تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هجدم]:

صفحة 742 - الجزء 17

  [هجدم]: هِجْدَم، بكسْرِ الهاءِ وفتْحِ الدالِ.

  أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.

  وقالَ اللَّيْثُ: لُغَةٌ في أَجْدَمْ في إِقْدامِكَ الفَرَسَ وزَجْرٌ له؛ ولو قالَ: هِجْدَم، كدِرْهَم، زَجْرٌ للفَرَسِ لُغَةٌ في أجْدَمْ كان أَلْيَق، في الاخْتِصارِ، وكِلاهُما على البَدَلِ مِن زَحْرِ الخَيْلِ إذا زُجِرَتْ لتَمْضِيَ.

  وقالَ كُراعٌ: إنَّما هو هِجْدُمّ، بضمِّ الدالِ وشَدّ المِيمِ، وبعضُهم يُخَفِّف المِيمَ.

  قالَ اللَّيْثُ: يقالُ أَوَّلُ مَن رَكِبَه ابنُ آدَمَ القاتِلُ، حَمَلَ على أَخِيهِ فَزَجَرَ الفَرَسَ فقالَ هِجِ الدَّمَ فخُفِّفَ لمَّا كَثُرَ على الألْسِنَة واقْتصرَ على هِجْدَمْ، وإجْدَمْ.

  [هجعم]: الهَجْعَمَةُ: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.

  وهو الجُرْأَةُ والإِقْدامُ.

  [هدم]: الهَدْمُ: نَقْضُ البِناءِ، هَدَمَهُ يَهْدِمُه هَدْماً، كالتَّهْدِيمِ.

  قالَ الجَوْهرِيُّ: هَدَّمُوا بُيوتَهم شُدِّدَ للكَثْرَةِ.

  وفي الحَدِيْثِ: «مَن هَدَمَ بُنْيانَ رَبِّه فهو مَلْعونٌ»، أَي مَن قَتَلَ النَّفْسَ المُحَرَّمَة لأَنَّها بُنيانُ اللهِ وتَرْكِيبُه.

  وِالهَدْمُ: كَسْرُ الظَّهْرِ مِن الضَّرْبِ؛ عن ابنِ الأَعْرَابيِّ؛ فِعْلُهُما كضَرَبَ.

  وِمِن المجازِ: الهَدْمُ المُهْدَرُ من الدِّماءِ؛ ويُحَرَّكُ فيكونُ كالهَدَرِ زِنَةً ومعْنًى.

  وفي الصِّحاحِ: يقالُ: دِماؤُهُم بينهم هَدَمٌ، أَي هَدَرٌ؛ وِهَدْمٌ أَيْضاً بالتَّسْكِيْنَ، فقَدَّمَ المُحَرَّك وجَعَلَ التَّسْكِينَ لُغَةً، والمصنِّفُ عَكَسَ ذلِكَ، علَى أنَّ عليَّ بن حَمْزَةَ قد أَنْكَر⁣(⁣١) الكَسْرَ. وِالهِدْمُ، بالكسْرِ: الثَّوْبُ البالي؛ كما في الصِّحاحِ وهو مجازٌ.

  أَو هو الخَلَقُ المُرَقَّعُ؛ أَو خاصٌّ بكِساءِ الصُّوفِ البالي الذي ضُوعِفَت رِقاعُه دُونَ الثَّوْبِ؛ هكذا خَصَّه ابنُ الأَعْرَابيِّ؛ قالَ أَوْسُ بنُ حجر:

  لِيُبْكِكَ الشَّرْبُ والمُدامةُ وال ... فِتْيانُ طُرًّا وطامِعٌ طَمِعا

  وِذات هِدْمٍ عارٍ نَواشِرُها ... تُصْمِتُ بالماءِ تَوْلَباً جَدِعا⁣(⁣٢)

  ج أَهْدامٌ؛ وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ، وِهِدامٌ، بالكسْرِ، هكذا في النسخِ والصَّوابُ هِدَمٌ، كعِنَبٍ، وهي نادِرَةٌ كما هو نَصُّ أَبي حَنيفَةَ في كتابِ النّباتِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لأبي دُواد:

  هَرَقْتُ في صُفْنِه ماءً لِيَشْرَبَه ... في داثرٍ خَلَق الأَعْضادِ أَهْدامِ⁣(⁣٣)

  وفي حَدِيْث عُمَرَ: «وقَفَتْ عليه عَجوزٌ عَشَمةٌ بأَهْدامٍ».

  وفي حَدِيْث عليٍّ: «لَبِسْنا أَهْدام البِلَى».

  وِمِن المجازِ: الهِدْمُ الشَّيخُ الكبيرُ، على التَّشْبيهِ بالثَّوْبِ.

  وقالَ أَبو عبيدٍ: هو الشيخُ الذي قد انْحَطَمَ مِثْل الهِمِّ.

  وِمِن المجازِ: الهِدْمُ الخُفُّ العَتيقُ، على التَّشْبِيهِ بالخلقِ مِن الثَّوْب.

  وِهِدْمٌ: اسْمُ⁣(⁣٤) رجُلٍ.

  وِمِن المجازِ: الهَدِمُ، ككَتِفٍ، المُخَنَّثُ.

  وِالهَدَمُ، بالتَّحريكِ، كذا في النسخِ والصَّوابُ: بكسْرٍ ففتحٍ كما ضَبَطه ياقوتٌ، قالَ: يُشبهُ أَنْ يكونَ جَمْعُ هِدْم، أَرْضٌ بعَيْنِها؛ ذَكَرَها زُهَيْرٌ في شِعْرِه:


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: قد أنكر الكسر، هكذا في جميع النسخ التي بأيدينا ولم يظهر له معنى، ولعله: أنكر التسكين ولكن الذي في اللسان: ودماؤهم هدم بينهم بالتسكين وهدم بالتحريك أي هدر، وقال علي بن حمزة: هدم بسكون الدال. اه فمقتضاه أنه أنكر التحريك لا التسكين، تأمل.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٥٥ واللسان والثاني في الصحاح.

(٣) اللسان.

(٤) في القاموس: اسمٌ بالرفع منونة.