبهَا ولَمْ تَكُنْ تُقَرَّبُ ... مِنْ أَهْلِ تَيَّانَ وَسِيقٌ أَحْدَبُ⁣(⁣٥)

  كذا في اللسان.

  والحَدْبُ: المدَافَعَةُ، يقالُ: حَدَبَ عَنْهُ كَضَرَبَ إِذَا دَافَعَ عنه، ومَنَعَه، حَكَاهُ غَيْرُ واحِدٍ، نَقَلَه شيخُنَا وقال الشيخُ ابنُ بَرِّيّ: وَجَدْتُ حَاشِيَةً مَكْتُوبَةً لَيْسَتْ من أَصْلِ الكِتَابِ حَدَبْدَبَى اسْمُ لُعْبَةٍ لِلنَّبِيطِ وأَنْشَدَ لِسَالم بنِ دَارَةَ يَهْجُو مُرَّةَ⁣(⁣٦) ابنَ رافِعٍ الفَزَارِيَّ.

  حَدَبْدَبَى حَدَبْدَبَى يا صِبْيَانْ ... إِنَّ بَنِي فَزَارَةَ بنِ ذُبْيَانْ

  قَدْ طَرَّقَتْ ناقَتُهُمْ بِإِنْسَانْ ... مُشَيَّإٍ أَعْجِبْ بِخَلْقِ الرَّحْمَنْ⁣(⁣٧)

  قال الصاغانيّ: والعَامَّةُ تجعلُ مكانُ الباءِ الأُولى نُوناً، ومكانَ الباءِ الثانيةِ لاماً، وهو خَطَأٌ، وسيأْتي في ح د ب د.

  * ومما يستدركُ عليه:

  حُدْبَانُ بالضَّمِّ: جَدُّ رَبِيعَةَ بنِ مُكَدَّمٍ كَذَا ضبَطه الحافظُ.

  [حدرب]: وحِدْرِبٌ بالكسر أَبو: قَبِيلَةٍ من كُبَرَاءِ سَوَاكِنَ ومُلُوكِهَا، والنِّسْبَة: حِدْرِبِيُّ، والجَمْعُ: حَدَارِبَةٌ، وقدِ انْقَرَضَتْ دَوْلَتُهُمْ بعد السِّتِّين وتِسْعِمَائة، ذَكَره شيخُنَا والمقريزي.

  [حرب]: الحَرْبُ نَقِيضُ السَّلْمِ م لِشُهْرَتِهِ، يَعْنُونَ به القِتَال، والذي حَقَّقَه السُّهَيْلِيُّ أَنَّ الحَرْب هو التَّرَامِي بالسِّهَامِ، ثُمَّ المُطَاعَنَةُ بالرِّمَاحِ، ثُمَّ المُجَالَدَة بالسُّيُوفِ، ثُمَّ المُعَانَقَةُ، والمُصَارَعَةُ إِذا تَزَاحَمُوا، قاله شيخنا، وفي


(١) في إحدى نسخ القاموس: هنالك.

(٢) في الصحاح: «وناقة حدباء» وفي اللسان: وناقة حدباء كذلك.

(٣) في الأساس: وناقة حدباء حدبار.» وقد أشار إلى ذلك في هامش المطبوعة المصرية ..

(٤) عن اللسان، وبالأصل «هي».

(٥) اللسان: «تكد» بدل «تكن» و «نيان» بدل «تبان».

(٦) في اللسان: «مرّ».

(٧) بعدها في اللسان:

غلبتم الناس بأكل الجرذان ... وسرق الجار ونيك البعران

وبهامش المطبوعة المصرية» قوله مشيإ ... على وزن معظم وهو المختلف الخلق المختلة ...».