تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دلنع]:

صفحة 120 - الجزء 11

  وقَالَ النَّضْرُ وأَبو خَيْرَةَ: هُوَ الدَّلْثَعُ بالثّاءِ، كما تَقَدَّم، كالدَّوْلَع، كجَوْهَرٍ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وهو الطَّرِيقُ الضّحّاكُ.

  وِانْدَلَعَ بَطْنُه: خَرَجَ أَمَامَه، كما في الصّحاح.

  وقالَ نُصَيْرٌ - فيما رَوَى لَهُ أَبُو تُرَابٍ - انْدَلَعَ بَطْنُ المَرْأَةِ، وانْدَلَق: إِذا عَظُمَ واسْتَرْخَى.

  وِمَن المَجَازِ: انْدَلَعَ السَّيْفُ من غِمْدِهِ: انْسَلَّ كانْدَلَقَ.

  وِانْدَلَعَ اللَّسَانُ: خَرَجَ، واسْتَرْخَى مِنْ كَثْرَةِ كَرْبٍ أَو عَطَشٍ، كما يَدْلَعُ الكَلْبُ. وَرُوِىَ أَنَّ سَعْداً ¥، رَمَى أبا سَعْدِ بنِ أبِي طَلْحَةَ فأَصَابَ حَنْجَرَتَه، فانْدَلَعَ لِسَانُهُ، كانْدِلاعِ لِسَان الكَلْبِ.

  ويُرْوَى قَوْلُ أَبِي العِتْرِيفِ الَّذِي مَرَّ إِنْشَادُهُ آنِفًا:

  وِانْدَلَعَ الدّالِعُ من لِسَانِهِ

  كالدَّلَعَ، على افْتَعَلَ، عن ابنِ عَبّادٍ.

  وِقال أَبُو عَمْرو: الدَّوْلَعَةُ: صَدَقَةٌ مُتَحَوِّيَةٌ، إِذا أَصابَهَا ضَبْحُ النّارِ خَرَجَ مِنْهَا كهَيْئَة الظُّفُر، فيُسْتَلُّ قَدْرَ إِصْبَعٍ، فهو هذا الأَظْفَارُ الَّذِي في القُسْطِ، وأَنْشَدَ لِلشَّمَرْدَلِ.

  دَوْلَعَةٌ تَسْتَلُّها بِظُفْرِها

  وِالدَّوْلَعِيَّةُ: ة قُرْبَ المَوْصِلِ عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنْهَا⁣(⁣١) عَلَى طَرِيقِ نَصِيبِينَ، مِنْهَا عَبْدُ المَلِكَ بنُ زَيْدٍ الفَقِيهُ الدَّوْلَعِيّ⁣(⁣٢).

  وِقالَ الهُجَيْمِيّ: أَحْمَقُ دالِعُ: غَايَةٌ في الحُمْقِ، وهو الَّذِي لا يَزَالُ دَالِعَ اللَّسَانِ.

  وِأَمْرٌ دَالِعٌ: لَيْسَ دُونَهُ شَيْءُ.

  وِالدُّلْعَةُ، بالضَّمَّ: عِرْقُ في الذَّكَرِ، والَّذِي في العُبَابِ: الدُّلْعَةُ⁣(⁣٣) من الناقَةِ، بالضَّمَّ: تَكُونُ فَوْقَ البُطَارَةِ. والبُطَارَةُ: عِرْقٌ أَخْضَرُ حَيْثُ مَجْرَى البَوْلِ.

  وِقِيلَ: الدُّلْعَةُ: القَرَنُ والعَفَلَةُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ.

  وِنَاقَةٌ دَلُوعٌ، كَصَبُورٍ: تَتَقَدَّم الإِبِلَ.

  وِقالَ ابنُ عَبّادِ، والخَارْزَنْجِيُّ: الأَدْلَعِيُّ: الضَّخْمُ مِنَ الايورِ الطَّوِيل الَّذِي يُمْذِي. قالَ الصّاغَانِيّ: وهذا تَصْحِيفٌ، والصَّوَابُ بالذَّالِ والغَيْن المُعْجَمَتَيْن.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  الأَدْلَعُ: الفَرَسُ الَّذِي يَدْلَعُ⁣(⁣٤) لِسَانَهُ في العْدوِ، عن ابْنِ عَبّادٍ.

