تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لقس]:

صفحة 463 - الجزء 8

  وفي الصَّحاح: ورُبَّمَا قالُوا: نَبَاتٌ أَلْعَسُ، أَي كَثِيرٌ كَثيفٌ، لأَنه حِينَئذٍ يَضْرِبُ إِلى السَّوادِ.

  وَمَا ذُقْتُ لَعُوساً، أَي شَيْئاً، ومِثْلُه: ما ذُقْتُ لَعُوقاً.

  وأَلْعَسُ ولَعْسٌ، بالفَتْح، ولِعْسَانُ، بالكَسْرِ: أَسماءُ مَواضِع، أَمّا أَلْعَسُ ففِي قَوْلِ امْرِئ القَيْس:

  فَلا تُنْكِرُونِي إِنَّني أَنا جارُكُمْ ... عَشِيَّةَ حَلَّ الحَيُّ غَوْلاً فأَلْعَسَا

  والمُتَلَعِّسُ: الشَّدِيدُ الأَكْلِ مِن الرِّجَالِ، قاله اللَّيْثُ.

  واللَّعْوَسُ، كجَرْوَلٍ: الذِّئْبُ، سُمِّيَ مِن اللَّعْسِ بمَعْنَى العَضِّ، كما تَقَدَّمَت الإِشَارَةُ إِليَه، قالَ ذُو الرُّمَّة:

  وماءِ هَتَكْتُ اللَّيْلَ عَنْهُ ولَمْ تَرِدْ ... رَوَايَا الفِرَاخِ والذِّئابُ اللَّعاوِسُ

  ويُرْوَى بالغَينِ المُعْجَمَة.

  واللَّعْوَسُ: الرَّجُلُ الخَفِيفُ في الأَكْلِ وغيرِه، كأَنَّهُ الشَّرِهُ الحَريصُ، قيل: ومنه سُمِّيَ الذِّئْب لعْوَساً.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  لَحْمٌ مَلْعُوسٌ: أَحْمَرُ لم يَنْضَجْ، والغَيْنُ المُعْجَمَةُ لغةٌ فيه.

  [لغس]: اللَّغْوَسُ، كجَرْوَلٍ، أَهملَه الجَوْهَرِيُّ، وقال الفَرَّاءُ: اللَّعْوَسُ، بالعَيْن، لغةٌ فيه، وهو الذِّئْبُ الحَرِيصُ الشَّرِهُ السَّرِيعُ الأَكْلِ، وذِئابٌ لَغَاوِسُ، وأَنشد اللَّيْثُ قولَ ذِي الرُّمّةِ السابِقَ.

  واللَّغْوَسُ: اللِّصُّ الخَتُولُ الخَبِيثُ، ويُوصَفُ به الذِّئْبُ أَيضاً.

  واللَّغْوَسُ: عُشْبَةٌ تُرْعَى، والَّذي في نَصِّ أَبي حَنيفَةَ: عُشْبَةٌ من المَرْعَى، قال: واللَّغْوَسُ أَيضاً: الرَّقِيقُ من النَّبَات الخَفِيفُ النّاعِمُ الرَّيَّانُ. وقيل: هو عُشْبٌ لَيِّنٌ رَطْبٌ يُؤْكَلُ سَرِيعاً. والمُتَرَئِّدُ: الّذِي يَهْتَزُّ من نَعْمَتِه، هذا مأْخوذٌ من قول ابنِ أَحْمَرَ يصِفُ ثَوْراً:

  فبَدَرْتُه عَيْناً ولَجَّ بِطَرْفِهِ ... عَنِّي لُعَاعَةُ لَغُوَسٍ مُتَرَيِّدِ⁣(⁣١)

  ويُرْوَى: «مُتَزَيِّد» ومعناه: أَنِّي نَظَرْتُ إِليه وشَغَلَتْه عَنِّي.

