تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جعف]:

صفحة 114 - الجزء 12

  أَرادَ: طَعَاماً بِيعَ جُزَافاً بغَيْرِ كَيْلٍ، يَصِفُ سَحَاباً.

  قال شيخُنَا: سَمِعْنَا مِن كثيرٍ من شُيوخِنا تَثْلِيثَ الجُزافِ، وقالَ جَماعَةٌ: الأَفْصَحُ فيه الكسرُ، واقْتَصَرَ ابنُ الضِّياءِ في المَشْرَعِ عَلى الضَّمِّ، قال: وقِياسُه الكَسرُ لو بُنِي على الكسرِ، وفي الجَمْهَرَةِ أنَّ أَصلَهُ الكَسْرَةُ، وقال بعضُ شُيوخ شُيُوخِنَا: تَثْلِيثُ جِيمِ جُزاف مِن الجُزافِ. وعندي أَنَّه كلُّه من الكلامِ الذي لا فائدةَ له، ولا سِيَّمَا وكلُّهُم مُصَرِّحون بأَنَّهُ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، فكيف يكونُ فَارِسِيًّا ويكون مَصْدَرًا، ويَكُونُ جَارِياً عَلى الفِعْلِ، ويكونُ فيه القِيَاسُ، هذا كلُّه يُنافي بَعْضُه بَعْضاً، فتَأَمَّلْ، انتهى.

  قلتُ: وهو كَلامٌ نَفِيسٌ جِداً، وكأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَّبُوه تُنُوسِيَ أَصْلُهُ، فَبَنَوْا منه فِعْلاً، واشْتَقُّوا منه، وأَجْرَوْا فيه القِيَاسَ، كما يُفِيدُهُ نَصُّ الجَوْهَرِيِّ وابنِ درَيْدٍ وأَبي عمرٍو.

  وقال العُزَيْزِيُّ: المِجْزفَةُ، كمِكْنَسَةٍ: شَبَكَةٌ يُصَادُ بِها السَّمَكُ.

  قال: وكَشَدَّادٍ: الصَّيَّادُ.

  وقال غيرُه: الجَزُوفُ مِن الْحَوَامِلِ، كصَبُورٍ: الْمُتَجَاوِزَةُ حَدَّ وِلَادَتِهَا.

  وَيُقَال: جِزْفَةٌ مِن النَّعَمِ، بالكَسْرِ: أي قِطْعَةٌ منها، وَكذا جَرْفَةٌ من الشَّعرِ.

  وقال أَبو عَمْرٍو: اجْتَزَفَ الشَّيْءَ⁣(⁣١) اجْتِزَافاً: اشْتَرَاهُ جُزَافاً.

  وقال غيرُه: تَجَزَّفَ فيه: أي تَنَفَّذَ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  الجَزْفُ: الأَخْذُ بالكَثْرَةِ، وجَزَفَ له في الكَيْلِ: أَكْثَرَ، كذا في الجَمْهَرَةِ، وفي الصِّحاحِ: الجَزْفُ⁣(⁣٢): أَخْذُ الشَّيْءِ مُجازَفَةً وجِزَافاً، وفي النِّهَايَةِ: الجَزْفُ: المجهُولُ القَدْرِ، مَكِيلاً كان أو مَوْزُونًا. انتهى.

  وَالمُجَازَفَةُ: المُخَاطَرَةُ، يُقَال: جَازَفَ بنَفْسِهِ، إذا خَاطَرَ بها، وكذلكَ الجِزْفُ، بالكَسْرِ، يَرْجِعُ إِلَى المُسَاهَلَةِ، كأَنَّهُ سَاهَلَ بها، وهو مَجَازٌ.

  وَبَيْعٌ مُجْتَزَفٌ: جَزِيفٌ.

  [جعف]: جَعَفَهُ، كمَنَعَهُ جَعْفاً: صَرَعَهُ، وَضَرَبَ به الأَرْضَ، وكذلك جَعَبَهُ، وجَأَبَهُ، وجَعْفَلَهُ، كأَجْعَفَهُ عن ابنِ عَبَّادٍ، وأَنْشَدَ:

  إذا دَخَلَ النَّاسُ الظِّلالَ فَإِنَّهُ ... عَلَى الحَوْضِ حتَّى يُصْدِرَ النَّاسُ مُجْعَفُ

  وجَعَفَ الشَّجَرَةَ: قَلَعَهَا مِن الأَرْضِ، وقَلَبَهَا، كاجْتَعَفَها، فَانْجَعَفَتْ انْقَلَعَتْ.

  وَيُقَال: رجُلٌ مُنْجَعِفٌ: أي مَصْرُوعٌ، ومنه الحَدِيثُ: «حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً»: أي انْقِلاعهَا.

  وسَيْلٌ جَاعِفٌ، وجُعَافٌ، كغُرَابٍ أي: جُحَافٌ وجَاحِفٌ يَجْعَفُ كلَّ شَيْءٍ أَتَى عَلَيه، أي يَقْلِبُهُ.

  ويُقَال: مَا عِنْدَهُ سِوَى جَعْفٍ وَجَعْبٍ: أي الْقُوتِ الذِي لَا فَضْلَ فيه.

  وجُعْفيٌّ، ككُرْسِيٍّ، وَهو ابنُ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ بنِ مَذْحِجٍ: أَبُو حَيٍّ بِالْيَمَنِ، والنِّسْبَةُ إِليه جُعْفيٌّ أَيضاً، كما في الصحاحِ، وأَنْشَدَ لِلَبِيدٍ:

  قَبَائِلُ جُعْفيِّ بنِ سَعْدٍ كَأَنَّمَا ... سَقَى جَمْعَهُمْ مَاءَ الزُّعَافِ مُنِيمُ⁣(⁣٣)

  وَقال ابنُ بَرِّيٍّ: فإِذا نَسَبْتَ إِليه قَدَّرْتَ حَذْفَ الياءِ المُشَدَّدةِ وإِلْحَاقَ ياءِ النَّسَبِ مَكَانَها.

  قال الصَّاغَانِيُّ: وقد غَلِطَ اللَّيْثُ حيثُ قال: جُعْفٌ: حَيٌّ مِن اليَمَنِ، والنِّسْبَةُ إِليهم جُعْفيٌّ، أي أنَّ الصَّوابَ أَن الاسْمَ وَالمَنْسُوبَ إِليه واحدٌ كما عَرَفْتَ، غيرَ أنَّ ابنَ بَرِّيّ ذَكَرَ أَنه قد جُمِعَ جَمْعَ رُومِيٍّ، فقيل: جُعْفٌ، وأَنْشَدَ للشَّاعِرِ:

  جُعْفٌ بِنَجْرَانَ تَجُرُّ الْقَنَا⁣(⁣٤)


(١) في القاموس: «واجتزفه اشتراه جزافاً» والأصل كالتهذيب واللسان وَالتّكملة.

(٢) ضبطت في الصحاح بالتحريك، ضبط حركات، والمثبت يوافق اللسان عن الجوهري.

(٣) قوله منيم أي مهلك، جعل الموت نوماً.

(٤) اللسان وعجزه فيه:

ليس بها جعفيٌّ بالمشرعِ