تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[موص]:

صفحة 365 - الجزء 9

  قال الصَّاغَانِيُّ: والرِّوَايَةُ: الهَبَصَى، مِثْل الجَمَزَى.

  وأَنْشَدَهُ الأَزْهَرِيُّ وابْنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣١) على الصِّحَّة. ويُعَدِّي بمَعْنَى يَعْدُو، يَعْنِي رَطْباً يَزْلَقُ من اليَدِ⁣(⁣٢).

  ويا ابْن مَلاَّصٍ، ككَتَّانٍ: شَتْمٌ، نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ عن ابْنِ عَبَّادٍ.

  ورَجُلٌ أَمْلَصُ الرَّأْسِ: أَثْلَطُهُ، عن ابنِ عَبّادٍ.

  وفي الصّحاح: سَيْرٌ إِمْلِيصٌ: سَرِيعٌ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرّيّ:

  فما لَهُمْ بالدَّوِّ مِنْ مَحِيصِ ... غيْر نَجَاءِ القَرَبِ الإِمْلِيصِ

  وقال أَبو عَمْرٍو: المَلِصَةُ، كزَنِخَةٍ: الأَطُومُ من السَّمَكِ، وكذلك الزَّالِخَةُ.

  وفي الأَسَاس: مَلِصَتِ السَّمَكَةُ من يَدِي، وانْمَلَصَتْ: انْفَلَتَتْ وزَلِقَتْ، والسَّمَكَةُ مَلِصَةٌ.

  وأَمْلَصَت المرأَةُ، كما للجَوْهَرِيّ، وزَادَ غيْرُه: والنَّاقَةُ: أَلْقَتْ وَلَدَها مَيِّتاً وفي الصّحاح: أَيْ أَسْقَطَتْ، وهِيَ مُمْلِصٌ، والجَمْعُ مَمَالِيصُ، بالياءِ. فإِن اعْتَادَتْه فمِمْلاصٌ، والوَلَد مُمْلَصٌ ومَلِيصٌ.

  وأَمْلَصَ الشَّيْءُ إِمْلاصاً: أَزْلَقَ. ومنهُ قَوْلُ ابنِ الأَثِيرِ في تَفْسِير حَدِيثِ المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْه: «المَرْأَةُ الحَامِلُ تُضْرَبُ فتُمْلِصُ جَنِينَها» أَي تُزْلِقُهُ لِغَيْرِ تَمَامٍ. وقال أَبُو العَبَّاسِ: أَمْلَصَتْ بِهِ، وأَزْلَقَتْ به، وأَسْهَلَت به، وحَطَأَتْ به، بمَعْنَىً وَاحِدٍ. ويُقَال أَيْضاً إِذا أَلْقَتْ وَلَدَهَا: أَلْقَتْهُ مَلِيصاً، ومَلِيطاً، ومُمْلَصاً. والمَلِيصُ: أَحدُ ما جَاءَ على فَعِيلٍ من أَفْعَل.

  وتَمَلَّصَ الرِّشَاءُ من يَدِي، وتَفَلَّصَ، أَي تَخَلَّصَ، وتَمَلَّصْتُ منه: تَخَلَّصْتُ. يُقَال: ما كِدْت أَتمَلَّصُ منه.

  وقال اللّيْثُ: إِذا قَبَضْتَ على شَيْءٍ فانْفَلَتَ من يَدِكَ قُلْتَ: انْمَلَصَ من يَدِي انْمِلاصاً، وانْمَلخ، بالخاءِ. وقال الجَوْهَرِيّ: انْمَلَص الشَّيْءُ: أَفْلَتَ، وتُدْغَم النُّونُ في المِيمِ. وقال غيْرُه: وكذلِكَ انْفَلَصَ، وقد فَلَّصْتُه ومَلَّصْتُه.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:

  المَلَصُ، بالتَّحْرِيك: الزَّلَقُ، كما في الصّحاح. ورِشَاءٌ مَلِيصٌ، كمَلِصٍ.

  والمُمْلَصُ، كمُكْرَمٍ: السِّقْطُ.

  وتَمَلَّصَ الشَّيْءُ من يَدِي: زَلَّ انسِلَالاً لمَلَاسَتِهِ، وخَصَّ اللِّحْيَانِيّ به الرِّشَاءَ، والحَبْلَ، والعِنَانَ.

  والمَلْصُ، بالفَتْح: العُرْيَانُ، وهو مَجاز، كأَنَّه خَرَجَ من ثِيَابِهِ، كالحَبْلِ خَرَج مِنْ زِئْبِرِهِ.

  ومَلْصٌ: اسمُ مَوْضِع، أَنْشَدَ أَبُو حَنِيفَةَ:

  فما زالَ يَسْقِي بَطْنَ مَلْصٍ وعَرْعَراً ... وأَرْضَهُمَا حَتَّى اطْمَأَنَّ جَسِيمُهَا

  أَي انْخَفَضَ ما كانَ مِنْهُمَا مُرْتَفِعاً.

  وبنو مُلَيْصٍ، كزُبَيْرٍ: بَطْنٌ من العَرَبِ، عن ابن دُرَيْد.

  وأَمْلَصَ الرَّجُلُ: افْتَقَر، كأَمْلَطَ.

  والأَمْلَصُ: الرَّطْبُ اللَّيِّنُ.

  وَمَلَصَ مَلْصاً: وَلَّى هارِباً كمَلَزَ مَلْزاً.

  وفي هُذَيْلٍ: مِلَاصُ بنُ صَاهِلَةَ بنِ كَاهِلٍ، بَطْنٌ، منهم أَبو دَرَّةَ⁣(⁣٣) الهُذَلِيّ.

  [موص]: المَوْصُ: غَسْلٌ ليِّنٌ، قال فُضَيْلٌ: قلْتُ لشَقِيقِ بنِ عْقَبَةَ: ما مَوْصُ الإِنَاءِ؟ قال: غَسْلُه. مَاصَ الثَّوْبَ يَمُوصُه مَوْصاً: غَسَلَهُ غَسْلاً لَيِّناً. وقيل: هو أَنْ يَجْعَلَ في فِيهِ مَاءً ثُمَّ يَصُبّه على الثَّوْبِ، وهو آخِذُهُ بين إِبْهَامَيْه، يَغْسِلُهُ ويَمُوصُهُ، نَقَلَه اللَّيْثُ. وقال غيرُه: هَاصَهُ ومَاصَهُ بمَعْنىً وَاحِدٍ. وقيل: هو الدَّلْكُ باليَدِ، عن ابنِ دُرَيْدٍ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: المَوْصُ: مُعَالَجَةُ الجَسَدِ. كذا في سَائِر النُّسخ، وفي بَعْضِها: الهَبِيد، وهو الصَّوابُ بالغَسْلِ، وهُم يَمُوصُونَه ثَلاثَ مَوْصَاتٍ، هكذا نَقَلَه ابنُ عَبّاد.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: المَوْصُ: التِّبْنُ، ومَوَّصَ الرَّجُلُ تَمْوِيصاً: جَعَل تِجَارَتَه في التِّبْنَ.


(١) انظر الجمهرة ٣/ ٣١٢ و ٣٦٦.

(٢) الأصل واللسان وفي التهذيب: تزلق منه اليد.

(٣) في المطبوعة الكويتية: «أبو ذرة».