تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شمرج]:

صفحة 416 - الجزء 3

  سيأْتي، والشَّمْجُ: الخِيَاطَةُ المُتَبَاعِدَةُ، يقال: شَمَجَ الخَيّاط الثَّوْبَ يَشْمُجُه شَمْجاً: خاطَه خِيَاطةً مُتباعدةً، ويقال: شَمْرَجَه شَمْرَجَةً، كما سيأْتي. وشَمَجَ من الأَرُزِّ والشَّعيرِ ونَحْوِهما: خَبَزَ منه شِبْهَ قُرَص غِلَاظِ، وهو الشَّمَاجُ.

  وما ذُقْت شَمَاجاً، كسَحاب ولا لَمَاجاً أَي ما يُؤْكَل: ويقال: ما أَكلْت خُبْزاً ولا شَمَاجاً. وقال الأَصمعيّ: ما ذُقْت أَكَالاً ولا لَمَاجاً ولا شَمَاجاً، أَي ما أَكَلْتَ شيئاً، وأَصله ما يُرْمَى به من العِنَب بعدما يُؤْكَل.

  ونَاقَةٌ شَمَجَى مُحَرَّكةً كَبَشَكَى، أَي سَريعةٌ. قال مَنْظورُ بن حَبّةَ الأَسَديّ، وحَبَّة أُمُّه، وأَبوه شَريكٌ⁣(⁣١):

  بَشَمَجَى المَشْيِ عَجُولِ الوَثْبِ ... غَلّابة للنّاجِياتِ الغُلْبِ

  حتَّى أَتَى أُزْبِيُّها بالأَدْبِ

  الغُلْب: جمع الغَلْبَاءِ والأَغْلَب: العظيمُ الرَّقَبَةِ والأُزْبِيّ: النَّشَاط. والأَدْبُ: العَجَبُ.

  وبنو شَمَجَى بنِ جَرْمٍ: قبيلةٌ من قُضَاعَةَ من حِمْيَرَ ووَهِمَ الجَوْهَرِيّ حيث إِنه قال: وبنو شَمَجِ بنِ جَرْمٍ من قُضَاعَة.

  وأَما بنو شَمْخِ بنِ فَزَارَةَ، فبالخَاءِ المعجمة وسكون الميم حَيٌّ من ذُبْيَانَ. وغَلِطَ الجوهريّ ¦ وعفا عنّا وعنه حيث إِنه قال: وبنو شَمَجِ بنِ فَزَارَةَ، بالجيم مُحَرَّكَةً.

  وقد سَبَقَ المصنِّفَ الإِمامُ أَبو زَكريّا فإِنه كتب بخَطّه على هامش نُسْخَة الصّحاح ما صَوَّبه المُصَنّفُ، وكذلك ابنُ بَرِّيّ في حَواشيه، والصاغانيّ في التَّكْمِلَة، وغيرُهُم.

  [شمرج]: الشَّمْرَجَةُ: إِساءَةُ الخِيَاطَةِ يقال: شَمْرَجَ ثَوْبَه: إِذا خَاطَهُ خِيَاطَةً مُتَبَاعِدَةَ الكُتَبِ⁣(⁣٢) وباعَدَ بين الغُرَزِ، وأَساءَ الخِيَاطَةَ.

  والشَّمْرَجَة: حُسْنُ الحِضَانَةِ، أَي حُسْنُ قِيَامِ الحاضِنَةِ على الصَّبيّ. ومنه اسْمُ المُشَمْرَجِ، للصَّبيّ، اشْتُقّ من ذلك. وقد شَمْرَجَتْه.

  والشَّمْرَجَةُ: التَّخْليطُ في الكَلام.

  والشُّمْرُجُ، كقُنْفذٍ، وشُمْرُوج مثل زُنْبُورٍ: الثَّوْبُ، والجُلُّ الرَّقيقُ النَّسْجِ منهما، وكذلك ثَوْبٌ مُشَمْرَجٌ. قال ابنُ مُقْبِل يَصِفُ فَرَساً:

  ويُرْعَدُ إِرْعَادَ الهَجِينِ أَضَاعَهُ ... غَدَاةَ الشَّمَالِ الشُّمْرُجُ المُتَنَصَّحُ

  يُرِيد الجُلَّ، يقول: هذا الفَرَسُ يُرْعَد لِحدَّتهِ وذكائِه كالرَّجُلِ الهَجِين، وذلك مما يُمْدَح به الخَيْلُ. والمُتَنصَّح المَخيطُ، يقال: تَنَصَّحْتُ الثَّوْبَ ونَصَحْتُه: إِذا خِطْتَه.

  والشِّمْرَاجُ كشِمْراخٍ: المُخَلّط من الكَذِبِ.

  والشَّمَارِيجُ: الأَباطيلُ.

  وفي اللسان هنا ذَكَرَ الشَّمَرَّج، وهو اسمُ يومِ جِبَايَةِ الخَراجِ للعَجمِ⁣(⁣٣) وقال عَرَّبه رُؤبَةُ بأَن جعلَ الشِّينَ سِيناً فقال:

  يومَ خراجٍ يُخرِجُ السَّمَرَّجَا⁣(⁣٤)

  قلت: وقد مَرَّ ذِكْرُه في السّين المهلمة، فراجعْه.

  [شنج]: الشَّنَجُ، محرَّكَةً: الجَمَلُ، قال اللّيْث وابن دُرَيْد: تقول هُذَيل: غَنَجٌ على شَنَجٍ: أَي رَجلٌ على جَمَلٍ. ومثلُه في العُبَاب والتَّكْمِلة.

  والشَّنَجُ: تَقَبُّضٌ في الجِلْد والأَصابع وغيرِهما.

  وفي الحديث: «إِذا شَخَصَ بَصَرُ المَيتِ وشَنِجتِ الأَصابعُ»، أَي انْقَبَضَتْ وتَشَنَّجت⁣(⁣٥). وقال الشاعر:

  قامَ إِليها مُشْنِجُ الأَناملِ ... أَغْثَى خَبِيثُ الرِّيحِ بالأَصائلِ

  وقد شَنِجَ الجِلْدُ، بالكسر، كفَرِحَ، وأَشْنَجَ وانْشَنَجَ وتَشَنَّجَ، فهو شَنِجٌ قال الشّاعر:


(١) بهامش اللسان: «قوله وأبوه شريك ... والذي في القاموس في مادة نظر: وأبوه مرثد أي بوزن جعفر».

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله الكتب جمع كتبة بالضم بمعنى الغرزة».

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله جباية الخراج الخ، في اللسان: يستخرجون فيه الخراج في ثلاث مرات».

(٤) ورد في مادة سمرج ونسب هناك للعجاج، وهو ليس في ديوان رؤبة.

(٥) في النهاية واللسان: «إذا شخص البصر وشنجت ... وتقلصت» وأشير إلى رواية اللسان بهامش المطبوعة المصرية.