تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[موع]:

صفحة 465 - الجزء 11

  وِمَنُعَ الشَّيْءُ مَنَاعَةً: اعْتَزَّ وتَعَسَّرَ.

  وامْرَأَةٌ مَنِعَةٌ: مُتَمَنِّعَةٌ لا تُؤاتِي عَلَى الفاحِشَةِ، وقَدْ تَمَنَّعَتْ⁣(⁣١)، وهُوَ مَجَازٌ.

  وحِصْنٌ مَنِيعٌ ومُمَنَّعٌ: لَمْ يُرَمْ.

  وِتَمَنَّعَ بهِ، أَي: احْتَمَى، وهُوَ مَجازٌ.

  وناقَةٌ مانِعٌ: مَنَعَتْ لَبَنَهَا، عَلَى النَّسَبِ، قالَ أُسامَةُ الهُذَلِيُّ:

  كأَنِّي أُصادِيهَا عَلَى غَيْرِ مانِعٍ ... مُقَلِّصَةٍ قَدْ أَهْجَرَتْهَا فُحُولُهَا

  وقَوْسٌ مَنْعَةٌ: مُمْتَنِعَةٌ مُتَأَبِّيَةٌ شَاقَّةٌ، وهو مَجَازٌ، قالَ عَمْرُو بنُ بَراء:

  ارْمِ سَلاماً وأَبَا الغَرّافِ ... وِعاصِماً عَنْ مَنْعَةٍ قَذَّافِ

  ورَجُلٌ مَنِيعٌ: قَوِيُّ البَدَنِ شَدِيدُه.

  وحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: لا مَنْعَ عَنْ ذاكَ، قالَ: والتَّأْوِيلُ: حَقًّا أَنَّكَ إِنْ⁣(⁣٢) فَعَلْتَ ذلِكَ.

  وهُوَ يَمْنَعُ الجارَ، أَي: يَحُوطُه مِنْ أَنْ يُضامَ، ويَنْصُرُه.

  ولَهُ فِي قَوْمِه حِصْنٌ مَنِيعٌ ومُمَنَّعٌ، وهُوَ مَجَازٌ.

  وِالمَوَانِعُ: جَمْعُ مانِعٍ.

  وِتَمانَعَا: امْتَنَعا.

  وعَنْ أَنْفُسِهِمَا: تَحَامَيَا.

  والمَنَعَاتُ، مُحَرَّكَةً: المَحَارِزُ والمَعَاقِلُ.

  وِالمنَاعَةُ، كثُمَامَةٍ⁣(⁣٣)، قالَ ابنُ جِنِّي: يَحْتَمِلُ أَمْرَيْنِ، أَحَدُهُمَا: أَنْ يَكُونَ فَعالَةً مِنَ المَنَعِ، والآخَرُ: أَنْ يَكُونَ مَفْعَلَة مِنْ قَوْلِهِمْ: جائِعٌ نائِعٌ، وأَصْلُهَا مَنْوَعَةٌ، فجَرَى مَجْرَى مَقَامَة، وأَصْلُهَا مَقْوَمَةٌ.

  [موع]: مَوْعَةُ الشَّبَابِ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ الخَارْزَنْجِيُّ - في تَكْمِلَةِ العَيْنِ -: أَي أَوَّلُه وشَرْخُه، يُقَالُ: فَعَلَهُ في مَوْعَةِ شَبابِه. قُلْتُ: والمَشْهُورُ مَيْعَةُ الشَّبَابِ، وكأَنَّ الواوَ عَلَى المُعَاقَبَةِ، وفي اللِّسَانِ: ماعَ الصُّفْرُ في النّارِ مَوْعاً: ذابَ، وهذا أَيْضاً عَلَى المُعَاقَبَةِ: ماعَ مَيْعاً ومَوْعاً، فتَأَمَّلْ.

