تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لوه]:

صفحة 91 - الجزء 19

  اللهْلَهَةُ: الرجوعُ عن الشيءِ.

  وتَلَهْلَهَ السَّرابُ: اضْطَرَبَ.

  وبَلَدٌ لَهْلَهٌ ولُهْلُهٌ، كجَعْفَرٍ وقُنْفُذٍ: واسِعٌ مُسْتَوٍ يَضْطربُ فيه السَّرابُ.

  واللُّهْلُهُ، بالضمِّ: اتِّساعُ الصَّحراءِ؛ أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ:

  وخَرْق مَهارِقَ ذي لُهْلُهٍ ... أَجَدَّ الأُوامَ به مَظْمَؤُهْ

  وشِعْرٌ لَهْلَهٌ: رَدِيءُ النَّظْمِ.

  واللُّهْلُهُ، بالضمِّ: القَبِيحُ الوَجْهِ.

  [لوه]: لَوْهَةُ السَّرابِ وتَلَوُّهُهُ: أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.

  وفي المُحْكَم: اضْطِرابُه وبَرِيقُه؛ وقد لاهَ لَوْهاً ولَوَهاناً، بالتَّحْرِيكِ.

  وتَلَوَّهَ: اضْطَرَبَ وبَرَقَ؛ والاسمُ اللُّؤُوهَةُ⁣(⁣١)، بالضَّمِّ.

  ويقالُ: رأَيْتُ لَوْهَ السَّرابِ.

  وحكِي عن بعضِهم: لاهَ اللهُ الخَلْقَ يَلُوهُهُم: خَلَقَهُمْ، وذلِكَ غَيْر مَعْروفٍ.

  واللَّاهَةُ: الحَيَّةُ، عن كُراعٍ.

  ومَرَّ عن ثَعْلَب في أَلَهَ: الإلاهَةُ الحَيَّةُ العَظِيمَةُ.

  وقيلَ: اللَّاتُ للصَّنَمِ الذي كانَ لِثَقِيف بالطائِفِ، وبعضُ العَرَبِ يقفُ عليه بالتاءِ، وبعضُهم بالهاءِ؛ منها: أَصْلُه لاهَةٌ، كأَنَّ الصَّنَمَ سُمِّيَ بها، أَي الحَيَّةُ، ثم حُذِفَتْ منه الهاءُ كما قالوا شاةٌ وأَصْلُها شاهَةٌ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما قَضَيْنا بأَنَّ أَلِفَ لَاهَة، التي هي الحَيَّةُ، واوٌ لأنَّ العَيْنَ واواً أَكْثَرُ منها ياءٌ.

  [ليه]: لاهَ يَلِيهُ لَيْهاً: تَسَتَّرَ؛ كما في الصِّحاحِ.

  قالَ: وجَوَّزَ سِيْبَوَيْه اشْتِقاقَ اسمِ الجَلالَةِ منها؛ قالَ الأعْشى:

  كَدَعْوةٍ من أَبي كبار ... يَسْمَعُها لاهُه الكُبارُ⁣(⁣٢)

  أَي إلاهُهُ، أُدْخِلَتْ عليه الأَلِفُ واللامُ فجرَى مَجْرَى الاسْمِ العَلَمِ كالعبَّاسِ والحَسَنِ إلَّا أنَّه خالفَ الأَعْلامَ مِن حَيْثُ كان صفَةً.

  ولاهَ يَلِيهُ لَيْهاً: عَلَا وارْتَفَعَ.

  و⁣(⁣٣) سُمِّيَتِ الشَّمْسُ إلَاهَةً⁣(⁣٤) لارْتِفاعِها في السَّماءِ.

  * قُلْتُ: مَرَّ للمصنِّفِ الاهة الشمس في «أ ل هـ».

  وقالَ الجوْهرِيُّ: كأَنَّهم سمّوها إلاهَةً لتَعْظِيمِهم لها في عبادَتِهم إيَّاها.

  وقالَ شيْخُنا: الاشْتِقاقُ يُنافِيه، فإنَّ الهَمْزَةَ في الإلاهَةِ هي فاءُ الكَلِمَةِ فهو اشْتِقاقٌ بَعِيدٌ لا يصحُّ إلَّا بتَكَلّف بل لا يَصحّ.

  * قُلْتُ: وكانَ أَصْلَه لاهَةٌ أُدْخِلَت عليه الأَلِفُ واللامُ فجرَى مَجْرَى الاسْمِ العَلَمِ، كما قُلْنا في اشْتِقاقِ اسْمِ الجَلالَةِ، فعلى هذا يصحُّ ذِكْرُ الإلاهَة هنا، فتأَمَّلْ.

  وأمَّا لاهُوتُ إن كان من كلامِهِم، أَي العَرَبِ وصَحَّ ذلكَ، فَفَعَلُوتُ من لاهَ، مثل رَغَبُوت ورَحَمُوت، وليسَ بمقْلُوبٍ كما كانَ الطَّاغُوتُ مَقْلوباً؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.

  ولا ينظر لقَوْلِ شيْخِنا، الصَّحِيح أَنَّه مِن مولَّداتِ الصُّوفِيَّة أَخَذُوها مِنَ الكُتُبِ الإسْرائِيلِيَّة.

  وقد ذَكَرَ الواحِدِيُّ أَنَّهم يَقولُونَ للهِ لاهُوت، وللناسِ⁣(⁣٥) ناسُوت، وهي لُغَةٌ عبْرانِيَّة، تَكَلَّمتْ بها العَرَبُ قدِيماً.


(١) في القاموس بدون همزة، والمثبت كعبارة اللسان.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٧٢ برواية: «أبي رياح» وفي اللسان: «أبي رباح» وفي الصحاح:

كحلفة من أبي رياح

وفي التهذيب:

بحلفة من أبي رباح ... يسمعها اللهم الكبار

بدون نسبة، قال: وإنشاد العامة «بسمعها لاهه الكبار» قال: وأنشده الكسائي: «يسمعها الله والله كبار»

(٣) على هامش القاموس عن نسخة: به.

(٤) في القاموس: «إلَهَةٌ» وعلى هامشه عن نسخة: «إلاهَةً».

(٥) على هامش القاموس عن الشارح: وللإنسان.