تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دنع]:

صفحة 122 - الجزء 11

  ومِن المَجَازِ: بَكَتِ السَّمَاءُ، ودَمَعَ السَّحَابُ، وسالَ.

  ثَرًى دَمُوعٌ، كصَبُورٍ: يَتَحَلَّبُ مِنْهُ الماءُ.

  وقَالَ أَبُو عَدْنَانَ: مِن المِيَاهِ المَدَامِعُ، وهي ما قَطَرَ مِن عُرْضِ جَبَلٍ.

  وِالدَّمَاعُ بالضَّمَّ: ماءُ العَيْنِ مِنْ عِلَّةٍ أَوْ كِبَرٍ، لَيْسَ الدَّمْعَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ:

  يا مَنْ لِعَيْن لا تَنِي تَهْماعَا ... قَدْ تَرَكَ الدَّمْعُ بِهَا دُمَاعَا⁣(⁣١)

  ووَجَدْتُ بِخَطَّ أَبِي زَكَرِيَّا في هامِشِ النُّسْخَةِ: يُقَالُ: إِنَّ الدَّمَاعَ أَثَرُ الدَّمْعِ في الوَجْهِ، وأَنشد البَيْتَ قالَ: والاسْتِشْهَادُ به عَلَي ذلِكَ أَلْيَقُ. وقالَ أَبو عَدْنَانَ: سَأَلْتُ العُقَيْلِيَّ عَنْ هذا البَيْتِ:

  وِالشَّمْسُ تَدْمَعُ عَيْنَاهَا ومَنْخِرُهَا ... وَهُنَّ يَخْرُجْنَ مِنْ بِيدٍ إِلي بِيدِ

  فقالَ: أَزْعُم أَنَّهَا الظَّهِيرَةُ إِذا سَالَ لُعَابُ الشَّمْسِ. وقالَ الغَنَوِيُّ: إِذا عَطِشَتِ الدَّوابُّ ذَرَفَتْ عُيُونُها وسأَلَتْ مَنَاخِرُهَا.

  وِالدَّمْعُ، بالفَتْح: السَّيَلانُ من الرّاوُوقِ وهو مِصْفاةُ الصَّبّاغِ.

  ومِنَ المَجَازِ: دَمَعَ⁣(⁣٢) إِناءَه، إِذا مَلأَهُ [حتي يَفِيضَ. وَدَمَعَ إِناؤُه]⁣(⁣٣) وشَرِبَ دَمْعَةَ الكَرْمِ، أَي الخَمْرَ، كما في الأساس.

  وِالدّامِعَةُ: الحَدِيدَةُ الَّتِي فَوْقَ مُؤْخِرةِ الرَّحْلِ، عن الأَصْمَعِيّ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ وصاحِبُ اللَّسَان في «د م غ» قَالُوا: وبالمُعْجَمَة أَكْثَر.

  [دنع]: رَجُلٌ دَنِعٌ، ككِتفٍ، وأَمِيرِ، وسَفِينةٍ: فَسْلٌ لا لُبَّ لَهُ ولا عَقْلَ، نَقَلَهُ اللَّيْثُ. قالَ: والهَاءُ في الأَخِيرَهِ للْمُبَالِغَةِ. واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَي الأَوَّلِ، وقَالَ: هو الفَسْلُ لا خَيْرَ فِيهِ. وقالَ ابن شُمَيْلٍ: دَنِعَ الصَّبِيُّ، كفَرِحَ: جُهدَ وجَاعَ واشْتَهَي. وقال ابْنُ بُزُرْجَ: دَنِعَ ودَثِعَ⁣(⁣٤)، إِذا طَمِعَ.

  وِقَالَ شَمِرٌ: دَنِعَ، إِذا خَضَعَ وذَلَّ، وأَنْشَدَ لِبَعْضِهِمِ، وهو الحارِثُ بنُ حِلِّزَة اليَشْكُرِيّ يَمْدَحُ أَبا حَسّان قَيْسَ بنَ شَرَاحِيل:

  لا يَرْتَجِي لِلْمَالِ يُنْفِقُهُ ... سَعْدُ النُّجُومِ إِلَيْهِ كالنَّحْسِ

  فلَهُ هُنَالِكَ - لا عَلَيْهِ - إِذا ... دَنِعَتْ أُنُوفُ القَوْمِ للتَّعْسِ

  قالَ: دَنِعَتْ، أَيْ خَضَعَتْ وذَلَّتْ. ولا يَرْتَجِي: لا يَخَافُ. ورَواهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ: «وإِنْ رَغِمَتْ».

  وِقِيلَ: دَنِعَ: إِذا دَقَّ ولَؤُمَ، وبِهِ فُسَّر بَعْضُهُم البَيْتَ.

  كَدَنَعَ، كمَنَعَ، دُنُوعاً، ودَنَاعَةً، فهو دَانِعٌ ودَنِعٌ كفَرِحٍ، عَنِ ابنِ عَبّادٍ.

  وِقالَ شَمِرُ: الدَّنَعُ، مُحَرَّكَةُ: ما يَطْرَحُه الجَازِرُ مِن البَعِيرِ، نَقَله الجَوْهَرِيّ.

  وِقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هو مِنْ دَنَعِ الناسِ، إِذا كانَ مِنْ سَفِلَة النّاسِ ورُذالهِمْ، مَأْخُوذٌ من دَنَعِ البَعِيرِ، وهو ما يَطْرَحُه الجَازِرُ مِنْهُ، كما في العُبَابِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:

  دَنِعَ الشَّيْءُ، كفَرِحَ: دَقَّ.

  وِالدَّنِيعُ، كَأَمِير: الخَسِيسُ: وجَمْعُ الدَّنِيعَةِ: الدَّنائِعُ.

  وَرَجُلٌ دَنَعَةٌ، مُحَرَّكَةً: لا خَيْرَ فِيهِ.

  وِأَنْدَعَ الرَّجُلُ: تَبِعَ أَخْلاقَ اللِّئامِ والأَنْذَالِ. وأَدْنَعَ: إِذا تَبِعَ طَرِيقَةَ الصّالِحِينَ، كَما في اللَّسَان وهو قَوْلُ ابْنِ الأَعْرَابِيّ⁣(⁣٥)، وسَيَأْتِي أَنْدَعَ فِي مَوْضِعِهِ لِلْمُصَنَّف.

[دنقع]:

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  دَنْقَعَ الرَّجُلُ: إِذا افْتَقَرَ، هُنَا ذَكَرَهُ صاحِبُ اللَّسَانِ، ولَمْ يَذْكُرْه الصّاغَانِيّ في العُبَابِ، وذَكَرَهُ في التَّكْمِلَةِ في آخِرِ


(١) ضبطت في المقاييس ٢/ ٣٠١ بالقلم بكسر الدال، والذي ورد في للسان: «جماعاً» بدل «دماعاً» وعلي هذه الرواية فلا شاهد فيها.

(٢) في الأساس: «أدمع».

(٣) زيادة عن الاساس.

(٤) في اللسان: «رئع» ومثله في التهذيب، وهو أقرب فالرئع، محركة، الطمع والحرص الشديد.

(٥) ورد قول ابن الاعرابي في التهذيب في مادة «ندع» ٢/ ٢٢٤.