تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بعزج]:

صفحة 298 - الجزء 3

  وبَعَّجَ المَطَرُ تَبْعيجاً في الأَرْضِ: فَحَصَ الحِجَارَةَ لِشدَّةِ وَقْعِه.

  وَبَعَجَ الأَرْضَ آباراً: حَفَر فيها آباراً كَثِيرَة.

  وابنُ باعِجٍ: رجلٌ، قال الرّاعي:

  كأَنَّ بقايا الجَيْشِ جَيْشِ ابنِ باعِجٍ ... أَطافَ بِرُكْنٍ من عَمَايَةَ فاخِرِ

  ويقال: بَعَجَتْ هذه الأَرْضَ أَي تَوَسَّطَتْها⁣(⁣١)، وكلّ ذلك في اللّسَان.

  [بعزج]: ومما استدركه شيخنا.

  البَعْزَجَةُ، وهي: شِدَّةُ جَرْيِ الفَرَسِ.

  قال السُّهَيْلِيّ: كأَنَّه مَنْحُوتٌ من أَصْلَيْنِ: بَعَجَ، إِذا شَقَّ، وعَزّ، إِذا غَلَب.

  قلت: وفي اللّسان: بَعْزَجَةُ اسمُ فَرَسِ المِقْدادِ. شَهِدَ عليها يومَ السَّرْحِ، زاد شيخنا عن الرَّوْض: قيل: اسْمُها سَبْحَةُ.

  [بغج]: * ومما يستدرك عليه أَيضاً: بَغَجَ الماءَ، كغَبَجَهُ.

  والبُغْجَةُ، كالغُبْجَةِ.

  [بغنج]: التَّبَغْنُجُ، هكذا بتقديم الموحّدة على الغين: أَشَدُّ حالا من التَّغَنُّجِ فإِن زيادةَ البِنْيَةِ تَدلّ على زيادةِ المَعْنَى في الأَكثر، والمشهورُ على أَلسنَةِ الناسِ التَّمَغْنُجُ، بالميم بدل الموحّدة.

  [بلج]: بَلَجَ الصُّبْحُ يَبْلُجُ بالضّمّ، بُلُوجاً: أَسفَرَ، وأَضاءَ وأَشْرَقَ، والبُلُوجُ: الإِشْراقُ، كانْبَلَجَ، وتَبَلَّجَ.

  وأَبْلَجَتِ الشَّمْسُ: أَضاءَتْ، وأَبْلَجَ الحَقُّ: ظَهَرَ، وهو مَجاز.

  وكُلُّ مُتَّضِحٍ أَبْلَجُ من صُبْحٍ وحَقٍّ وأَمْرٍ ووَجْهٍ وغيرِها.

  والابْلِيلاجُ، كذا في نسختنا، وفي أَخرى الابْلِيجَاجُ⁣(⁣٢)، وفي أَخرَى غيرِهَا الابْلِجاجُ: الوُضُوحُ وكلُّ شيْءِ وَضَحَ فقد ابْلاجَّ ابْلِيجَاجاً.

  وابْلاجَّ الشيءُ: أَضاءَ.

  ولَقِيتُه عند البُلْجَةِ، وسَرَيْتُ الدُّلْجَةَ والبُلْجَةَ حتّى وصَلْتُ، وهو بالضّمّ وسَقطَ ذلك من بعضِ النسَخ، وهو آخِرُ اللّيْلِ عند انْصِداعِ الفَجْرِ، يقال: رأَيتُ بُلْجَةَ الصُّبحِ، إِذا رأَيتَ الضَّوء، ويُفْتَحُ،

  ففي الحدِيث: «ليلَةُ القَدرِ بَلْجَة»، أَي مُشْرِقَة.

  وفي اللسان: البَلْجَةُ، بالفتح، والبُلْجَةُ، بالضّمّ: ضَوءُ الصُّبحِ.

  والبُلْجَةُ⁣(⁣٣) والبَلَجُ: تَباعُدُ ما بين الحاجِبَينِ، وقيل: ما بينَ الحاجِبَينِ إِذا كَانَ نَقِيًّا من الشَّعَر.

  وفي الصّحَاح والأَساسِ⁣(⁣٤): البُلْجَةُ كالفُرْجَةِ: نَقَاوَةُ ما بَينَ الحاجِبَينِ.

  بَلِجَ بَلَجاً، وهو أَبْلَجُ بَيِّنُ البَلَجِ مُشْرِقٌ، والأَنْثَى بَلْجَاءُ، وما أَحْسَنَ بُلْجَتَه، ويقال: رَجُلٌ أَبْلَجُ، إِذا لم يَكُنْ مَقْرُوناً، وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ - في صِفة النّبي -: «أَبْلَجُ الوَجْهِ» أَي مُسْفِرُه مُشْرِقُه، ولم تُرِدْ بَلَجَ الحواجِبِ؛ لأَنّها تصفُه بالقَرَنِ⁣(⁣٥)، والأَبْلَجُ الذي قد وَضَحَ ما بين عيْنَيْهِ⁣(⁣٦) ولم يكنْ مَقْرُونَ الحَاجِبَيْنِ، فهو أَبْلَجُ.

  وقيل: الأَبْلَجُ: الأَبْيَضُ الحَسَنُ الواسعُ الوَجْهِ، يكون في الطُّول والقِصَرِ.

  وقال غَيْرُه: يقال للرّجُلِ الطَّلْقِ الوَجْهِ: أَبْلَجُ بَلْجٌ وَرَجُل أَبْلَجُ، وبَلْجٌ، وبَلِيجٌ: طَلْقٌ بالمعروف، قالت الخَنْسَاءُ.

  كأَنْ لَمْ يَقُلْ أَهْلاً لِطَالِبِ حاجَةٍ ... وكان بَلِيجَ الوَجْهِ مُنْشَرِحَ الصَّدْرِ


(١) عبارة اللسان: بعجت هذه الأرض عذاة طيبة الأرض أي توسطتها.

(٢) في القاموس واللسان: الابليجاج. ومثلهما في الصحاح.

(٣) في المطبوعة الكويتية: «البلحة» بالحاء المهملة تصحيف.

(٤) العبارة ليست في الأساس، وهي مثبتة في الصحاح واللسان عن الجوهري.

(٥) هذا قول أبي عبيد كما في الصحاح.

(٦) الأصل والتهذيب، وفي اللسان: حاجبيه.