تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كهه]:

صفحة 89 - الجزء 19

  وكنه أَي اكتنه⁣(⁣١).

  [كهه]: الكَهَّةُ: النَّاقَةُ الضَّخْمَةُ المُسِنَّةُ.

  قالَ الأَزْهرِيُّ: ناقَةٌ كَهَّةٌ وكَهَاةٌ، لُغَتانِ، وهي الضَّخْمَةُ المُسِنَّةُ الثَّقِيلَةُ.

  والكَهَّةُ: العَجُوزُ.

  وأَيْضاً: النَّابُ مَهْزولَةً كانتْ أَو سَمِينَةً.

  وقد كَهَّ يَكِهُّ كُهُوهاً: هَرِمَ؛ عن ابنِ شُمَيْل.

  وكَهَّ السَّكْرانُ يَكِهُّ: إِذا اسْتُنْكِهَ فَكَهَّ في وجْهِكَ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.

  وقالَ أَبو عَمْرٍو: وكَهَّ في وَجْهِي، أَي تَنَفَّسَ. وقد كَهِهْتُ أَكَهُّ وكَهَهْتُ أَكِهُّ.

  وفي الحدِيثِ: «أَنَّ مَلِكَ المَوْتِ قالَ لموسَى، @، وهو يُريدُ قَبْضَ رُوحِه: كُهَّ في وَجْهِي، ففَعَلَ، فقَبَضَ رُوحَه»، أَي افْتَحْ فاكَ وتنفَّسْ؛ ويُرْوَى كَهْ، مُخَفَّفَةً، كخَفْ، وهو مِن كاهَ يَكاهُ بهذا المعْنَى.

  والكَهْكَهَةُ: الحَرارَةُ.

  والكَهْكَهَةُ من الأَسَدِ: حِكايَةُ صَوْتِه في زَئِيرِهِ؛ وأَنْشَدَ الأَزْهرِيُّ:

  سامٍ على الزَّآرَةِ المُكَهْكِه⁣(⁣٢)

  والكَهْكَهَةُ: تَنَفُّسُ المَقْرُورِ في يَدِهِ إِذا خَصِرَتْ، أَي بَرَدَتْ؛ عن ابنِ الأعْرابيِّ، يُسَخِّنُها بنَفْسِه من شِدَّةِ البَرْدِ، فقالَ: كَهْ كَهْ؛ قالَ الكُمَيْت:

  وكَهْكَهَ الصَّرِدُ المَقْرُورُ في يدِه ... واسْتَدْفَأَ الكَلْبُ في المأْسورِ ذي الذِّئَبِ⁣(⁣٣)

  وضَبَطَه شيْخُنا بالحاءِ المُهْمَلةِ والضادِ المعْجمةِ وجَعَلَ الضَّمِير راجعاً إلى القرَّةِ المَفْهومِ مِن المَقْرُورِ. * قُلْتُ: وهو تَكَلُّف بَعِيدٌ وغَفْلةٌ عن الأُصولِ الصَّحِيحةِ.

  والكَهْكَهَةُ: حِكايَةُ صَوْتِ البَعيرِ في هَدِيرِهِ هو تَرْديدُه فيه؛ عن ابنِ دُرَيْدٍ.

  والكَهْكاهَةُ: المُتَهَيِّبُ مِن الرِّجالِ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لأبي العيالِ الهُذَليّ يَرْثي ابنَ عَمِّه عَبْد بن زُهْرة:

  ولا كَهْكَاهةٌ بَرِمٌ ... إِذا ما اشْتَدَّتِ الحِقَبُ⁣(⁣٤)

  الحِقَبُ: السِّنونَ؛ وكَذلِكَ الكَهْكَامَةُ، بالميمِ، عن شَمِرٍ، والكَهْكَمُ وأَصْلُه كَهامٌ.

  وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: الكَهْكَاهَةُ الجارِيَةُ السَّمِينَةُ، كالْهَكْهَاكَةِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الكَهْكَهَةُ: حِكايَةُ صَوْتِ الزمْرِ؛ قالَ:

  يا حَبَّذا كَهْكَهةُ الغَواني ... وحَبَّذا تَهانُفُ الرَّواني

  إِليَّ يومَ رِحْلةِ الأظْعانِ⁣(⁣٥)

  والكَهْكَهَةُ: القَهْقَهَةُ.

  وكَهْ كَهْ: حِكايَةُ الضَّحِكِ.

  وفي التَّهذِيبِ: وكَهْ حكايَةُ المكهكه.

  ورجُلٌ كُهاكِهُ، كعُلابِطٍ: الذي تَراهُ إذا نَظَرْتَ إليه كأنَّه ضاحِكٌ وليسَ بضاحِكٍ؛ وبه فَسَّرَ شَمِرٌ: كانَ الحجاجُ قَصِيراً أَصْفرَ كُهاكِهَةً؛ حكَاهُ الهَرَويُّ في الغَرِيبَيْنِ؛ وفي النهايَةِ: أَصْفرَ⁣(⁣٦) كُهاكِهاً؛ وفسَّرَه كَذلِكَ.

  وشيخٌ كَهْكَمٌ: وهو الذي يُكَهْكِهُ في يدِهِ؛ والميمُ زائِدَةٌ؛ قالَ:


(١) عبارة الأساس: واكتنه الأمرَ: بلغ كنهَهُ.

(٢) اللسان والتهذيب.

(٣) اللسان والتهذيب برواية: «وكهكه المدلج» ومثله في التهذيب، وفي الأساس: «وكهكه المدلج ... بالمأسور».

(٤) ديوان الهذليين ٢/ ٢٤٢ برواية: «ولا بكهامة برم» والمثبت كرواية الصحاح واللسان والتهذيب والمقاييس ٥/ ١٢٣.

(٥) اللسان والتهذيب.

(٦) في اللسان: أصعر.