  لُعَاعَةُ لَغْوَس، وهو نَبْتٌ ناعِمٌ رَيّانُ. والمُتَرَئِّدُ: نَعْتٌ له، وهو الذي يَهْتَزُّ من نَعْمَتِه؛ ولا يَخْفَى بُعْدُ هذا من تفسيرِ كلامِ ابنِ أَحْمَرَ، فلا مَدْخَلَ له هنا، وقد وَهِمَ فيه، فانظُرْه وتأَمَّلْ.

  والمُلَغْوَسُ، كمُطَرْبَلٍ: الطَّعامُ النِّيءُ الذّي لم يَنْضَجْ، وهو المُلَهْوَجُ. قاله ابنُ السِّكِّيتِ، وقالَ غيرُه: لَحْمٌ مُلَغْوَسٌ⁣(⁣٢): أَحْمَرُ لم يَنْضَجْ.

  ويقال: هُوَ لَغْوَسَةٌ مِن خَبَرٍ، إِذا لم يُثَحَقَّقْ شيءٌ مِنْه، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، عن ابن عَبّادٍ.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه:

  اللَّغْوَسَةُ: سُرْعَةُ الأَكْلِ ونَحْوِه.

  واللِّغْوَاسُ، بالكَسْر: الكَثيرُ⁣(⁣٣) الأَكْلِ، ومنه اشْتِقَاقُ لَغْوَسِ بنِ عَطِيَّةَ.

  [لفس]: لِيَفْسٌ، يكسرِ الّلامِ وفتحِ الياءِ التَّحْتيَّة، ولو قَالَ: كهِزَبْرٍ، لأَصَابَ. وقد أَهْمَلَه الجَمَاعَةُ، وهو إِتْبَاعٌ لِحِيَفْسٍ، أَي شُجَاعٌ، وقد تقدَّم له في «ح ف س» أَنَّ الحِيَفْس هو الغَلِيظَ، والضَّخْمُ، والأَكْوَلُ البَطِينُ، والَّذِي يَغْضَبُ ويَرْضَى من غَيْرِ شَيْءٍ، ولم يَذْكُرْ هُنَاكَ مَعْنَى الشجاعِ، فلْيُتأَمَّلْ، وذَكر الصّاغَانِيُّ في العُبَابِ في «حيفس» عن ابنِ دُرَيْدٍ: ويُقَالُ: رجُلٌ حِيَفْسٌ لِيَفْسٌ، إِتْبَاعٌ.

  [لقس]: لَقَسَهُ يَلْقِسُه ويَلْقُسُه: عَابَهُ، مِن حَدِّ ضَرَبَ ونَصَرَ، لَقْساً، الأُولَى عنِ ابنِ عَبّادٍ.

  واللَّقِسُ، ككَتِفٍ: مَنْ يُلَقِّبُ النَّاسَ ويَعِيبُهُم ويَسْخَرُ مِنْهُم ويُفْسدُ بَيْنَهُم، قال أَبو زَيْدٍ: لَقَسْتُ النَّاسَ أَلْقُسُهم، ونَقَسْتُهم أَنْقُسهُم: وهو الإِفْسَادُ بَيْنَهُم، وأَنْ تَسْخَرَ منهم.

  وقال أَبو عَمْرٍو: اللَّقِسُ: الَّذي* لا يَستَقِيمُ علَى وَجْهٍ.

  واللَّقِسُ أَيضاً: الفَطِنُ بالشَّيْءِ، عن ابن عَبّادٍ، وقَد لَقِسَ به، أَي فَطِنَ به، نقلَه الصّاغَانِيُّ.

  ولَقِسَتْ نَفْسُه إِلى الشَّيْءِ، كفَرِحَ، إِذا نازَعَتْه إِليه


(١) في التكملة: «مترئد» وبهامشها عن نسخة أخرى: «متربد» وفي اللسان: «متزيد» وسيشير الشارح إلى هذه الرواية.

(٢) في اللسان: ولحم مُلَغْوس ومَلْغُوس.

(٣) التكملة: السريع الأكل الخفيف.

(*) في القاموس: «من» بدل «الذي».