[محث]:
  * ومما يستدرك عليه:
  مَثَّ الرجلُ يَمُثُّ: عَرِقَ من سِمَنٍ.
  وجاءَ يَمُثّ، إِذا جاءَ سَمِيناً يُرَى على سَحْنَتِه وجِلْدِه مثلُ الدُّهْن، قال الفرزدق:
  تَقُولُ كُلَيْبٌ حين مَثَّتْ جُلُودُهَا: ... وأَخْصَبَ من مَرُّوتِها كُلُّ جانِبِ
  * واستدرك شيخُنَا هنا:
  مَثَّى بالمثلّثة: لغة في مَتَّى، وعَزَاه إِلى لسان العرب عن أَبي العلاءِ، وقد ذكرنا في المادة التي قبلها أَنه: مَتْثَى.
  بالمثنّاة ثم بالمثلّثَة، على الصّواب، لا ما ذكره شيخنا.
  ونَبْتٌ مَثّاثٌ: نَدٍ، قال:
  أَرْعَلَ مَجَّاجَ النَّدَى مَثّاثَا
  [محث]: * مَحَثَ. الشيْءَ، كحَثَمَه، كذا في اللسان، وهو مستدرك على المصنّف. وقال شيخنا: المَحث بالفتح: هو الذي يخالِط الناس ويأْكلُ معهم ويَتَحَدّث، وعزاه إِلى ناموس القارئ، ولكنه لم يضبط هل هو بالحاءِ المهملة أَو المعجمة، فإِن كان بالمعجمة، وثَبَت، فهو مستدرك على أَربابِ الغريب.
  [مرث]: مَرَثَ التَّمْرَ بيدِه، يَمْرُثه(١) مَرْثاً: لغة في مَرَسَه إِذا مَاثَه ودَافَه، وربما قيل: مَزَدَه(٢)، والمَرْثُ: المَرْسُ.
  ومَرَث الصَّبِيُّ الإِصْبَعَ: لَاكَها، ومَرَثَ الصَّبِيُّ يَمْرُث، إِذا عَضَّ بِدُرْدُرِه، وفي حديث الزُّبير: «قال لابنِه: لا تخَاصِمِ الخَوَارِجَ بالقُرآنِ، خاصِمْهُمْ بالسُّنَّةِ، قال ابنُ الزُّبَيْر: فخاصَمْتُهُم بها، فكأَنَّهُم صِبْيَانٌ يَمْرُثُونَ سُخُبَهُم» أَي يَعَضُّونَها وَيَمَصُّونَهَا، والسُّخُب: قلائِدُ الخَرَزِ، يعنِي أَنهم بُهِتُوا وعَجَزوا عن الجواب.
  ومَرَثَ الرَّجُلَ ضَرَبَه، ورواية أَبي عُبَيْد: مَرَثَ به الأَرضَ وَمرَّثَها: ضَرَبَها به، ورواية الفَرّاءِ: مَرَنَ بالنّون.
  ومَرَثَ الوَدَعَ يَمْرُثُه، بالضّمّ ويَمرِثه، بالكسر مَرْثاً: مَصَّه.
  وعن ابن الأَعرابيّ: المرْث: المَصُّ، قال: والمَرْثَة: مَصَّةُ الصَّبِيِّ ثَدْيَ أُمِّه مَصَّةً واحِدَةً، وقد مَرَثَ يَمْرُثُ مَرْثاً، إِذا مَصَّ، قال عَبْدَةُ بن الطَّبِيب:
  فَرَجَعْتُهمْ شَتَّى كأَنّ عَميدَهُم ... في المَهْدِ يَمْرُثُ وَدْعَتَيْهِ مُرْضَعُ
  ومَرَثَ الشَّيْءَ يَمْرُثُه مَرْثاً: لَيَّنَه حتى صارَ مثلَ الحَسَاءِ، ثمّ تَحَسّاهُ.
  وكلّ شيْءٍ مُرِذَ فقد مُرِثَ.
  وقال الأَصمعيّ في باب المُبدَل: مَرَثَ فُلانٌ الخُبْزَ في الماءِ، ومَرَذَه، قال: هكذا رواه أَبو بكرٍ عن شَمِرٍ بالثّاءِ(٣) والذّال.
  ومَرَثَ الشيءَ في الماءِ يَمْرُثُه، ويَمْرِثُه مَرْثاً: أَنْقَعَه فيه.
  ومَرَثَ السَّخْلَةَ إِذا نَالَهَا بِسَهَكٍ، محرّكةً، وهو الذَّفَر، فلم تَرْأَمْها أُمُّها لذلك، كمَرَّثَها تَمْرِيثاً.
  قال ابن جُعَيْل الكَلْبيّ. يقال للصّبيّ - إِذا أَخَذَ وَلَدَ الشّاةِ -: لا تَمْرُثْه(٤) بيَدِكَ فلا تُرْضِعَهُ أُمُّه، أَي لا تُوَضِّرْه بِلَطْخِ يَدِكَ، وذلك أَنَّ أُمَّه إِذا شَمَّتْ رَائِحَةَ الوَضَرِ نَفَرَت منه.
  وقال المُفَضَّل الضَّبِّيّ: يقال: أَدْرِكْ عَنَاقَكَ لا يُمَرِّثُوا، قال: والتَّمْرِيثُ أَنْ يَمْسَحَها القَومُ بأَيْدِيهِم وفيها غَمَرٌ فلا تَرْأَمْها [أُمُّها](٥) من رِيحِ الغَمَرِ.
  ومن ذلك ما جاءَ في الحديث: «أَنّ النبيَّ ﷺ أَتَى السِّقَايَةَ وقال: اسْقُونِي، فقال العبّاس: إِنّهم قد مَرَّثُوه وأَفْسَدُوه» قال شَمرٌ: مَرَّثُوهُ أَي وَضَّرُوه ووَسَّخُوه بإِدخالِ أَيْدِيهِم الوَضِرَةِ، قال: ومَرَّثَه ووَضَّرَه واحدٌ، كذا في اللّسان.
  والمِمْرَثُ، كمِنْبَرٍ من الرّجالِ: الصَّبُورُ على الخِصَامِ، والجمعُ مَمارِثُ.
(١) عن اللسان والصحاح، وبالأصل: يمرث.
(٢) الأصل واللسان، وفي الصحاح: مرده، بالدال.
(٣) الأصل واللسان، وفي التهذيب: «بالتاء» خطأ.
(٤) الأصل والتهذيب واللسان، وفي التكملة: لا ثُمَرِّثْهُ.
(٥) زيادة عن التهذيب واللسان.