تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ونع]:

صفحة 534 - الجزء 11

  وِوَلَّعَ اللهُ جَسَدَه⁣(⁣١)، أَي: بَرَّصَهُ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ.

  ويُقَال: أُخِذَ ثَوْبِي وما أَدْرِي ما وَلَعَ بهِ، أَي: ذَهَبَ بهِ.

  ويُقَال: إِنَّكَ لا تَدْرِي بمَنْ يُولِعُ هَرِمُك، حَكَاهُ يَعْقُوبُ.

  والوَلائِعُ، هِيَ: القَبِيلَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا المُصَنِّفُ، وقد جَمَعَهُ الشّاعِرُ عَلَى حَدِّ المَهَالِبِ والمَنَاذِرِ، فقالَ:

  تَمَنَّى - ولَمْ أَقْذِفْ لَدَيْهِ - مُجَرَّباً ... لِقَائِلِ سَوْءِ يَسْتَجِيرُ الوَلَائِعا⁣(⁣٢)

  واسْتَعْمَلَتِ العامَّةُ الوَلَعُ بمَعْنَى: الشَّوْقِ، والتَّوْلِيع بمَعْنَى: إِيقادِ النّارِ، وبمَعْنَى: التَّشْويِق.

  [ومع]: الوَمْعَةُ بالفَتْحِ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: هِي الدُّفْعَةُ مِنَ الماءِ، والوَعْمَةُ⁣(⁣٣): ظَبْيَةُ الجَبَلِ.

  هكذا في العُبَابِ وفي التَّكْمِلَةِ: من الماءِ، والَّذِي فِي التَّهْذِيبِ: مِنَ المعاءِ⁣(⁣٤)، وهكذا نَقَلَه صاحبُ اللِّسَانِ، فتَأَمَّلْ.

  [ونع]: الوَنَعُ، بالنُّونِ، مُحَرَّكَةً، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لُغَةٌ يمانِيَةٌ، يُشَارُ بِها إِلَى الشَّيْءِ اليَسِيرِ، كذا نَصُّ العُبابِ والتَّكْمِلَةِ، وفي اللِّسَانِ: إِلَى الشَّيْءِ الحَقِيرِ، وقَالَ ابنُ سِيدَه: لَيْسَ بثابتٍ.

فصل الهاء مع العين

  [هبركع]: الهَبَرْكَعُ، كسَفَرْجَلٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٥): هُوَ القَصِيرُ وأَنْشَدَ:

  لَمّا رَأَتْهُ مُودَناً هَبَرْكَعَا

  كَذا في العُبَابِ، والتَّكْمِلَة، واللِّسَانِ.

  [هبع]: هَبَعَ الفَصِيلُ، كمَنَعَ، هُبُوعاً، بالضَّمِّ، وهَبَعاناً، مُحَرَّكَةً: مَشَى ومَدَّ عُنُقَه.

  أَو الهُبُوعُ والهَبْعُ: مَشْيُ الحُمُرِ البَلِيدَةِ، وقد هَبَعَتْ: مَشَتْ مَشْياً بَلِيدًا، وقالَ بَعْضُهُم: الحُمُرُ كُلُّها تَهْبَعُ، وهُوَ مَشْيُهَا خاصَّةً.

  أَو الهُبُوعُ: أَنْ يُفَاجِئَكَ القَوْمُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، وفِي اللِّسَان: مِنْ كُلِّ جانِبٍ.

  وِالهُبَعُ كصُرَدٍ: الحِمَارُ، سُمِّيَ بهِ لهُبُوعهِ.

  وِأَيضاً: الفَصِيلُ يُنْتَجُ في حَمَارَّةِ القَيْظِ، أَو الَّذِي نُتِجَ في آخِرِ النِّتَاجِ، يُقَال: مالَهُ هُبَعٌ ولا رُبَعٌ، وعلَى هذا اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، والأَوَّلُ ذَكَرَهُ الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ الكِفَايَةِ، وفي الصِّحاحِ: قالَ الأَصْمَعِيُّ: سَأَلْتُ جَبْرَ بنَ حَبِيبٍ: ومِثْلُه في العُبَابِ⁣(⁣٦)، وفي اللِّسَانِ: قالَ الأَصْمَعِيُّ: حَدَّثَنِي عِيسَى بنُ عُمَرَ قالَ: سَأَلْتُ جَبْرَ بنَ حَبِيبٍ: لِمَ سُمِّيَ الهُبَعُ هُبَعاً؟ قالَ: لأَنَّ الرِّبَاعَ تُنْتَجُ فِي رِبْعِيَّةِ النِّتاجِ، أَي: في أَوَّلهِ، ويُنْتَجُ الهُبَعُ في الصَّيْفِيَّةِ، فإِذا ما مشى⁣(⁣٧) الرِّباعُ أَبْطَرَتْهُ ذَرْعَه؛ لأَنَّهَا أَقْوَى مِنْهُ، فَهَبَعَ، أَي: اسْتَعَانَ بِعُنُقِه في مِشْيَتِه، انْتَهَى، الواحِدَةُ هُبَعَةٌ، وج: هُبَعاتٌ، وهِبَاعٌ، بالكَسْرِ، كَذا في اللِّسَانِ، وجَوَّزَه صاحِبُ المُحِيطِ، ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عن الأَصْمَعِيِّ قالَ: لا يُجْمَعُ هُبَعٌ عَلَى هِباعٍ، كَما لا يُجْمَعُ رُبَعٌ عَلى رِباعٍ، هكذا هو فِي نُسْخَةِ الصِّحاحِ المَوْثُوقِ بها، والصَّوابُ: «كما يُجْمَعُ رُبَعٌ عَلَى رِباعٍ»⁣(⁣٨) كَما في العُبَابِ واللِّسَانِ، وقد مَرَّ فِي «ر ب ع» أَن رُبَعاً يُجْمَعُ عَلَى رِباعٍ وأَرْباعٍ، والرُّبَعَةُ تُجْمَعُ عَلَى رُبَعاتٍ ورِباعٍ، وذَكَرْنا هُنالِكَ أَنَّ رِباعاً في جَمْعِ رُبَعٍ شاذٌّ، وكَذلِكَ أَرْبَاعٌ؛ لأَنَّ سِيبَوَيْه قالَ: إِنَّ حُكْمَ فُعَلٍ أَنْ يُكَسَّرَ عَلَى فِعْلانٍ⁣(⁣٩)، في غالِبِ الأَمْرِ، فتَأَمَّلْ.

  وِالمُهْبِعُ، كمُحْسِنٍ: صاحِبُه، أَي الهُبَع، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  وِاسْتَهْبَعَ البَعِيرَ أَي: أَبْطَرَهُ ذَرْعَهُ، وحَمَلَهُ عَلَى الهُبُوع


(١) في الأساس: وجهه.

(٢) هذه رواية اللسان ونسبه للجموح الهذلي، ونسبه بحواشي المطبوعة الكويتية لغالب بن رزين.

(٣) عن التهذيب واللسان وبالأصل «الومعة».

(٤) الأصل واللسان وفي التهذيب: من الماء.

(٥) الجمهرة ٣/ ٣٧١ - ٣٧٢.

(٦) والتهذيب أيضاً.

(٧) في التهذيب: «فإذا ماشى» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: فإذا ما مشى إلخ عبارة اللسان: فتقوى الرباع قبله، فإذا ما شاها أبطرته» في اللسان: أبطرته ذرعاً.

(٨) وهي رواية الصحاح المطبوع.

(٩) عن المطبوعة الكويتية نقلاً عن اللسان ربع، وبالأصل «فعلات» بالتاء.