تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حذمر]:

صفحة 259 - الجزء 6

  وعُمَرُ بن محمّدِ بنِ عليِّ بنِ حَيْذَرٍ - بالذّال المعجَمة -: محدِّثٌ عن أَبي الخَيْرِ بنِ أَبي عِمْرَانَ، هكذا ضَبَطَه تلميذُه الإِمامُ أَبو القاسمِ ابنُ عَساكِرَ في تاريخ دمشقَ. قال الحافظُ: وهو نَقطَها. قلْت: فالعُهْدَةُ عليه.

  والمُحَاذَرَةُ والحِذَارُ بين اثْنَيْنِ كما هو مُقْتَضَى بابِ المُفَاعَلَةِ.

  * وممّا يُستدرَك عليه:

  التَّحْذِيرُ: التَّخْوِيفُ.

  وفي الكتاب العزيز: {وَإِنّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ}⁣(⁣١) وقُرِئَ: «حَذِرُونَ» و «حَذُرُونَ» أَيضاً، بضمِّ الذّالِ، حكاه الأَخْفَشُ، ومعنَى: حاذِرُونَ: مُتَأَهِّبُون، ومعنَى: حَذِرُون: خائِفُون، وقيل: مُعِدُّونَ. ورُوِيَ عن ابن مسعودٍ أَنه قال: مُؤْدونَ: ذوو⁣(⁣٢) وأَداة من السِّلاح.

  وقال الزَّجّاج: الحاذِرُ: المُسْتَعِدُّ.

  والحَذِرُ: المُتَيَقِّظُ.

  وقال شَمِرٌ: الحاذِرُ: المُؤْدِي، الشّاكُّ في السِّلاح، وأَنشدَ:

  وبِزَّةٍ فَوقَ كَمِيٍّ حاذِرِ ... ونَثْرَةٍ سَلَبْتُها عن عامِرِ

  وحَرْبَةٍ مثْلِ قُدَامَى الطَّائِرِ

  وقولُه تعالَى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ}⁣(⁣٣) أَي يُحَذِّرِكم إِيّاه.

  وعن أَبي زَيْد: في العَيْن الحَذَرُ، وهو ثِقَلٌ فيها مِن قَذًى يُصِيبُها.

  وقد حَذَّرَه الأَمْرَ.

  وتقول: سُمِعَتْ حَذَارِ في عَسْكَرِهم، ودُعِيَتْ نَزَالِ بينهم.

  وسَمَّوْا مَحْذُوراً. وكَعْبُ بنُ الحُذَاريَّة، له صُحْبَةٌ وذِكْرٌ في حديثٍ لابنِ رَزِينٍ العُقَيْلِيِّ.

  [حذفر]: الحُذْفُورُ، كعُصْفُورٍ: الجانِبُ والنّاحِيَةُ، كالحِذْفارِ، نقلَه أَبو العَبّاس مِن تَذْكِرَةِ أَبي عليٍّ.

  والحُذْفُورُ الشَّرِيفُ وهم الحَذَافِيرُ.

  والحُذْفُورُ: الجَمْعُ الكثيرُ.

  وفي النوادر: يقال جَزْمَرَ العِدْلَ والعَيْبَةَ والثِّيَابَ والقِرْبَةَ، وحَذْفَرَه وحَزْفَرَه، كلُّهَا بمعنًى واحدٍ: مَلأَه.

  ويقال: أَخَذَهُ بحُذْفُورِه وبحِذْفارِه وبحَذَافِيرِهِ؛ أَي أَخَذَه بأَسْرِه - ومنه قولُهم: فقد أُعْطِيَ الدُّنْيَا بحَذافِيرِها؛ أَي بأَسْرهَا - أَو بجَوانِبِه، وبه فُسِّرَ الحديثُ: «فكأَنَّمَا حِيزَتْ له الدُّنْيا بحَذَافِيرِها»، أو بأَعالِيه نَقَلَه الفَرّاءُ. وفي حديث المَبْعَثِ: «فإِذا نحنُ بالحَيِّ قد جاءُوا بحَذافِيرِهم؛» أَي جَميعهم.

  ويقال: أَخَذَ الشيْءَ بجُزْمُورِه وجَزامِيرِه، وحُذْفُورِه وحَذافِيرِه، أَي بجَمِيعِه وجَوانِبِه.

  والحَذافِيرُ: الأَشرافُ، وقيل: هم المُتَهَيِّئُون للحَرْبِ.

  ومنه قولُهم: اشْدُدْ حَذافِيرَكَ. أَي تَهَيَّأْ للحَرْبِ وغيرِها.

  وحُذَافِرُ بنُ نَصْرِ بن غانِمٍ العَدَويُّ، أَدْرَكَ النبيَّ .

  قال الزُبَيْرُ: تُوفِّيَ في طاعُون عمَوَاسَ⁣(⁣٤).

  [حذمر]: الحِذْمِرُ - بالكسر - أَهمله الجوهَرِيُّ، وقال الصَّاغانيّ: هو القَصيرُ. كالحِذْرِم.

  ويقال: أَخَذَه بحَذامِيرِه وحُذْمورِه وجَزَامِيرِه وجُزْمُورِه، أَي بأَسْرِه كحَذافِيرِه، وقيل: بجَوانِبِهِ.

  وقال بعضُهم: إِذا لم يَدَعْ منه شيئاً.

  [حرر]: الحَرُّ: ضِدُّ البَرْدِ، كالحُرُور - بالضمِّ - والحَرَارَةِ - بالفتح - والحِرَّةِ، بالكسر - ج حُرُورٌ - بالضمّ - وأَحارِرُ على غير قياس؛ مِن وَجْهَيْنِ: أَحدُهما بِناؤُه والآخَرُ تَضْعِيفُه، قال ابن دُرَيْدٍ: لا أَعرفُ ما صِحَّتُه، كذا نَقَلَه الفِهْرِيُّ في شَرْح الفَصِيح عن المُوعب، والعالم، والمُخَصّص، وهم نَقَلُوا عن أَبي زَيْدٍ أَنه قال: وزَعَمَ قومٌ


(١) سورة العشراء الآية ٥٦.

(٢) عن التهذيب، وبالأصل: «ذو» خطأ.

(٣) سورة آل عمران الآية ٢٨.

(٤) رويت عمواس بكسر أوله وفتحه.