تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حصف]:

صفحة 140 - الجزء 12

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  تَمْرٌ حَشِفٌ، ككَتِفٍ: كثيرُ الحَشَفِ، علَى النَّسَبِ.

  وَقد أَحْشَفَتِ النَّخْلَةُ: صارَ تَمْرُهَا حَشَفاً وفي المَثَلِ: «أَحَشَفاً وسُوءَ كِيلَةٍ؟»، هكذا ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ ولم يُفَسِّرْهُ، وَفي العُبَاب: انْتِصَابُه بإِضْمَارِ الفِعْلِ، أي: أَتَجمَعُ التَّمْرَ الرَّدِيءَ والكَيْلَ المُطَفَّفَ؟، يُضْرَبُ في خَلَّتَيْ إِساءَةٍ تَجْتَمِعان علَى الرَّجُلِ.

  وَأَحْشَفَ ضَرْعُ الناقَةِ: إذا تَقَبَّضَ⁣(⁣١) واسْتَشَنَّ، أي: صار كالشَّنِّ.

  وَحَشَفَ خِلْفُ النَّاقَةِ: إذا ارْتَفَعَ منها اللَّبنُ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ.

  وَتَحَشَّفَتْ أَوْبَارُ الإِبِل: طارَتْ عنها وتَفَرَّقَتْ، لُغَةٌ في السِّينِ.

  وَيُقَال: رأَيْتُ فُلانًا مُتَحَشِّفاً: أي سَيِّيءَ الحالِ، مُتَقَهِّلاً، رَثَّ الهَيْئَةِ، وقيل: مُبْتَئِساً مُتَقَبِّضاً، وقيل: مُشَمِّرًا ثَوْبَهُ.

  [حصف]: الْحَصْفُ: الْإِقْصَاءُ والْإِبْعَادُ، كالْإحصَافِ، كذا في النَّوادِرِ، وكذا، حَصَبَهُ عن كذا، وأَحْصَبَهُ: إذا أَقْصَاهُ.

  والحَصَفُ بِالتَّحْرِيكِ: الْجَرَبُ الْيَابِسُ، وَقد حَصِفَ جِلْدُه، كَفَرِحَ: جَرِبَ، كما في الصِّحاح، وقيل: الحَصَفُ: بَثْرٌ صِغَارٌ يَقِيحُ ولا يَعْظُمُ، وربما خَرَجَ في مَرَاقٍّ البَطْنِ أَيَّامَ الحَرِّ.

  وحَصُفَ الرَّجُلُ، كَكَرُمَ: اسْتَحْكَمَ عَقْلُهُ، فهو حَصِيفٌ: مُحْكَمُ العَقْلِ، والمَصْدَرُ الْحَصَافَةُ، ككَرُمَ فهو كَرِيمٌ، وهو مَجَازٌ، ويُقَال: الحَصَافَةُ: ثَخَانَةُ العَقْلِ وجَوْدَةُ الرَأْي، قال:

  حَدِيثُكَ في الشِّتَاءِ حَديثُ صَيْفٍ ... وَشَتْوِيُّ الْحَدِيثِ إذا تَصِيفُ

  فَتَخْلِطُ فِيهِ مِنْ هذا بِهذا ... فمَا أَدْرِي: أَأَحْمَقُ أَمْ حَصِيفُ؟

  وَفي كِتَابِ عُمَرَ إلى أَبِي عُبَيْدَةَ ®: «أَنْ لا يُمْضِيَ أَمْرَ الله إِلَّا بَعِيدُ الغِرَّةِ، حَصِيفُ العُقْدَةِ» أَراد بالعُقْدَةِ: الرَّأْيَ والتَّدْبِيرَ.

  وأَحْصَفَ الْأَمْرَ: أَحْكَمَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وهو مَجَازٌ.

  وأَحْصَفَ الْحَبْلَ: أَحْكَمَ فَتْلَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  ومِن المَجَازِ: أَحْصَفَ الرَّجُلُ، وَكذلِكَ الْفَرَسُ: إذا مَرَّا سَرِيعاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للرَّاجِزِ، وهو العَجَّاجُ:

  ذَارٍ إِذَا لَاقَى الْعَزَازَ أَحْصَفَا ... وإِنْ تَلَقَّى غَدَراً تَخَطْرَفَا⁣(⁣٢)

  وفَرَسٌ مُحْصِفٌ، كمُحْسِنٍ، ومِنْبَرٍ، ومِصْبَاح، كما في الْمِصْبَاحِ⁣(⁣٣)، والذي في الصِّحَاحِ نَاقَةٌ مِحْصَافٌ، وشَاهِدُه قَوْلُ عبدِ الله بنِ سَمْعَانَ التَّغْلِبِيِّ⁣(⁣٤):

  وَسَرَيْتُ لا جَزِعاً ولا مُتَهَلِّعاً ... يَعْدُو برَحْلِي جَسْرَةٌ مِحْصَافُ

  أَو هو، أي: الإِحْصَافُ: أَنْ يُثِيرَ الْحَصْبَاءَ في عَدْوِهِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، أَو هو مَشْيٌ فيه تَقَارُبُ خَطْوٍ، وهو مَعَ ذلِكَ سَرِيعٌ، قَالَهُ ابنُ السِّكِّيتِ، وقال أَبو عُبَيْدَةَ: الإِحْصَافُ في الخيلِ: أَن يُخَذْرِفَ الْفَرَسُ في الجَرْيِ وليس فيه فَضْلٌ، يُقَالُ: فَرَسٌ مُحْصِفٌ، والأُنْثَى مُحْصِفَةٌ، وذلِك بُلُوغُ أَقْصَى الحُضْرِ.

  واسْتَحْصَفَ الشَّيْءُ: اسْتَحْكَمَ، وَهو مَجَازٌ في الرَّأْيِ وَالْأَمْرِ، حَقِيقَة في الحَبْلِ، وقد نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  واستَحْصَفَ عَلَيه الزَّمَانُ: أي اشْتَدَّ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَهو مَجازٌ.

  ومِن المَجَازِ: اسْتَحْصَفَ الْفَرْجُ: ضَاقَ ويَبِسَ عِنْدَ الْجِمَاعِ، وَذلِكَ مما يُسْتَحَبُّ، فهي مُسْتَحْصِفَةٌ، قال: النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ يَصِفُ فَرْج امْرَأَة:

  وَإِذَا طَعَنْتَ طَعَنْتَ في مُسْتَهْدِفٍ ... رَابِي الْمَجَسَّةِ بالعَبِيرِ مُقَرْمَدِ

  وَإِذَا نَزَعْتَ نَزَعْتَ مِنْ مُسْتَحْصِفٍ ... نَزْعَ الْحَزَوَّرِ بِالرِّشَاءِ الْمُحْصَدِ


(١) في التهذيب: «انقبض» والأصل كاللسان.

(٢) الذرو: المرّ الخفيف، والغدر: ما ارتفع من الأرض وانخفض.

(٣) كذا بالأصل، ولم يرد هذا المعنى في المصباح.

(٤) عن اللسان وبالأصل «البعلي».