تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مغر]:

صفحة 491 - الجزء 7

  ومن المَجَاز: أَمْعَرَ الرَّجُلُ إِمْعَاراً: افْتقَرَ وفَنِيَ زَادُه، يُقال: وَرَدَ رُؤبةُ ماءً لعُكْل وعليه فتِيَّةٌ تسْقِي صِرْمَةً لأَبيها فأُعْجِب بها فخطَبَهَا فقالت: أَرى سِنًّا فهل مِنْ مال؟ قال: نعم قطعةٌ من إِبلٍ. قالت: فهَلْ من وَرِق؟ قال: لا.

  قالت: يا لَعُكْلٍ أَكِبَراً وإِمْعَاراً⁣(⁣١)؟ كمَعَّرَ تمْعيراً، ومَعَرَ، الأَخيرَة في اللّسَان والأَساس: وفي الحَديث: «ما أَمْعَرَ الحَجّاج⁣(⁣٢) قطُّ» أَي ما افَتقرَ حتَّى لا يَبْقَى عنده شْيءٌ.

  والحَجَّاج: المُدَاوم للحَجّ. والمَعْنى: ما افْتقر مَنْ يَحُجُّ.

  وأَصله من مَعَرِ الرّأْسِ، وهو قِلّة شَعره.

  ومن المَجاز: أَمْعَرَت الأَرْضُ: لم يَكُنْ هكذا في النُّسَخ. وفي اللسان: لم يَكُ فيها نَبَاتٌ. أَو أَمْعَرَت الأَرضُ: قَلَّ نَبَاتُهَا، ضدّ أَمرَعَت، قاله ابنُ القَطَّاع. وأَمْعَرَهُ غيرُه: سَلَبَهُ مالَهُ فأَفقَرَهُ.

  ومن المَجاز: أَمْعَرَت المَوَاشِي الأَرْضَ، إِذا رَعَتْهَا، أَي شَجَرَهَا، فلَمْ تَدَعْ بها مَرْعًى. وعبارَة اللسان: فلم تَدَعْ شيئاً يُرْعَى. ومثله في التكملة. وقال الباهلّي في قول هِشَام أَخِي ذي الرُّمَّة:

  حَتَّى إِذا أَمْعَرُوا صَفْقَى مَباءَتهِمْ ... وَجرَّدَ الخَطْبُ أَثْباجَ الجَرَاثِيمِ

  قال: أَمْعَرُوه: أَكَلُوه.

  ومن المَجَاز: المَعِرُ، ككَتِفٍ: البَخِيلُ القَلِيلُ الخَيرِ النَّكِدُ، تقول: هو زَعِرٌ مَعِرٌ كأَنّه عَيْرٌ نَعِرٌ. والمَعِر أَيضاً: الكَثِيرُ اللَّمْسِ للأَرضِ.

  ومن المَجاز: مَعَّرَ وَجْهَهُ تَمْعِيراً، إِذَا غَيَّرَهُ غَيْظاً فتَمَعَّرَ لَوْنُه ووَجهُه، إِذا تَغَيَّرَ وعَلَتْه صُفْرةٌ. وأَصلُه قِلّةُ النَّضارةِ وعَدمُ إِشراقِ اللَّوْنِ، من قولهم: مكانٌ أَمْعَرُ⁣(⁣٣). ومَنْ قاله بالغَيْن المعجمة فقد حَرَّفَه، وغَلِطَ فيه، كما في دُرَّة الغَوّاص وشُروحه. وإِنْ زعمَ بعضٌ صِحَّتَه على التَّشْبِيه بالمَغْرَة، واختاره الجَلالُ في التَّوْشِيح، قاله شَيْخُنَا.

  وبه مُعْرَةٌ، بالضمّ: اسم للَّوْن يَضْرِبُ إِلى الحُمْرَة، إِن لم يكن تَصحِيفاً عن المُغْرَة.

  وقال ابنُ الأَعْرَابيّ: المَمْعُور: المُقَطِّبُ غَضَباً لله تعالى.

  وخُلُقٌ مَعِرٌ زَعِرٌ، ككَتِف، وفيه مَعَارَةٌ، هكذا في النُّسخ، وهو مأْخوذٌ من التَّكْملَة ونَصُّه: خُلُقٌ مَعِرٌ زَعِرٌ فيه مَعَارَةٌ.

  * وممّا يُسْتَدْرك عليه:

  تَمَعَّرَ رَأْسُه إِذا تَمَعَّط. وشَعرُه: تَسَاقَطَ.

  وأَرضٌ مَعِرَةٌ، إِذا انْجَردَ نَبْتُهَا وأَرضٌ مَعِرَةٌ: قليلةُ النَّبَاتِ.

  وأَمْعَرَ القَومُ، إِذا أَجْدَبُوا.

  والأَمْعَرُ، المَكَانُ القَلِيلُ النّبَاتِ، وهو الجَدْب الذي لا خِصْبَ فيه.

  ورَجُلٌ مَعِرٌ: قَلِيلُ اللَّحْمِ.

  وأَمْعَرْنَا: وَقَعْنا في أَرْضٍ مَعِرَةٍ، أَو أَصَبْنَا جَدْباً.

  ومُعَيْرَةُ، مصغَّرةً: ابْنَةُ حَسّان التَّمِيمِيَّة، تَرْوِي عن أَنَس بن مالِك، وعنها أَخوهَا الحَجَّاجُ بنُ حَسَّان التَّميميّ، أَوردَها ابنُ حِبّان في الثِّقات.

  [مغر]: المَغْرَةُ، بالفَتْح ويُحَرَّكُ: طِينٌ أَحْمَرُ يُصْبَغ به.

  والمُمَغَّرُ، كمُعَظَّمٍ: الثَّوبُ المَصْبُوغُ بها. وبُسْرٌ مُمَغِّر⁣(⁣٤) كمُحَدِّث: لَوْنُه كلَوْنِهَا. والأَمْغَرُ جَمَلٌ على لَوْنَهَا.

  والمَغَرُ، مُحَرَّكَةً، والْمُغْرَة، بالضمّ: لَوْنٌ إِلى الحُمْرَة.

  وفَرسٌ أَمْغَرُ، من ذلك وقيل: الأَمْغَر: الذي لَيْسَ بنَاصِعِ الحُمْرَةِ وليستْ إِلى الصُّفْرة. وحُمْرَتُه كلَوْن المَغْرَة، ولون عُرْفِه ونَاصِيَتِه وأُذُنَيْه كلَوْنِ الصُّهْبَةِ ليس فيها من البَيَاض شْيءٌ. أَو المُغْرَة: شُقْرَةٌ بكُدْرَة. والأَشْقر الأَقْهَب، دون الأَشْقَر في الحُمْرَة، وفوق الأَفْضَح. ويُقَال: إِنَّه لأَمْغَرُ أَمْكَرُ، أَي أَحمَرُ. والمَكْرُ⁣(⁣٥): المَغْرَةُ.

  وقال الجوهَريّ: الأَمْغَرُ من الخَيْل نحوٌ من الأَشْقَر، وهو


(١) بعدها في اللسان: فقال رؤبة:

لما ازدرت نقدي وقلّت إِبلي ... تألفت واتصلت بعكل

خطبي وهزت رأسها تستبلي ... تسألني عن السنين كم لي؟

(٢) في اللسان: «حجّاج»، وفي النهاية: حاجّ.

(٣) بعدها في النهاية واللسان: وهو الجدب الذي لا خصب فيه.

(٤) ضبطت بالقلم في اللسان بفتح الغين المشددة.

(٥) في التهذيب: والمكرة: المغرة.