تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ذعذع]:

صفحة 129 - الجزء 11

  وأَسَدٌ مُذَرَّعٌ: عَلَى ذِرَاعَيْه دَمُ فَرَائسِه، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ:

  قَدْ يُهْلَكُ الأَرْقَمُ والفاعُوسُ ... وِالأَسَدُ المُذَرَّعُ المَنْهوسُ

  وِالتَّذْرِيعُ: فَضْلُ حَبْلِ القَيْدِ يُوثَقُ بالذَّراعِ، اسْمٌ كالتَّنْبيتِ، لا مَصْدَر.

  وثَوْبٌ⁣(⁣١) مُوَشَّى الذّراعِ، أَي الكُمِّ ومُوَشَّى المَذَارِعِ كذلك، جُمِعَ عَلى غَيْرِ وَاحِدِهِ، كمَلامِحَ ومَحاسِنَ.

  وِذَرْعُ كُلِّ شَيْءٍ: قَدْرُهُ مِمّا يُذْرَعُ. ونَخْلَةٌ ذَرْعُ رَجُلٍ، أَيْ قَامَتُهُ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: انْذَرَعَ: إذا تَقَدَّمَ.

  وِذَرَعَ البَعِيرُ يَدَهُ، إذا مَدَّهَا في السَّيْرِ.

  وناقةٌ ذَرَاعَةٌ: بارِعَةٌ.

  ويُقَالُ: هذِهِ ناقَةٌ تُذَارِعُ بُعْدَ الطَّرِيقِ، أيْ تَمُدُّ باعَها وذِرَاعَها لِتَقْطَعَهُ⁣(⁣٢)، وهِيَ تُذَارِعُ الفَلاةَ، وتَذْرَعُهَا، إذا أَسْرَعَتْ فِيها كأَنَّهَا تَقِيسُها. قال الشاعِرُ يَصِفُ الإِبِلَ:

  وِهُنَّ يَذْرَعْنَ الرَّقاقَ السَّمْلَقَا ... ذَرْعَ النَّواطِي السُّحُلَ المُرَقَّقَا

  والنَّواطِي: النَّواسِج.

  وِأَذْرَعَ الرَّجُلُ قَيْئَهُ: أَخْرَجَهُ.

  وِالذَّرْعُ: البَدَنُ. وأَبْطَرَنِي ذَرْعِي: أَبْلَى بَدَنِي، وقَطَعَ مَعاشِي. وأَبْطَرْتُ فُلاناً ذَرْعَهُ: كَلَّفْتُهُ أَكْثَرَ مِنْ طَوْقِهِ.

  وما لِي به ذَرْعٌ، ولا ذِرَاعٌ، أَيْ ما لِي بِه طَاقَةٌ.

  ورَجُلٌ رَحْبُ الذِّراع⁣(⁣٣)، أَي وَاسِعُ القُوَّةِ والقُدْرَةِ والبَطْش.

  وكَبُرَ في ذَرْعِي، أيْ عَظُمَ وَقْعُه، وجَلَّ عِنْدِي.

  وكَسَر ذلِك مِن ذَرْعِي، أَي ثَبَّطَنِي عَمّا أَرَدْتُهُ. ومِنْ أَمْثَالِهِم: «هو لَكَ عَلى حَبْلِ الذِّراعِ»⁣(⁣٤) أيْ أُعَجِّلُهُ لك نَقْداً، وقِيل: هُو مُعَدُّ حاضِرٌ. والحَبْلُ: عِرْقُ فِي الذِّراعِ. وتذرَّعَ البَعِيرُ: مَدَّ ذِراعَهُ في سَيْرِهِ. قال رُؤْبَةُ:

  كَأنَّ ضَبْعَيْهِ إذا تَذَرَّعَا ... أَبْواعُ مَتَّاحٍ إذا تَبَوَّعَا

  وِذَرَّعَهُ تَذْرِيعاً: قَتَلَهُ.

  ويُقَالُ: قَتَلُوهُم أَذْرَعَ قتْلٍ، أَي أَسرَعَه.

  وفي نوادِرِ الأَعْرَابِ: أَنْتَ ذَرَّعْتَ بَيْننا هذا، وأَنْت سَجَلْتَهُ⁣(⁣٥)، يُرِيدُ سَبَّبْتَهُ.

  وِالذَّرِيعَةُ: حَلْقةٌ يُتعَلَّمُ عَليْها الرَّمْي.

  وما أَذْرَعَها! مِنْ بابِ «أَحْنك الشَّاتيْنِ».

  وِالمِذْرَعُ، كمِنْبَرٍ: الزَّق الصَّغِيرُ.

  وقَوْلُهم: اقْصَدْ بذَرْعِكَ، أَي ارْبَعْ عَلى نَفْسِك، ولا يَعْدُ بك قَدْرُك.

  وذَرْعِينةُ: من قُرَى بُخارَى. وأَذْرُعُ أَكبَادٍ: مَوضِعٌ فِي قوْلِ ابْنِ مُقْبِل:

  أَمْسَتْ بِأَذْرُعِ أَكْبَادٍ فحُمَّ لها ... رَكْبٌ بلِينَةَ أَوْ رَكْبٌ بِسَاوِينا⁣(⁣٦)

  وِأَذْرُعُ، غيْر مُضافٍ: مَوْضِعُ نَجْدِيّ في قوْله:

  وِأَوْقَدْتُ ناراً للرِّعَاءِ⁣(⁣٧) بأَذْرُعِ

  [ذعذع]: ذَعْذع المَالَ وغَيْرَه: بَدَّدَه. وقيل: حَرَّكه وفَرَّقه. قال عَلْقمَةُ ابنُ عَبَدَة:

  لحَى الله دَهْراً ذَعْذَعَ المالَ كُلَّه ... وِسَوَّدَ أَشْبَاهَ الإماءِ العَوَارِكِ

  سَوَّدَ من السُّؤْدُدِ. وذَعْذَعَهُم الدَّهْرُ: فَرَّقهُم. وفي حَدِيثِ عَلِيّ ¥ قال لرَجُلٍ: «ما فعَلْتَ


(١) بهامش المطبوعة الكويتية: في اللسان «وثور» ولم يفسره. والذي في اللسان دار المعارف - مصر، وثوبٌ وقد وردت فيه العبارة كالأصل.

(٢) عن اللسان وبالأصل «فتقطعه».

(٣) في اللسان: وفي حديث ابن عوف: قلدوا أمركم رحب الذراع ... ومثله في النهاية.

(٤) هذه العبارة والتي بعدها وردتا في النهاية واللسان على أنهما حديثان.

(٥) الأصل واللسان، وفي التهذيب: سحلته.

(٦) عن معجم البلدان وبالأصل «ساديتا».

(٧) عن معجم البلدان وبالأصل «الرعاع».