تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لحب]:

صفحة 400 - الجزء 2

  والْملْجابُ. سَهْمٌ ريشَ ولَمْ يُنْصَلْ بَعْدُ، والجمع المَلاجِيبُ. نقله ابْنُ دُرَيْدٍ، قال:

  ماذَا تَقُولُ لِأَقْوَامٍ أُولِي حُرُمٍ⁣(⁣١) ... سُودِ الوُجُوهِ كَأَمْثَالِ المَلاجِيبِ

  قال ابْنُ سِيدَهْ: ومِنْجَابٌ أَكْثَرُ، قال: وأُرَى الَّلامَ بدلاً من النُّون.

  وفي الحَدِيث «فيَبْدُو لهم أَمْثَالُ اللَّجَبِ، من الذَّهَب» جمع لَجَبة، أَو اللِّجَبِ، كقَصْعَةٍ وقِصَعٍ، نقلَه ابْن الأَثِيرِ عن الحَرْبيّ. وقد وَهِمَ فيه بَعْضُهم⁣(⁣٢).

  وفي حديثِ مُوسَى، #، والحَجَرِ: «فلَجَبَهُ ثَلاثَ لَجَبَاتٍ»، قال ابْنُ الأَثِيرِ: قال أَبو مُوسَى: كذا في مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحمد، قال: ولا أَعْرِفُ وَجْهَهُ، إِلّا أَنْ يكون بالحاءِ والتّاءِ [من اللَّحْت، وهو الضرب]⁣(⁣٣).

  وفي حديثِ الدَّجّال: «فأَخَذ⁣(⁣٤) بِلَجَبَتَيِ البابِ، فقال: مَهْيَمْ» قال أَبو مُوسَى: هكذا رُوِيَ، والصَّوابُ بالفاء. وقال ابْنُ الأَثِيرِ في ترجمة لَجَف: ويُرْوَى بالباءِ، وهو وَهَمٌ.

  [لحب]: اللَّحْبُ: الطَّرِيقُ الوَضِحُ، كالَّلاحِبِ. وهو فاعلٌ بمعنى مفعول، أَي: مَلحوبٌ، والمُلَحَّبِ كمُعَظَّم⁣(⁣٥) معطوفٌ على اللّاحِب. أَنشد ثعْلب:

  وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلْياطِ ... باتَتْ على مُلَحَّبٍ أَطَّاطِ⁣(⁣٦)

  وعن اللّيث: طريقٌ لاحِب، ولَحْبٌ، ومَلحُوبٌ: إِذا كان واضِحاً. وإِنّما سُمِّيَ الطَّرِيق الوِطاءُ لاحباً، لأَنّه كَأَنّه لُحِبَ، أَي قُشرَ عن وَجْهه التُّرَابُ، فهو ذُو لَحْبٍ. وفي حديثِ أَبي زِمْل⁣(⁣٧) الجُهَنِيِّ. «رأَيتُ النّاسَ على طرِيقٍ رَحْبٍ لاحِبٍ» اللاحِب: الطّرِيقُ الواسِعُ المُنقَادُ الذِي لا يَنقطع. ولَحَبَ مَحجَّةَ الطرِيقِ كمَنَع، يَلْحَبُه، لَحْباً، إِذا وَطِئَه وسلَكَه، كالْتَحَبهُ.

  قال اللَّيْث: وسَمِعتُ العربَ تقولُ: الْتَحَب فُلانٌ مَحَجَّةَ الطَّرِيق، ولَحَبَها، والْتَحَمَهَا⁣(⁣٨): إِذا رَكِبهَا، ومنه قولُ ذي الرُّمّة:

  فانْصاعَ جانِبُهُ الوحْشِيُّ وانْكَدَرَتْ ... يَلْحَبْنَ لا يَأْتَلِي المطْلُوبُ والطَّلَبُ

  أَي: يَرْكَبْنَ اللاحِبَ.

  ولَحَبُه بالسَّيْفِ: ضَرَبَه به، أَو جَرَحَهُ، عن ثعلب.

  ولَحَبَ الشَّيْءَ: أَثَّر فِيه، قال مَعْقِلُ بْنُ خَوَيْلِد يَصف سَيْلاً:

  لَهُمْ عَدْوَةٌ كالقِصَافِ الأَتِيّ ... مُدَّ بِهِ الكَدِرُ الَّلاحِبُ

  كَلَحَّبَ تَلْحِيباً فِيهما.

  ولَحَبَهُ بالسِّياط: ضَرَبَهُ، فَأَثَّرَتْ فيه.

  ولَحَبَ اللَّحْمَ يَلْحَبُهُ لَحْباً: قَطَّعَهُ طُولاً. والمُلَحَّبُ، كمُعَظَّم: المُقَطَّع.

  ولَحَبَ مَتَنُ الفَرَسِ وعَجُزُه: إِذا امْلَاسَّ في حُدُورٍ.

  ومَتْنٌ مَلْحُوبٌ، قال الشّاعرُ⁣(⁣٩):

  فالعَيْنُ قادِحَةٌ والرِّجْلُ ضارِحةٌ ... والقُصْبُ مُضْطَمِرٌ والمَتْنُ مَلْحُوبُ

  ولَحَبَ اللَّحْمَ عن العَظْمِ، يَلْحَبُه، لَحْباً: قَشَرَهُ.

  وقيل: كلُّ شَيْءٍ قُشِرَ، فقد لُحِبَ.

  ولَحبَ الجَزّارُ ما على ظَهْرِ الجَزُورِ: أَخذَه.

  ولَحَبَ الطَّرِيقُ يَلْحَبُ لُحُوباً: وَضَحَ كَأَنَّهُ قَشَرَ الأَرْضَ.

  ولَحَبَ الطَّرِيقُ يَلْحَبُه، لَحْباً: بَيَّنَهُ. ومنه قولُ أُمّ سَلَمَةَ


(١) في اللسان: جُرُم.

(٢) يريد قول الحربي «إنما أراد اللُّجُن» لأن اللُّجَين الفضة. وقال غيره: لعله أمثال النُّجب جمع النجيب من الإِبل. (عن النهاية).

(٣) زيادة عن النهاية.

(٤) عن النهاية، وفي الأصل: «فقال بلجبتي الباب».

(٥) في إحدى نسخ القاموس: كمحمد.

(٦) «باتت» عن اللسان، وبالأصل «بانت» وأطاط بزنة صيغة المبالغة: الصياح كما في اللسان.

(٧) كذا بالأصل واللسان، وفي النهاية: «ابن زمل».

(٨) في اللسان: والتحبها.

(٩) كذا بالأصل واللسان هنا، وعجزه في الصحاح. وفي اللسان مادة (قصب) عجزه ونسبه لامرئ القيس وجاء فيه قوله: قال ابن بري: زعم الجوهري أن قول الشاعر ... قال: والبيت لابراهيم بن عمران الأنصاري وهو بكماله: والماء منهمرٌ والشد منحدرٌ ...).