تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كرنس]:

صفحة 446 - الجزء 8

  والكَرْكَسَةُ: تَدَحْرَجُ الإِنْسَان من عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ، وقد تَكَرْكَسَ، نقلَه ابنُ القَطَّاع وابنُ دُرَيْدٍ.

  وقال الصّاغَانيُّ: التَّكَرْكُسُ: السّكوت فِيما فيه الإِنْسَانُ.

  وذكرَ ابنُ فارسٍ المُكَرْكَسَ في كَرَسَ، وجَعَلَ الكافَ مكرَّرةً، ويَكُونُ وَزْنُه عنْدَهُ: مُفَعْفَلاً⁣(⁣١).

  [كرنس]: الكِرْنَاسُ، بالنُّون، أَهمله الجَوْهَريُّ، وذكر الزَّمَخْشَريُّ أَنَّه في كِتاب العَيْن في الرُّباعيِّ، لُغَةٌ في الكِرْباس، بالباءِ، هكذا في سائر النُّسَخ، وصوابُه: باليَاءِ، أَي التَّحْتيَّة.

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الكِرْناسُ: أَرْدَبَّةٌ تُنْصَبُ على رأْسِ بَالُوعَةٍ، والجَمْع: كَرَانِيسُ. قال الصّاغَانيُّ: وهو تَصْحيفُ كرْياسٍ، بالياءِ⁣(⁣٢). قلتُ: وهي لُغَةٌ صَحيحَةٌ ذَكَرَها اللَّيْثُ في العَيْن، وليس بتَصْحيفٍ كما زَعَمَه الصّاغَانِيُّ، فتأَمَّلْ، والعَجَبُ منه أَنّهُ نَقَلَه عن اللَّيْثِ في العُبَابِ، وأَثْبَتَه ولم يَقُلْ إِنَّه تصحيفٌ.

  [كسس]: الكَسُّ: الدَّقُّ الشَّديدُ، كَسَّ الشَّيْءَ يَكُسُّه كَسًّا: دَقَّه دَقًّا شَدِيداً، كالكَسْكَسَةِ، وهذه عن ابن دُرَيْدٍ⁣(⁣٣).

  وكَسِسُّ، بالكسر وبالفَتْح: د، قُرْبَ سَمَرْقَنْدَ، ولا تَقُلْ بالشّين المُعْجَمَة، فإِنَّهَا تصحيفٌ، والصَّواب الكَسْرُ مع الإِهْمَال، وأَمَّا التي هي بالفَتْح مع الإِعْجَام، فهي قَريةٌ على ثَلاثَةِ فَرَاسخَ من جُرْجَانَ، عَلَى الجَبَل، سَتُذْكَر في موضعها إِنْ شاءَ الله تعالَى.

  وكِسُّ، بالكسر: د، بأَرْضِ مَكْرَانَ، مُعَرَّب كِج، وتُذْكَرُ مع مَكْرَانَ غالباً.

  والكُسُّ، بالضّمّ: اسمٌ للْحِرِ، أَي الفَرْج من المَرْأَة، وليس من كَلامهم القَديم، إِنَّمَا هُوَ مُوَلَّدٌ، كما حقَّقَه ابنُ الأَنْبَاريِّ، وقال المُطَرِّزيُّ: هو فارسي، مُعَرَّبُ كوز. وفي شِفاءِ الغَليل للخَفاجيّ: قالَ الصّاغَانِيُّ في خَلْقِ الإِنْسَانِ: لم أَسْمَعْه في كلامٍ فَصِيحٍ ولا شِعْرٍ صَحِيحٍ إِلاّ في قوِله:

  يا قَوْمِ مَنْ يَعْذِرُنِي مِن عِرْسِ ... تَغْدُو وما أَذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ

  عَلَيَّ بالعِقَابِ حَتَّى تُمْسِي ... تَقُولُ لا تَنْكِح غَيْرَ كُسِّي

  وقال بَعْضُهم: إِنّه عربيٌّ، وإِليه ذَهَبَ أَبو حَيّانَ، وأَنْشَدَ قولَ الشاعر:

  يا عَجَباً للسَّاحِقَات الدُّرْس ... والجَاعلاتِ الكُسَّ فَوْقَ الكُسِّ

  قال شيخُنَا: أَي ذَكَرَه في تَفْسيره الكَبير المُسَمَّى بالبَحْر، عند قوله تعالى. {وَاللاّتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ}⁣(⁣٤). قال: المُرَادُ بها السَّحْق، وهو حَكُّ المَرْأَةِ فَرْجَها بفَرْجِ مِثْلِهَا، ثمَّ أَنْشَدَ البيتَ نقلاً عن النّحّاس أَنَّه سَمِعَه من كلامِ العَرَب.

  قلتُ: ويَقْرُب ممّا أَنْشَدَه أَبُو حَيّانَ قولُ أَبي نُوَاس:

  قَبَحَ الإِلهُ سَوَاحقَ الدُّرْسِ ... فلَقَدْ فَضَحْنَ حَرَائرَ الإِنْسِ

  هَيَّجْنَ حَرْباً لا سِلاحَ بهَا ... إِلاّ قِرَاعَ التُّرْسِ بالتُّرْسِ

  وقد تَوَلَّع المُوَلَّدُونَ بذِكْره في أَشْعَارهم كثيراً، فمن ذلكَ قولُ بَعْضهم:

  غايَةُ ما تَشْتَهيه نَفْسِي ... منَ الأَمَانِي لقَاءُ كُسِّ

  إِذا الْتَقَى شَعْرُ شِعْرتَيْنَا ... مِنْ نَتْفِ خَمْسٍ وحَلْقِ أَمْسِ

  حَسبت بالشِّعْرَتَيْن منَّا ... خُوصاً عَلَتْهُ يَدُ مِجسِّ

  وقال آخَرُ:

  يقُولُون نَيْكُ الكُسِّ أَشْهَى وأَطْهَرُ ... فقُلْتُ لَهُم أَيْرِي عَن الكُسِّ يَصْغُرُ

  وقالَ آخَرُ:

  الأَيْرُ للْحِجْر حَرْبَةٌ نُدِبَتْ ... لَوْ كانَ للْكَسِّ كانَ كالْفاسِ


(١) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «مفعلا».

(٢) ورد في التكملة في مادة كرفس: الكرفاس، بالفاء عن ابن عباد. إردبة ... وهو تصحيف كرياس بالياء، وورد قول الزمخشري في اللسان في آخر مادة كرس.

(٣) الجمهرة ١/ ٥٩.

(٤) سورة النساء الآية ١٥.