[نتق]:
  كَكَتِف الأُولى مُخفَّفة عن الأَخِيرة، وفي الحَدِيث: «فإِذا نَبِقُها مثلُ قِلال هَجَر».
  وفيه لُغَةٌ رابِعَةٌ. وهي النِّبَق، كعِنَبٍ، ذكرها صاحبُ اللِّسانِ، واحِدَتُه بهاءٍ في الجَمِيع.
  وقال الجَوْهَريُّ: الواحِدَةُ نَبِقَةٌ، ونَبِقٌ ونَبِقات مثال كَلِمة وكَلِم وكَلِمات. وأَنشدَ ابنُ دُرَيْدٍ:
  في قَعْرِهِ كالنَّبِقِ الجَنِيِّ(١)
  وقالَ أَبو عَمْروٍ: النَّبْقُ دَقِيقٌ يَخرُجُ من لُبِّ جِذْع النَّخْلة حُلْوٌ، يُقَوَّى بالدِّبْسِ(٢)، ثم يُجعَلُ نَبِيذاً فيكونُ نِهايةً في الجَوْدَةِ. ويُقالُ لِنَبِيذِه: الضَّرِيُّ.
  وذو نَبِقٍ ككَتِف، أَو كَجَبَلٍ: ع. قالَ الرَّاعِي:
  تَبيَّنْ خَلِيلي هل تَرَى من ظَعائِن ... بذِي نَبَقٍ زالَتْ بهِنَّ الأَباعِرُ(٣)؟
  ونَبَّقَ بها تَنْبِيقاً، وأَنْبَقَ: إِذا حَبَقَ حَبْقاً غَيْر شَدِيدٍ عن أَبِي زَيْدٍ.
  وقالَ غَيرُه: يُقالُ: أَنبَقَ: إِذا حَبَقَ بصَوْتٍ، وطَحْرَب بغَيْر صَوْتٍ، وإِذا عَظُم الصَّوتُ قِيل: رَدَم.
  والمُنَبَّقُ كمُعَظَّم ومُحَدِّث: المُسْتَوِي المُهَذَّب المُصْطَفُّ على سَطْرٍ من النَّخْلِ وغَيرِها من سائِرِ الأَشْياءِ، وأَنشَدَ ابنُ دُرَيْد، وقالَ ابنُ بَرّي: هو للمُتَلَمِّسِ:
  أَلكَ السَّدِيرُ وبارِقُ ... وأُبايِضٌ ولك الخَوَرْنَقْ
  والبَيْتُ ذُو الشُّرُفاتِ من ... سِنْدادَ والنَّخلُ المُنَبَّقْ(٤)
  وقال امرؤُ القَيْس:
  وحَدِّثْ بأَنْ زالَت بلَيْلٍ حُمولُهُم ... كنَخْلٍ من الأَعراضِ غَيرِ مُنَبَّقِ
  يُروَى بالوَجْهَين. والنَّبِيقَة كسَفِينة: زَمَعَةُ الكَرْمِ إِذا عَظُمَتْ، نقَلَه الصاغانيُّ.
  وأَبو نَبْقَة، كَحَمْزة: جَدُّ جَماعة من بَنِي المُطَّلِب بنِ عبدِ مَناف، ثم من بَنِي الحارِثِ منهم.
  وانْتَبَق الكَلامَ انْتِباقاً، وانتَبطَه انتِباطاً: استَخْرجَه عن أَبي زَائِدَةَ، وأَبِي تُرابٍ.
  وانْباقَ عليهم بالكَلامِ، أَي: انْبَعَث مثل انْباع أَجوَفُ، ومَوضِعُه: «ب وق» كما تَقدَّم، ووَهِم الجَوْهَري في ذِكْرِه هنا. وقد نَبَّه على ذلك ابنُ بَرِّيّ في حَواشِيه.
  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:
  نَبَّقَ الكِتَابَ تَنْبِيقاً، ونَمَّقَه تَنْمِيقاً: سَطَّره، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. قالَ الزَّمخشَرِيُّ: ومنه شَجَرٌ مُنَبَّقٌ، أَي: مُسَطَّرٌ.
  ونَبَّق النَّخْلُ تَنْبِيقاً: فَسَدَ وصارَ تَمْرُه صَغِيراً مثلَ النَّبِقِ، وقِيل: نَبَّقَ: أَزْهَى. وقالَ المُفَضَّلُ في قولِ امْرِئِ القَيْسِ السابِق: غير مُنَبِّق، أَي: غير بالِغٍ.
  والتَّنْبِيقُ: التَّرتِيبُ.
  وقالَ الفَرّاءُ: النُّباقِيُّ مأْخُوذٌ من النُّباقِ، وهو الحُصاصُ الضَّعِيفُ.
  ومُنَيْبِقٌ بالتَّصغِيرِ: ابنُ حاطِب الجُمَحِيُّ: صحابِيٌّ استُشْهِدَ يوم أُحُد، نَقَلَه الحافظُ.
  ونَيْبَقُ القَمِيصِ: نَيْفَقُه، وسيَأْتِي.
  وعبدُ الله بنُ العَلاءِ بن أَبِي نَبْقَة: مُحَدِّث.
  [نتق]: نَتَقَه يَنْتِقُه، ويَنْتُقُه، نَتْقاً: زَعْزَعَه وهَزَّه، ومنه قَوْلُه تَعالَى: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ}(٥) قال أَبُو عَبيْدٍ: أَي زَعْزَعْناهُ فاستَخْرَجْناه من مَكانِه. وجاءَ في الخَبَرِ أَنّه اقْتُلِعَ من مَكانِه.
  وقالَ الفَرّاءُ: أَي رَفَعْناه على عَسْكَرِهم فَرْسخاً في فَرْسَخ، وأَظَلَّ عليهم، فقالَ لهم سَيِّدُنا مُوسَى عليه وعلى نَبِيِّنا السّلامُ: إِمّا أَنْ تَقْبَلُوا التَّوراةَ وإِمّا أَن يَسْقُطَ عليكم.
  ونَتَقَ السِّقاءَ والجِرابَ، وغَيْرَهما من الأَوْعِيَة نتْقاً: إِذا
(١) الجمهرة ١/ ٣٢٢.
(٢) في التهذيب واللسان والتكملة: بالصَّقْر.
(٣) ديوانه ط بيروت ص ١١١ برواية: «تَبَصَّرْ خليلي» وضبط نبق ككتف، وانظر تخريجه فيه.
(٤) انظر الجمهرة ١/ ٣٢٢ و ٣٢٣.
(٥) سورة الأعراف الآية ١٧١.