تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شبدع]:

صفحة 232 - الجزء 11

  وِتَسَيَّع البَقْلُ: هاجَ.

  وِسَاعَ الشَّيْءُ يَسِيعُ: ضَاعَ. وأَساعَهُ هو، قال سُوَيْدُ بنُ أَبِي كاهِلٍ:

  وِكَفَانِي الله ما فِي نَفْسِهِ ... وِمَتَى ما يَكِفْ شَيْئاً لم يُسَعْ

  أَي لم يُضَيَّعْ.

فصل الشين المُعْجَمةِ مع العَيْنِ

  [شبدع]: الشِّبْدِعُ، بالدَّالِ المُهْمَلَةِ، كزِبْرِجٍ: العَقْرَبُ⁣(⁣١).

  وِمن المَجَازِ: الشِّبْدِعُ: اللِّسَانُ، تَشْبِيهاً بها، وفي الحَدِيثِ: «مَنْ عَضَّ علَى شِبْدِعِه سَلِمَ من الآثَامِ». قالَ الأَزْهَرِيُّ: أَي لِسَانِه، يَعْنِي سَكَتَ، ولم يَخُضْ مع الخَائضِينَ، ولم يَلْسَعْ به النّاسَ، لأَنَّ العَاضَّ على لِسَانِه لا يَتَكَلَّمُ، ومنه قَوْلُ الشّاعِر:

  عَضَّ على شِبْدِعِه الأَرِيبُ ... فظَلَّ لا يُلْحَى ولا يَحُوبُ

  وِمِن المَجَاز: الشِّبْدِعُ: الدَّاهِيَةُ، وأَصْلُه العَقْرَبُ، وتُفْتَحُ دالهُ، يُقَال: أَلْقَيْتُ عليهِم شِبْدِعاً وشِبْدَعاً، أَي داهِيَةً، عن ابن الأَعْرَابِيّ، ج: شَبَادِعُ، وفي الصّحاح: قال أَبو عَمْرٍو: الشَّبادِعُ: العَقَارِبُ، وَاحِدَتُهَا شِبْدعَة، و [قال] الأَحمرُ مثلُه.

  وقال ابن بَرّيّ الشَّبَادِع: الدَّواهِي، وأَنشد لمَعْنِ بن أَوْسٍ المُزَنِيّ:

  إِذِ النّاسُ ناسٌ والعِبَادُ بقُوَّةٍ ... وِإِذْ نَحْنُ لَمْ تَدْبِبْ إِلينَا الشَّبَادِعُ

  قلت: ويُرْوَى: «والبِلادُ بعِزَّة» كما تَقَدَّم في «م ى ط»⁣(⁣٢).

  [شبع]: الشَّبْعُ، بالفَتْحِ، عن ابْنِ عَبّاد، وقالَ شَيْخُنَا: ذِكْرُ الفَتْحِ مُسْتَدْرَكٌ لما تَقَرَّر، وكعِنَبٍ: ضِدُّ الجُوع، وعَلَى الثّانِيَةِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، يُقَال: شَبِعَ، كسَمِنَ، خُبْزاً ولَحْماً.

  وِشَبِعَ مِنْهُمَا شِبَعاً، وهو مِن مَصادِرِ الطَّبَائِعِ، كما في الصّحاح، ولَمّا ذَهَبَت إِبِلُ امْرِئِ القَيْسِ وبَقِيَتْ غَنَمُه، قال:

  فَتَمْلأُ بَيْتَنَا أَقِطاً وتَمْراً ... وِحَسْبُكَ مِنْ غِنًى شِبَعٌ ورِيُّ

  هكذَا رَواه الأَصْمَعِيُّ وأَبُو عُبَيْدَة، وقال ابنُ دُرَيْدٍ: الشِّبْعُ، بإِسْكَانِ الباءِ وتَحْرِيكها، كما فِي العُبَابِ.

  وِأَشْبَعْتُهُ من الجُوْعِ إِشْبَاعاً، كما، في الصّحاحِ، وقال غيره: أَشْبَعَه الطعامُ والرِّعْيُ.

  وِالشِّبْعُ، بالكَسْر، وكعِنَبٍ، وعلى الأُولَى اقتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ: اسْمُ ما أَشْبَعَكَ من طَعَامٍ وغَيْرِه، وهو شَبْعانُ، وشَابعٌ الأَخِيرُ على الفِعْلِ، وقد سُمِعَ في الشِّعْرِ، ولا يَجُوزُ في غَيْرِه، وهي شَبْعَى وعليه اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ، زاد الصّاغَانِيُّ: وقد يُقَال: شَبْعَانَةٌ.

  وِمن المَجَازِ: الشَّبْعُ: غِلَظٌ في السّاقَيْنِ، ومنه قَوْلُهُم: امْرَأَةٌ شَبْعَى الذِّرَاعِ، أَي ضَخمَتُه، هكَذَا في النُّسَخِ، والصّوابُ: «شَبْعَى الدِّرْعِ» إِذا كانَتْ ضَخْمَةَ الخَلْقِ، كما في اللِّسَانِ والعُبَابِ والأَسَاسِ⁣(⁣٣).

  وِفي الصّحاح: رُبَّمَا قالُوا: امرأَةٌ شَبْعَى الخَلْخَالِ، زادَ غيرُه: وشَبْعَى السُّوَارِ: إِذا كانت تَمْلُأهُما سِمَناً، وكذا: امْرَأَةٌ شَبْعَى الوِشَاحِ، إِذا كانَتْ مُفَاضَةً ضَخْمَةَ البَطْنِ.

  وِالشَّبْعَانُ: جَبَلٌ بالبَحْرِين، بهَجَرَ، يُتَبَرَّدُ بكِهافِه، قال:

  تَزَوَّدْ من الشَّبْعانِ خَلْفَكَ نَظْرَةً ... فإِنّ بِلَادَ الجُوعِ حَيْثُ تَمِيمُ

  وِالشَّبْعَانُ: أُطُمٌ بالمَدِينَةِ لليَهُودِ فِي دِيَارِ أُسَيْدِ بن مُعَاوِيَةَ.

  وِالشَّبْعَى، كسَكْرَى⁣(⁣٤): ة، بدِمَشْقَ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.


(١) في القاموس: «القَرَبُ» وعلى هامشه عن نسخة أخرى «العَقْرب».

(٢) لم يرد هذا البيت في مادة ميط.

(٣) في الأساس: وامرأة سبعى الوشاح والخلخال والدرع إذا كانت سمينة.

(٤) قيدها ياقوت الشبعاء بالمد.