تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نطط]:

صفحة 431 - الجزء 10

  ويُخَفُّ إِلَيْهِ ويُؤْثَرُ فِعْلُه⁣(⁣١).

  وفي حَدِيث عُبَادَةَ بنِ الصّامِتِ ¥: «بَايَعْتُ رَسُولَ الله عَلَى المَنْشَطِ والمَكْرَهِ» وهو مَصْدَرٌ بمَعْنَى النَّشَاطِ.

  ويُقَالُ: سَمِنَ بأَنْشِطَةِ الكَلَإِ، أَي بعُقْدَتِه وإِحْكَامِهِ إِيّاه، وهُوَ مِنْ أُنْشُوطَةِ العُقْدَةِ.

  ونَشَطَتِ الإِبِلُ تَنْشَطُ نَشْطاً: مَضَتْ عَلَى هُدًى أَوْ غَيْرِ هُدًى. ويُقَالُ للنَّاقَةِ: حَسُنَ ما نَشَطَت السَّيْرَ، يَعْنِي سَدْوَ يَدَيْهَا في سَيْرِها.

  ويُقَالُ لِلْآخِذِ بِسُرْعَةٍ في أَيِّ عَمَلٍ كانَ، ولِلْمَرِيضِ إِذا بَرَأَ، وللمَغْشِيِّ عَلَيْه إِذا أَفاقَ، وللمُرْسَلِ في أَمْرٍ يُسْرِعُ فِيهِ عَزِيمَتَهُ: كأَنَّما أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ. ونَشِطَ أَي حُلَّ.

  وفي حَدِيثِ السِّحْرِ: «فكَأَنَّمَا أُنْشِطَ من عِقالٍ»، أَي حُلَّ. قال ابنُ الأَثِيرِ: وكَثِيراً ما يَجِئُ في الرِّوَايَة كَأَنّمَا نَشِطَ مِنْ عِقَالٍ، وليس بصَحِيحٍ.

  وانْتَشَطَ الشَّيْءَ: جَذَبَهُ.

  ونَشَطَهُ في جَنْبِهِ يَنْشُطُه نَشْطاً: طَعَنَهُ. وقِيلَ: النَّشْط: [الطّعْن]⁣(⁣٢) أَيًّا كانَ من الجَسَدِ.

  ونَشَطَتْه شَعُوبُ، أَي أَهْلَكَتْه، وهو مَجازٌ.

  ونَشَّطْتُ الإِبِلَ تَنْشِيطاً، إِذا كانَتْ مَمْنُوعَةً من المَرْعَى فَأَرْسَلْتَها تَرْعَى، وقالُوا: أَصْلُها من أُنْشُوطَةِ الحَبْلِ. قال أَبُو النَّجْمِ:

  نَشَّطَهَا ذُو لِمَّةٍ لَمْ تُغْسَلِ⁣(⁣٣) ... صُلْبُ العَصَا جَافٍ عَنِ التَّغَزُّلِ

  أَي أَرْسَلَهَا إِلَى مَرْعاهَا بَعْدَما شَرِبَتْ. والهُمُومُ تَنْشِطُ بِصَاحِبِها، أَي تَخْرُجُ. قال هِمْيَانُ:

  أَمْسَتْ هُمُومِي تَنْشِط النَّواشِطَا⁣(⁣٤) ... الشَّأْمَ بِي طَوْرَاً وطَوْراً وَاسِطَا

  هكذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ.

  والمِنْشَطُ، كمِنْبَرٍ: الكَثِيرُ النَّشَاطِ. وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ يَصِفُ بَعِيراً:

  مُنْسَرِحٍ سَدْوَ اليَدَيْنِ مِنْشَطُهْ

  وقالَ رُؤْبَةُ:

  يَنْضُو⁣(⁣٥) المَطَايَا عَنَقُ المُسَمَّطِ ... برِجِلٍ طالَتْ وبَوْعٍ مِنْشَطِ

  ورَجُلٌ مُنَشِّط، كمُحَدِّثٍ: نَزلَ عن دَابَّتِهِ من طُولِ الرُّكوبِ، عن أَبِي زَيْدٍ، كمُتَنَشِّطٍ. وانْتَشَطَتْهُ الحَيَّةُ كأَنْشَطَتْهُ، وهذِهِ نَشْطَةٌ مُنْكَرَةٌ.

  ومن سَجَعَاتِ الأَسَاس: «رُبَّ نَقْطَةٍ بسِنِّ قَلَم، شَرٌّ مِنْ نَشْطَةٍ بِنَابِ أَرْقَم».

  [نطط]: النَّطُّ: الشَّدُّ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. يُقَالُ: نَطَّهُ، وناطَهُ نَوْطاً.

  والنَّطُّ: المَدُّ، يُقَالُ: نَطَّهُ يَنُطُّه نَطًّا، أَيْ مَدَّهُ، وقيلَ: شَدَّهُ.

  والنَّطِيطُ كَأَمِيرٍ: الفِرَارُ، وقِدْ نَطَّ يَنِطُّ نَطِيطاً: فَرَّ.

  والنَّطِيطُ: البَعِيدُ وَهِيَ بِهَاءٍ. يُقَالُ: أَرْضٌ نَطِيطَةٌ، أَيْ بَعِيدَةَ.

  والأَنَطُّ: السَّفَر البَعِيدُ، ج: نُطُطٌ، بضَمَّتَيْن، وهي الأَسْفَارُ البَعِيدَةُ، نَقَلَهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ.

  وقالَ الأَصْمَعِيُّ: النَّطَّاط، كشَدَّادٍ: المِهْذَار الكَثِيرُ الكَلامِ والهَذْرِ. قال ابنُ أَحْمَرَ:

  ولا تَحْسَبَنِّي⁣(⁣٦) مُسْتَعِدًّا لِنَفْرَةٍ ... وإِنْ كُنْتَ نَطَّاطاً كَثِيَر المَجَاهِل

  وقد نَطَّ يَنِطُّ نَطِيطاً.

  والنّطْنطُ، كفَدْفَدٍ، وفُلْفُلٍ، وسَلْسَالٍ: الرَّجُلُ الطَّوِيلُ المَدِيدُ القامَةِ، اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الأَخِيرَةِ. وقال: ج: نَطانِطُ، ومِنْهُ الحَدِيثُ: «ما فَعَلَ النَّفَرُ الحُمْرُ النَّطَانِطُ» أَي الطِّوالُ، ويُرْوَى: الثِّطَاطُ، وقد ذُكِرَ في مَوْضِعِهِ.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيُّ: نَطْنَطَ الرَّجُلُ: بَاعَدَ سَفَرَهُ.


(١) ضبطت العبارة في النهاية واللسان بالبناء للمعلوم.

(٢) زيادة عن اللسان.

(٣) في التهذيب واللسان: لم تقمَلِ.

(٤) في التهذيب والصحاح واللسان: المناشطا.

(٥) عن الديوان وبالأصل «ينضى».

(٦) اللسان برواية: فلا تحسبني.