تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فعر]:

صفحة 353 - الجزء 7

  * ومما يُسْتَدْرَك عليه:

  تَفَطَّرَتِ الأَرْضُ بالنَّبَاتِ، إِذا تَصَدَّعَتْ⁣(⁣١).

  والفُطْرُ، بالضَّمّ: ما تَفَطَّر من النَّبَاتِ.

  والفِطْرَةُ⁣(⁣٢)، بالكَسْرِ: الابْتِداعُ والاخْتِرَاع.

  وافْتَطَرَ الأَمْرَ: ابْتَدَعَهُ.

  والفِطْرَةُ: السُّنَّةُ.

  وجَمْعُ الفِطْرَة فِطراتٌ، بفَتْح الطاءِ وسُكُونِهَا وكَسْرِها، وبالثَّلاثَة رُوِيَ حَدِيثُ عليّ ¥: «وجَبّارَ القُلُوب عَلَى فِطَرَاتِهَا».

  وفَطَرَ أَصَابِعَه فَطْراً: غَمَزَها.

  وفَطَرْتُ إِصْبَعَ فُلان، أَي ضَرَبْتُها فَانْفَطَرتْ دَماً.

  وشَرُّ الرَّأْيِ الفَطِيرُ، وهو مَجازٌ. ويُقَال: رَأْيُهُ فَطِيرٌ، ولُبُّه مُسْتَطِيرٌ.

  والفَطِيرُ من السِّيَاطِ: المُحَرَّمُ الَّذِي لم يُمَرَّن دِباغُه⁣(⁣٣).

  وهذا كَلَامٌ يُفْطِرُ الصَّوْمَ، أَي يُفْسِده وبالكَسْرِ: فِطْرُ بنُ حَمّادِ بن واقِدٍ البَصْرِيّ، وفِطْرُ بنُ خَلِيفَةَ، وفِطْرُ بنُ مُحَمَّد العَطَّارُ الأَحْدَبُ، مُحَدِّثون.

  وفُطْرَةُ، بالضَّمّ: قال ابنُ حبيب: في طَيِّئ.

  ومُحَمّدُ بنُ مُوسَى الفِطْرِيّ المَدَنِيّ شيخٌ لِقُتَيْبَة، وآخَرُون.

  [فعر]: فَعَرَ، كمَنَع: أَكَلَ الفَعَارِيرَ، وهي صِغارُ الذَّآنِينِ⁣(⁣٤)، حكاه الأَزهريّ عن ابن الأَعرابيّ، وقد أَهْمَلَه الجوهَرِيّ، أَو الفَعْرُ والفَعَارِيرُ بمَعْنىً، وهي لغَةٌ يمانِيَةٌ، وهو ضَرْب من النَّبْت زَعَمُوا أَنَّه الهَيْشَرُ. قال ابنُ دُرَيْد: ولا أَحُقّ ذلك⁣(⁣٥). قال الأَزهريّ وحِكَايَةُ ابن الأَعرابيّ تُؤَيّد قَوْلَ ابنِ دُرَيْد.

  [فغر]: فَغر فَاهُ، كمَنَع ونَصَرَ، الأَخيرةُ عن أَبِي زَيْدِ⁣(⁣٦)، فَغْراً وفُغُوراً: فَتَحَهُ، قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْر يصف حَمَامَةً:

  عَجِبْتُ لَهَا أَنَّى يَكُونُ غِنَاؤُهَا ... فَصِيحاً ولم تَفْغَرْ بمَنْطِقِهَا فَمَا

  يَعْنِي بالمَنْطِقِ بُكَاءَها. وفي حَدِيث عَصَا مُوسَى #: «فإِذا هِيَ حَيَّةٌ عَظِيمَةٌ فَاغِرَةٌ فَاهَا» كأَفْغَرَهُ، وهذِه نَقَلَها الصاغانيّ عن الزَّجّاج، ففَغَر فُوهُ وانْفَغَرَ: انْفَتَح يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى.

  والفَغْرُ: الوَرْدُ إِذا فَتَّحَ، وقال اللّيْث: إِذا فَغَمَ وفَتَّح⁣(⁣٧).

  قال الأَزهريّ: إِخالُه أَراد الفَغْوَ، بالواو، فصَحَّفه وجَعله راءً. وانْفَغَرَ النَّوْرُ: تَفَتَّح. قلتُ: وسيأْتي فَغْوُ كلِّ شيْءٍ: نَوْرُه.

  والمَفْغَرَةُ، بالفَتْح: الأَرْضُ الواسِعَة، ورُبَّمَا سُمِّيَتِ الفَجْوَةُ في الجَبَلِ إِذا كانَتْ دُونَ الكَهْفِ مَفْغَرَةً، وكُلُّه من السَّعَة.

  والفَغّارُ، كشَدّادٍ، وعليه اقْتَصَرَ ابن دُرَيْدٍ، أَو مِثْل غُرَابٍ: لَقَبُ هُبَيْرَةَ بنِ النُّعْمَان، فارِسٌ، وسُمِّيَ ببَيْتٍ قاله حُجْرٌ الجُعْفيّ فيه:

  فَغَرْتَ لَدَى النُّعْمَان لَمّا رَأَيْتَهُ ... كما فَغَرَتْ للحَيْضِ شَمْطَاءُ عارِكُ⁣(⁣٨)

  قلتُ: والمُفَاخِرُ له عِندَ النُّعْمَان هو حُجْرٌ الجُعْفيّ، قائلُ هذا الشِّعْر، وهو حُجْرُ بنُ حَلِيلَةَ، كما في أَنْسَاب أَبي عُبَيْد القَاسِمِ بنِ سَلام.

  والفاغِرُ: دُوَيْبَةٌ أَبْرَقُ الأَنْفِ، يَلْكَعُ الناسَ، صفةٌ غالِبَةٌ، كالغارِبِ، ودُوَيْبّة أُخْرَى لا تَزالُ فاغِرَةً فاهَا، يُقَال لها الفاغِرُ.

  والفَاغِرَةُ، بهَاءٍ: طِيبٌ، أَي نَوْعٌ منه، أَو الكَبَابَةُ الصِّينِيّ، فإِنّهُ إِذا لَاكَهَا الإِنْسَانُ فَغَرَ فاهُ، أَو أُصولُ النَّيْلُوفَرِ الهِنْدِيّ.


(١) التهذيب: إذا انصدعت.

(٢) في اللسان: «الفَطْر: الابتداء الاختراع، والفِطْرة منه الحالة كالجِلسة والرِّكبة.

(٣) كذا بالأصل، وفي المطبوعة الكويتية: «الذي يمرن بدباغه» تحريف، وعبارة الأساس: وسوطٌ فطير: محرّم لم يمرّن بالدباغ.

(٤) الذآنين: ما ينبت في أصول الشجر، وليس له ورق.

(٥) الجمهرة ٢/ ٣٨٢ وفيها: ولا أعلم صحة ذلك.

(٦) في اللسان: فغر فاه يَفْغَرُه ويَفْغُرُه الأخيرة عن أبي زيد.

(٧) في اللسان: فقّح بالقاف. وفي التكملة فكالأصل.

(٨) عارك أي حائض، يقول: يئست من الحيض فما حاضت فرحت وضحكت، قاله في الجمهرة ٢/ ٣٩٤.