تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أشر]:

صفحة 24 - الجزء 6

  بالفَتْح، وإنْ وافقَه على ذلك مُخْتَصِرُه الحَطَّابُ وتَبِعه تقليداً، فإنّه لا يُعْتَدُّ به.

  وعن أَبِي زَيْد: تَأَسَّر عليه فُلانٌ، إِذا اعْتَلَّ وأَبْطَأَ، قال أَبو منصور: وهكذا رواه ابنُ هانِئ عنه، وأَما أَبو عُبَيْد فإِنَّه رَوَاه عنه: تَأَسَّنَ، بالنُّونِ، وهو وَهَمٌ، والصَّوابُ بالرّاءِ.

  وقال الصّاغانيُّ: ويُحتَملُ أَن تكونا لُغَتَيْن، والرّاءُ أَقربُهما إِلى الصّواب وأَعرفُهما.

  وأَسَارُونُ: مِن العَقَاقِيرِ، وهو حَشِيشةٌ ذاتُ بُزُورٍ، كثيرةُ عُقَدِ الأُصولِ، مُعْوَجَّةُ، تُشْبِهُ النِّيلَ، طَيِّبةُ الرائحة لَذَّاعةُ اللِّسَانِ، ولها زَهرٌ بين الوَرقِ عند أُصولها، وأَجودُها الذَّكِىُّ الرائحةِ الرقيقُ العُودِ⁣(⁣١)، يَلْذَعُ اللِّسَانَ عند الذَّوقِ، حارُّ يابسٌ، يُلَطِّفُ ويُسَخِّنُ، ومِثْقَالٌ منه إِذا شُرِبَ نَفَعَ من عِرْق النَّسَا ووَجَعِ الوَرِكَيْن ومِن سددِ الكَبِد.

  وقولُه تعالَى: {نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَ} شَدَدْنا أَسْرَهُمْ⁣(⁣٢)، أي خَلْقَهم، قاله الجوهريُّ، وقيل: أَسْرَهُمْ، أَي مَفاصِلَهم، أَوْ المُرَادُ به مَصَرَّتَيِ⁣(⁣٣) البَوْلِ والغَائِطِ إِذا خَرَجَ الأَذَى تَقَبَّضَتَا، أَو معناه أَنَّهما لا يسْتَرْخِيَانِ قبل الإِرادةِ، نقلَهما ابنُ الأَعرابيِّ.

  وسمَّوْا أَسِيراً كأَمِيرٍ وأُسَيْراً وأْسَيْرةَ كَزُبَيْرٍ وجُهْيَنةَ، منهم أُسَيْرُ بنُ جابِر، وأُسَيْرُ بنُ عُرْوَة، وأُسَيْرُ بنُ عَمْرٍو الكِنْدِيُّ، وأُسَيْرٌ الأَسْلَميُّ، صحابِيون، وأُسَيْرُ بن جابِرٍ العَبْدِيُّ تابِعيّ.

  وإِسْرَالٌ يأْتي في حَرْفِ الّلامِ ولم يَذْكُرْهُ هناك سَهْواً منه، وهو مخفَّفٌ عن إِسرائيلَ، ومعناه صَفْوَةُ الله وقيل: عبدُ الله، قاله البَيْضَاويُّ، وهو يَعْقُوبُ #. وقال السُّهَيْليُّ في الروْض: معناه سَريّ الله.

  وتَآسيرُ السرَّجِ: السُّيورُ التي بها يُؤْسَرُ ويُشَد، قال شيخُنَا: وهو من الجُمُوعِ التي لا مُفْرَدَ لها في الأَصَحِّ.

  * وممّا يُستَدْرك عليه:

  قولُهم: اسْتَأْسِرْ، أَي كُنْ أَسِيراً لي. ومن سَجَعَات الأَساس: مَنْ تَزَوَّجَ فهو طَلِيقٌ قد⁣(⁣٤) اسْتَأْسَرَ، ومَنْ طَلَّقَ فهو بُغاثُ قد⁣(⁣٤) اسْتَنْسَرَ.