  وِالدَّلُوعُ، كصَبُورٍ: الطَّرِيقُ.

  وِالدُّلّاع، كرّمّان: نَبْتٌ.

  وأَيْضاً البِطَّيخُ الشّامِيّ، بلُغَة المَغْرِب، الوَاحِدَةُ بِهَاءِ.

  وفي توارِيخهِم: سُمَّ مَوْلاىَ إِدْرِيسُ في دُلّاعة.

  وِالمُدَلَّعُ، كمُعَظَّمٍ: المُتَرَبَّي فِي العِزِّ والنّعْمَةِ، مُوَلَّدَةُ، والاسْمُ: الدَّلَاعَةُ، بالفَتْحِ.

  [دلنع]: طَرِيقٌ دَلَنَّعٌ، كَسَفَنَّجٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ، ورَوَاهُ شَمِرٌ عن مُحَارِبٍ، أَىْ سَهْلُ، ج: دَلانِعُ، وذَكَرَهُ صاحِبُ اللَّسَانِ في «د ل ع» عَلَى أَنَّ النُّون زائِدة. وعِنْده، وعِنْدَ ابنِ دُرَيْدٍ: طَرِيقٌ دَلِيعٌ، كأَمِيرٍ، وقَدْ تَقَدَّم.

  [دمع]: الدَّمْعُ: ماءُ العَيْنِ مِنْ حُزْنٍ أَوْ سُرُورٍ. ج: دُمُوعٌ وأَدْمُعٌ. والدَّمْعَةُ: القَطْرَةُ مِنْهُ، إِنْ كانَت من السُّرُورِ فبارِدَةٌ، أَو مِنَ الحُزْنِ فحارَّةٌ.

  وِذُو الدَّمْعَةِ: لَقَبُ أَبِي عَبْدِ الله ذِي العَبْرَة⁣(⁣٥) الحُسَيْن بن زَيْد الشَّهِيدِ بن عَلِيَّ بنِ الحُسَيْن بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طالِبٍ، قَدَّسَ الله رُوحَهُ، ونَوَّرَ ضَرِيحَيْ أَبِيهِ وجَدِّهِ، ورَضِيَ الله عَنْ أَبِي جَدِّه، وجَدِّ جَدِّهِ، ويُلَقَّبُ أَيضاً بذَي العَبْرَةِ، وذلِكَ لِكَثْرَةِ بُكَائِهِ، قِيلَ: أَنَّهُ عُوتِبَ عَلَي ذلِكَ، فقالَ: وهَلْ تَرَكَتِ النَّارُ والسَّهْمَانِ لِي مَضْحَكاً، يُرِيدُ السَّهْمَيْنِ اللَّذَيْنِ أَصَابَا زَيْدَ بنَ عَلِيَّ، ويَحْيَى بنَ زَيْدٍ، ®، وقُتِلَا بِخُراسانَ. تُوُفَّيَ ذُو الدَّمْعَةِ سَنَةَ مِائَةٍ وخَمْسٍ وثَلاثِينَ، وقِيلَ: سَنَةَ [مئة] وأَرْبَعِينَ. وقالَ أَبو نَصْرِ البُخَارِيّ: قُتِلَ أَبُوهُ وهُو صَغِيرٌ، فرَبَّاهُ جَعْفَر الصّادِقُ.

  وفي وَلَدِه البَيْتُ والعَدَدُ مِنْ ثَلاثَةِ رِجَالٍ: يَحْيَى، والحُسَيْنِ، وعَلِيَّ، كما بَسَطْنَاهُ في المُشَجَّرَات.

  وِدَمَعَتِ العَيْنُ تَدْمَعُ دَمْعاً، ودَمِعَتْ تَدْمَعُ دَمْعاً، كمَنَعَ


(١) في معجم البلدان: بينهما وبين الموصل يوم واحد.

(٢) ولد بالدولعية سنة ٥٠٧ ومات بدمشق وهو خطيبها سنة ٥٩٨، ياقوت.

(٣) في التكملة: «في».

(٤) في التكملة: «يُخرج لسانه».

(٥) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «العنزة».