تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بلثق]:

صفحة 44 - الجزء 13

  كل ذلِك أَي: مِكْثارٌ هَذِرٌ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  وأَبَقَّهُم خَيْراً، أَو شَرَّا: إِذا أَوْسَعَهُم عن ابْنِ عَبّادٍ.

  وأَبَقَّ الوادِي: خَرَجَ بَقَاقُه هكَذا في النُّسَخ، والصوابُ نَباتُه، كما في العُبابِ واللّسانِ، ففي العُبابِ: خَرَج، وفي اللَّسانِ: أَخْرَجَ⁣(⁣١).

  وأَبَقَّتِ الغَنَمُ في الجَدْبِ هكَذا في النُّسَخِ، والَّذِي في العُباب: انْبَقَّت الغَنَمُ في عامِ جَدْبٍ: إِذا وَلَدَتْ وهيَ مَهازِيلُ.

  والبَقْبَقَةُ: حِكايَةُ صَوْت كما في الصِّحاحِ، كما يُبَقْبِقُ الكُوز في الماءِ ونَحْوِه وكما تَفْعَلُ القِدْرُ في غَلَيانِها.

  [والبَقْباقُ: الفَمُ]⁣(⁣٢).

  ويُقال: بَقْبَقَ علينا الكَلامَ: إِذا فَرَّقَهُ.

  وعَبْدُ المُؤْمِنِ أَبو سالِمٍ مُظَفَّرُ بنُ عَبْدِ القاهِرِ بنِ البَقَقِيِّ، مُحَرَّكَةً الحَمَوِيُّ: مُحَدِّثٌ سمِعَ أَبا أَحْمَدَ بنَ سُكَيْنَةَ، وغيرَه ونَسِيبُه الفَتْحُ أَحمَدُ بنُ البَقَقِيِّ الّذي قُتِلَ على الزَّنْدَقَةِ سنة إِحْدَى وسَبْعِمائةٍ.

  * ومما يُسْتَدرَكُ عليه:

  بَقَّ المَكانُ، وأَبَقَّ: كَثُرَ بَقُّهُ.

  وأَرضٌ مَبَقَّةٌ: كَثِيرةُ البَقِّ.

  وبُقُوقُ النَّبْتِ: طُلُوعُه.

  وبَقَّ الرُّجُلُ يَبِقُّ، من حَدِّ ضَرَب، وقد سَبَق للمُصَنِّفِ الاقْتِصارُ على حَدِّ نَصَرَ، نَقْلاً عن الزَّجّاجِ، يَبِقُّ ويَبُقُّ، بَقًّا وبَقَقاً وبَقِيقاً: كَثُرَ كلامُه.

  وبَقَّ عَلَيْنا كَلامَه: أَكْثَرَه.

  وامْرَأَةٌ مِبَقَّةٌ، مِفْعَلَةٌ، من بَقَّتْ وَلَداً: إِذا نَثَرَتْ، قالَ الرّاجِزُ:

  إِنّ لَنا لكَنَّهْ ... مِبَقَّةً مِفَنَّهْ

  مِنْتِيجَةً مِعَنَّهْ ... سِمْعَنَّةً نِظْرَنَّهْ

  كالذِّئْبِ وَسْطَ القُنَّهْ⁣(⁣٣) ... إِلّا تَرَهْ تَظُنَّهْ

  وأَبَقَّ وَلَدُ فُلانٍ إِبْقاقاً: إِذا كَثُروا.

  وأَثَرٌ بَقٌّ، أَي: واضِحٌ.

  وأَبَقَّت السَّماءُ: كَثُرَ مَطَرُها وتَتابَعَ.

  وبَقَّ الشَّيءَ يَبُقُّه: أَخْرَجَ ما فِيه.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: البَقَقَةُ: الثَّرْثارُونَ.

  وَبَقَّ الخَبَرَ بَقًّا: أَرْسَلَه وَنَشَره.

  وبَقَّهُ: اسمُ حِصْنٍ⁣(⁣٤)، وبه فُسِّرَ قَوْلُ المُرَقِّصَةِ طِفْلَها:

  حُزُقَّةٌ حُزُقَّهْ ... تَرَقَّ عَيْنَ بَقَّهْ

  أَي: اعْلُ عينَ بَقَّةً، وقِيل: إِنّها شَبَّهَتْه بالبَقَّةِ لصِغَرِ جُثَّتِه، وقوله:

  أَلَمْ تَسْمَعَا بالبَقَّتَيْنِ المُنَادِيا

  أَرادَ بَقَّةَ الحِصْنِ، ومَكاناً آخَرَ معه⁣(⁣٥).

  [بلثق]: البَلاثِقُ: المِياهُ المُسْتَنْقِعَةُ كما في الصِّحاحِ، قالَ امرُؤُ القَيْسِ:

  فأَوْرَدَها من آخِرِ اللَّيْلِ مَشْرَباً ... بَلاثِقَ خُضْراً ماؤُهُنَّ قَلِيصُ

  هكَذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ، وقَلِيصٌ، أَي: كَثِيرٌ، قالَ: وإِنّما قالَ: «خُضْراً» لأَنَّ الماءَ إِذا كَثُرَ يُرَى أَخْضَرَ، وأَنشَدَ الأَزْهَرِيُّ: «ماؤُهُنَّ فَضِيضُ».

  أَو هِيَ المُنْبَسِطَةُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ عن ابنِ عَبّادٍ الواحِدُ بُلْثُوقٌ، كعُصْفُورٍ.

  وقالَ غيرُه: البَلاثِقُ: الآبارُ المَيِّهَةُ الغَزِيرَةُ.


(١) في التهذيب: إذا طلع نباته.

(٢) ما بين معقوفتين سقط من نسخ الشارح، نبه عليه بهامش المطبوعة المصرية، واستدرك عن القاموس.

(٣) في اللسان «سمع»: العنّة بالعين المضمومة، وهي الحظيرة من الخشب كما في القاموس. وقوله «مغنّه» عن اللسان وبالأصل «مغنه» بالغين المعجمة.

(٤) في التهذيب: اسم قصر أو حصن.

(٥) في التهذيب: أراد بالبقتين الحصن المعروف فثنّاه.