  [مهع]: المَهَعُ، مُحَرَّكَةً أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: هُوَ تَلَوُّنُ الوَجْهِ مِنْ عارِضٍ فادِحٍ. قلتُ: ولكِنْ لَيْسَ فِي نَصِّه تَحْرِيكُه، وإِنَّمَا قالَ: المَهَعُ المِيمُ قَبْلَ الهاءِ، ومِثْلُه في التَّهْذِيبِ، وقَدْ أَهْمَلَه ابنُ سِيدَه.

  قِيلَ: ومِنْهُ اشْتِقَاقُ المَهْيَع للطَّرِيقِ الواسِعِ الوَاضِحِ قال ابنُ دُرَيْدٍ: زَعَمُوا هكَذَا، وهُوَ خَطَأٌ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ، والصَّوابُ أَنَّهُ مِنْ «هـ ي ع» لأَنَّهُ لَيْسَ فِي الكَلامِ أَي فِي كَلامِ العَرَبِ فَعْيَلٌ بفَتْحِ الفَاءِ وسُكُونِ العَيْنِ، وأَمّا ضَهْيَدٌ فمَصْنُوعٌ وكُلُّ ما جاءَ عَلَى هذا الوَزْنِ فهُوَ بكَسْرِ الفاءِ، هذا نَصُّ الجَمْهَرَةِ، قالَ شَيْخُنَا: ولِذا قالُوا: إِنَّ «مَرْيَمَ» مَفْعَلٌ لا فَعْيَلٌ عَلَى القَوْلِ بأَنَّه عَرَبِيٌّ، وإِذا كانَ غَيْرَ عَرَبِيٍّ فلا إِشْكَالَ، وأَمَّا امْرَأَةٌ ضَهْيَأُ فَمَرَّ الكَلامُ عَلَيْهِ في الهَمْزَةِ، وقَوْلُه: «فمَصْنُوعٌ» هُوَ الَّذِي جَزَمَ بهِ ابنُ جِنِّي فِيه وفِي عَثْيَر وصَهْيَد.

  [ميع]: ماعَ الشَّيْءُ يَمِيعُ مَيْعاً: جَرَى عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ جَرْياً مُنْبَسِطاً في هِينَةٍ، كالماءِ والدَّمِ والسَّرَابِ ونَحْوِه، وهُوَ في السَّرَابِ مَجَازٌ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:

  كأَنَّهُ ذُو لِبَدِ دَلَهْمَسُ ... بساعدَيْهِ جَسَدٌ مُوَرَّسُ

  منَ الدِّماءِ مائِعٌ ويُبَّسُ

  وِماعَ الفَرَسُ: جَرَى.

  وِماعَ السَّمْنُ مَيْعاً: ذَابَ ومنْهُ الحَدِيثُ⁣(⁣٤): «إِنْ كانَ مائِعاً فأَرِقْهُ، وإِنْ كانَ جامِساً فأَلْقِ ما حَوْلَه» أَي: ذائِباً كانْمَاعَ ومِنْهُ حَدِيثُ المَدِينَةِ: «لا يُرِيدُها أَحَدٌ بكَيْدٍ إِلّا انْمَاعَ، كَما يَنْمَاعُ المِلْحُ فِي الماءِ» أَي: ذابَ وَجَرَى.

  وِمِنَ المَجَازِ: المائِعَةُ*: ناصِيَةُ الفَرَسِ إِذا ماعَتْ، أَي طالَتْ، وسالَتْ ومِنْهُ قَوْلُ عَدِيِّ بنِ زَيْدٍ العِبَادِيِّ يَصِفُ فَرَساً:


(١) في التهذيب: وقد منْعتْ.

(٢) كذا بالأصل واللسان وبهامشه «كذا ... ولعل إن زائدة من قلم الناسخ، والأصل: حقاً أنك فعلت».

(٣) ضبطت في اللسان، بالقلم، بفتح الميم.

(٤) في التهذيب: وفي حديث ابن عمر أنه سئل عن فأرة وقعت في سمن فقال: إن ...

(*) في القاموس: المايِعَةُ.