[غوط]:
  تُنَازِعُ زَوْجَهَا بغُمَارِطِيٍّ ... كأَنَّ على مَشَافِرِهِ حَبَابَا(١)
  وَرَوَاه أَبُو سَعِيدٍ:
  تُوَاجِهُ بَعْلَهَا بضُراطِمِيٍّ(٢)
  والمَعْنَى وَاحِدٌ، نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ في رُبَاعِيِّ التَّهْذِيب.
  [غوط]: الغَوْطُ: الثّرِيدَةُ.
  والغَوْطُ: الحَفْرُ، عن أَبِي عَمْرٍو: غَاطَ يَغُوط غَوْطاً أَي حَفَر. وغاطَ الرَّجُلُ في الطِّين.
  والغَوْطُ: دُخُولُ الشَّيْءِ، في الشِّيْءِ، كالغَيْطِ، يُقَالُ:
  غاطَ في الشَّيْءِ يَغُوْطُ ويَغِيطُ: دَخلَ فيه. وهذا رملٌ تَغُوطُ فيه الأَقْدَامُ.
  والغَوْطُ: المُطْمَئنُّ الوَاسِعُ من الأَرْضِ، كالغَاطِ والغَائطِ. وقال ابنُ دُرَيْدٍ: الغَوْطُ أَشدُّ انْخِفَاضاً من الغَائطِ.
  وأَبْعَدُ.
  وفي قِصَّةِ نُوحٍ، على سيِّدِنا مُحَمَّدٍ وعليه الصّلاةُ والسّلَام: «وانْسَدَّت يَنَابِيعُ الغَوْطِ الأَكْبَرِ وأَبْوَابُ السَّمَاءِ» وقال ابنُ شُمَيْلٍ: يُقَال للأَرْضِ الوَاسِعَةِ الدَّعْوَةِ: غائِطٌ، لأَنَّهُ غاطَ في الأَرْضِ، أَي دَخَلَ فِيهَا، وليس بالشَّدِيدِ التَّصَوُّبِ، ولِبَعْضِهَا أَسْنَادٌ.
  وفي الحَدِيث «أنَّ رَجُلاً جاءَه فقال: يَا رَسُولَ الله، قُلْ لِأَهْلِ الغائطِ يُحْسِنُوا مُخَالَطَتِي» أَرادَ أَهْلَ الوَادِي الَّذِي يَنزِلُه ج: غُوطٌ، بالضَّمِّ، وأَغْوَاطٌ، قال ابنُ بَرِّيّ: أَغْوَاطٌ: جمعْ غَوْطٍ، بالفَتْحِ، لُغَة في الغَائطِ، وغِيطَانٌ جَمْعٌ له أَيضاً، مثل ثَوْرٍ وثِيرانٍ، وجَمْعُ غائِطٍ أَيْضاً، مثلُ جَانٍّ وجِنّانٍ. وأَمّا غائطٌ وغُوطٌ، فهو مثلُ شارِفٍ وشُرْفٍ.
  وشاهِدُ الغَوْطِ، بفَتْحِ الغَيْنِ، قولُ الشّاعِر:
  وما بَيْنَها والأَرْضِ غَوْطٌ نَفَانِفُ
  ويُرْوَى «غَوْلٌ» وهو بمَعْنَى البُعْدِ، وغِيَاطٌ، بكسرهما، صارت الواوُ ياءً لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَها، قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ:
  وخَرْقٍ تَحْسِرُ الرُكْبَانُ فِيهِ ... بَعِيدِ الجَوْنِ أَغْبَرَ ذِي غِيَاطِ(٣)
  ويُرْوَى: «ذي غِوَاطِ» «وذي نِيَاط» وقالَ آخَرُ:
  وخَرْقٍ تُحَدِّثُ غِيطَانُه ... حَدِيثَ العَذَارَى بأَسْرَارِهَا
  وفي الحَدِيثِ: «تَنْزِلُ أُمَّتِي بغَائطٍ يُسَمُّونَه البَصْرَةَ» أَي بَطْنٍ مُطْمَئِنٍّ من الأَرْضِ.
  والغَائطُ: كِنَايَةٌ عن العَذِرَةِ نَفْسِهَا؛ لأَنَّهُم كانُوا يُلقُونَها بالغِيطانِ. وقِيلَ: لأَنَّهُمْ كانُوا إِذا أَرادُوا ذلِكَ أَتَوا الغَائطَ وقَضَوا الحَاجَةَ، فقِيلَ لكُلِّ مَن قَضَى حاجَتَه: قد أَتَى الغَائِطَ، يُكْنَى به عن العَذِرَة. وفي التَّنْزِيلِ العَزِيز: {أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ} الْغائِطِ(٤).
  وكان الرَّجُلُ إِذا أَرادَ التَّبَرُّزَ ارْتَادَ غَائِطاً من الأَرْضِ يَغِيبُ فيهِ عن أَعْيُنِ النّاسِ، ثمّ قِيلَ للبَرَازِ نَفْسِهِ، وهو الحَدَثُ غائطٌ، كِنَايَة عنه، إِذْ كانَ سَبَباً له.
  وقال ابنُ شُمَيْلٍ: الغَوْطَةُ، بالفَتْحِ(٥): الوَهْدَةُ في الأَرْضِ المُطْمَئنَّة.
  وقال أَبُو مُحَمَّدٍ الأَعْرَابِيُّ: الغَوْطَةُ: بَرْثٌ أَبْيَضُ لِبَنِي أَبِي بَكْر بنِ كِلابٍ يَسِيرُ فيه الرّاكِبُ يَوْمَيْنِ لا يَقْطَعُه، به مِياهٌ كَثِيرَةٌ وغِيطَانٌ وجِبَالٌ.
  وقال غَيْرُه: الغَوْطَةُ: د، بأَرْضِ طَيِّئٍ لِبَنِي لأْمٍ منهم، قَرِيبٌ من جِبَال صُبْحٍ لبَنِي فَزَارَةَ، وهما غَوْطَتَانِ، والأُخْرَى: ماءٌ مِلْحٌ رَدِيءٌ، لِبَنِي عامرِ بن جُوَيْنٍ الطّائيِّ.
  والغُوطَةُ، بالضَّمِّ: مَدِيِنَةُ دِمَشْق، أَو كُورَتُهَا، وهي إِحْدَى جِنَانِ الدُّنْيَا الأَرْبَعِ، والثّانِيَةُ: أُبُلَّةُ البَصْرَةِ، والثّالِثَة: شِعْبُ بَوّان، والرَّابِعَة سُغْدُ سَمَرْقَنْدَ، قال عُبَيْدُ الله بنُ قَيْسِ الرُّقَيّاتِ يَمْدَحُ عبدَ العَزِيزِ بنَ مَرْوَانَ:
(١) ديوانه وفي روايته:
تواجه بعلها بعضارطيّ ... كأن على مشافره جبابا
ويروى: بسراطميّ.
(٢) عن اللسان وبالأصل «بغراطمي».
(٣) ديوان الهذليين ٢/ ٢٨ وعجزه فيه:
بعيد الغول أغبر ذي نياط
والغول: البعد، وفي اللسان: بعيد الجوف. وفيه أيضاً: تحشر الركبان، وتحسر أي تكلل ركابهم وتسقط من الإعياء.
(٤) سورة النساء الآية ٤٣.
(٥) ضبطت بالقلم في التهذيب بالضم. ونص ياقوت عليها هنا وفيما سيأتي بالضم ثم السكون.