تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شظظ]:

صفحة 472 - الجزء 10

  أَي لا تُعَجِّلْهُ، فهو ضِدٌّ، كَذَا في العُبَابِ. ووَقَعَ في التَّكْمِلَةِ: أَرْعَظَنِي عَنِ الأَمْرِ: فَتَّرَنِي [عنه]⁣(⁣١).

  وقال ابنُ عَبّادٍ أَيْضاً: التَّرْعِيظُ: تَحْرِيكُ الإِصْبَع لتَرَى أَبِهَا بَأْسٌ أَمْ لا، وهو في التَّكْمِلَةِ بالتَّخْفِيفِ. أَو التَّرْعِيظُ: تَحْرِيكُ الوَتِدِ لِتَقْلَعَهُ، عن ابنِ عَبّادٍ أَيْضاً.

  قال والتَّرَعُّظُ: أَنْ تُحَاوِلَ تَسْوِيَةَ حِمْلٍ عَلَى بَعِيرٍ فيَرُوغَ، كَذا في العُبَابِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  رَعِظَ السَّهْمُ، كفَرِحَ: انْكَسَر رُعْظُه، فهو سَهْمٌ رَعِظٌ، نَقله الجَوْهَرِيّ.

  وقالَ أَبو خَيْرَةَ العَدَويُّ: سَهْمٌ مَرْعُوظٌ، إِذا وُصِفَ بالضَّعْفِ، وأَنْشَدَ:

  ناضَلَنِي وسَهْمُهُ مَرْعُوظُ

  ونَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ أَيْضاً هكَذَا.

  وقال غَيْرُهُ: سَهْمٌ مَرْعُوظٌ: انْكَسَرَ رُعْظُه فشَدَّهُ بالعَقَبِ، وذلِكَ عَيْبٌ، قالَهُ ابْنُ بَرِّيّ.

  ورَعِظَ، بالكَسْرِ: عَجِلَ، عن ابْنِ عَبّادٍ.

  وقالَ اللَّيْثُ فِي المَثَلِ: «مَنْ أَبْهَظَ يرْعَظُ» أَي مَنْ أَلْجَأَ عَدُوَّهُ عَطَفَ عَلَيْهِ بالشَّرِّ.

فصل الشين مع الظاءِ

  [شظظ]: شَظَّهُ الأَمْرُ: شَقَّ عَلَيْه، شَظٍّا، وشُظُوظاً.

  وشَظَّ القَوْمَ شَظًّا: فَرَّقَهُمْ، أَوْ طَرَدَهُمْ، وهذِه من نَوَادِرِ الأَعْرَابِ، كشَظَّظَهُمْ⁣(⁣٢) تَشْظِيظاً، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ.

  وشَظَّ الرَّجُلُ: أَنْعَظَ حَتَّى يَصِيرَ مَتَاعُهُ كالشِّظاظ.

  وشَظَّ الوعاءَ يَشُظُّه شَظًّا: جَعَلَ فِيه الشِّظاظَ، كأَشَظَّ في الكُلِّ، غَيْرِ الأَوَّلِ، يُقَالُ: أَشَظَّ القَوْمَ إِشْظاظاً، إِذا فَرَّقَهُمْ، قال البَعِيثُ:

  إِذا ما زَعانِيفُ الرِّبَابِ أَشَظَّهَا ... ثِقَالُ المَرَادِي الذُّرَا في الجَمَاجِمِ⁣(⁣٣)

  وأَشَظَّ الرَّجُلُ: أَنْعَظَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. قال ابنُ دُرَيْدٍ: وهذا أَكْثَرُه، وأَنْشَدَ لِزُهَيْرٍ:

  إِذا جَنَحَتْ نِسَاؤُهُمُ إِلَيْهِ ... أَشَظَّ كَأَنَّهُ مَسَدٌ مُغَارُ

  وأَشَظَّ الجُوَالِقَ: جَعَلَ لَهُ شِظَاظاً، نقله الجَوْهَرِيّ.

  والشُّظُّ: بَقِيَّةُ النَّهَارِ، وكَذلِكَ الشَّفَافَةُ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ.

  ويُقَالُ: طَارُوا شَظَاظاً⁣(⁣٤) وشَعَاعاً، بفَتْحِهِمَا: إِذا تَفَرَّقُوا عن الأَصْمَعِيّ، وأَنْشَدَ لِرُوَيْشِدٍ الطَّائِيّ يَصِفُ الضَّأْنَ:

  طِرْنَ شَظَاظاً بَيْنَ أَطْرَافِ السَّنَدْ ... لا تَرْعَوي أُمٌّ بِهَا عَلَى وَلَدْ

  كَأَنَّما هَايَجَهُنَّ ذُو لِبَدْ

  وشِظَاظٌ، كَكِتَابٍ: لِصٌّ ضَبِّيٌّ. م مَعْرُوفٌ، كانَ في الجَاهِلِيّةِ فصُلِبَ في الإِسْلامِ، وكان مُغِيراً، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ، قُلتُ: وهو القائِلُ:

  رُبَّ عَجُوزٍ من نُمَيْرٍ شَهْبَرَةً ... عَلَّمْتُهَا الإِنْقَاضَ بَعدَ القَرْقَرَةْ

  ومِنْه المَثَلُ: أَسْرَقُ من شِظَاظٍ، وأَلَصُّ من شِظَاظٍ. قال:

  اللهُ نَجَّاكَ من القَضِيمِ ... ومِنْ شِظَاظٍ فاتِحِ العُكُومِ

  ومَالِكٍ وسَيْفِهِ المَسْمُومِ

  والشِّظاظِ: خَشَبةٌ عَقْفَاءُ محددة الطَّرَفِ. تُجْعَلُ فِي عُرْوَتَيِ الجُوَالِقَيْن إِذا عُكِمَا على البَعِيرِ، وهُمَا شِظَاظَانِ، ج: أَشِظَّةٌ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للرّاجِز:

  أَيْنَ الشِّظاظَان وأَيْنَ المِرْبَعَهْ ... وأَيْنَ وَسْقُ النَّاقَةِ الجَلَنْفَعَهْ

  وقال الفَرّاءُ: الشَّظِيظُ، كَأَمِيرٍ: العُودُ المُشَقَّقُ.


(١) زيادة عن التكملة.

(٢) في القاموس: والقوم فرّقهم كشظّظهم أو طَرَدَهم.

(٣) اللسان وفيه:

زعانيف الرجال ... ... والذرا والجماجم

(٤) في القاموس: «طاروا أشظاظاً» وعلى هامشه عن نسخة أخرى: «شظاظاً» كالأصل والتهذيب واللسان.