  وهذا الشيءُ لكَ بأَسْرِه، أَي بِقده، يَعْنِي جَميعه، كما يُقالُ: بِرُمَّته. وجاءَ القَومُ بأَسْرِهم، قال أَبو بكر: معناه جاءُوا بجَميعِهم، وفي الحديث: «تَجْفُو القَبِيلَة بأَسْرها»، أَي جميعها.

  ورجلٌ مَأْسُور ومأْطوُر: شَديدُ عَقْدِ المَفَاصلِ.

  وفي حديث عُمر: «لا يُؤْسَرُ أَحَدٌ في الإِسلام بشهادةِ الزور، إِنا⁣(⁣٥) لا نَقْبَلُ إِلَّا العُدُولَ»، أَي لا يُحْبَسُ.

  وأُسُر، بضمَّتَيْن، بَلدٌ بالحَزْنِ: أَرضِ بَنِي يَرْبُوع بنِ حَنْظَلَةَ، ويقال فيه: يُسُر أَيضاً.

  [أشر]: أَلْأُشْتُرُّ: كطُرْطُبٍّ، أَهمله الجماعةُ، وهو لَقَب بعضِ* العَلَوِيَّةِ بِالكِوفَةِ. قلتُ: وهو زيدُ بن جَعفَرٍ، مِن وَلَدِ يحيى بنِ الحُسَين بنِ زَيْد بنِ عليِّ بنِ الحُسَين، ذَكَره ابنُ ماكُولَا. وهو فَردٌ، وذُكِرَ في ش ت ر ووزَنَه هناك بأُرْدُنّ، وسيأْتي الكلامُ عليه.

  أَشِرَ، كفَرِحَ، يَأْشَرُ أَشَراً فهو أَشِرٌ ككَتِفٍ، وأَشُرٌ كنَدُسٍ، وهذه عن الصّغانِيّ، وأَشَرٌ، بالفَتْح فالسكُون ويُحرَّكُ، وأَشْرَانُ. كسَكْرَانَ: مَرِحَ وَبطِرَ، وفي حديث الزَّكاةِ وذِكْرِ الخَيْل: «ورَجُلٌ اتَّخَذَها أَشَراً وَمَرَحاً».

  قالوا: الأَشَرُ: البَطَرُ، وقيل: أَشَدُّ البَطَرِ، وقيل: الأَشَرُ: الفَرَحُ بَطَراً وكُفْراً بالنِّعمة، وهو المَذْمُومُ المَنْهِيُّ عنه، لا مُطْلَقُ الفَرَحِ.

  وقيل: الأَشَرُ: الفَرَحُ والغَرُور.

  وقيل: الأَشَرُ والبَطَرُ: النَّشاطُ للنِّعمة والفَرَحُ بها ومقابلةُ النِّعْمَة بالتَّكَبُّرِ والخُيَلاءِ، والفَخْرُ بها، وكُفْرانُها بعَدَمِ شُكْرِها، وفي حديث الشَّعْبِيِّ: «اجتمعَ جَوارٍ فأَرِنَّ⁣(⁣٦) وأَشِرْنَ» ج أَشِرُونَ وأَشُرُون، ولا يُكَسَّرانِ، لأَنّ التكسيرَ في هذين البِناءَيْن قليلٌ، وأُشُرٌ، بضَمَّتَيْن.


(١) في تذكرة الأنطاكي: وأجوده العقد الأصفر الطيب الرائحة القليل المرارة المجتنى في بؤنه أعنى تموز ولم يغش بشيءٍ حار.

(٢) سورة الانسان الآية ٢٨.

(٣) الأصل والقاموس واللسان، وفي التهذيب: مصرفي.

(٤) زيادة عن الأساس.

(٥) عن النهاية، وبالأصل: ألا لا نقبل.

(٧) (*) في القاموس: لبعض.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: فأرنّ أي نشطن من الأرن وهو النشاط.