تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مصح]:

صفحة 211 - الجزء 4

  تعالى، أَو هو احتراقُ باطِن الرُّكبةِ لخُشونةِ الثَّوْبِ، أَو هو أَن يمسَّ باطنُ إِحدَى الفَخِذَين باطِنَ الأُخرَى، فيَحدُث لذلك مَشَقٌ وتَشقُّق. وقد مَشَح، لغة في المهملة وقد تقدّم.

  وأَمْشَحَتِ السَّنَةُ: أَجْدَبَتْ وصَعُبَتْ. وأَمْشَحَت السَّمَاءُ: تَقَشَّعَ عنها السَّحَابُ.

  * ومما يستدرك عليه:

  عُمارَةُ بن عامر بن مَشِيح⁣(⁣١) بن الأَعور، كأَميرٍ له صُحبة.

  [مصح]: مَصَحَ بالشّيْءِ، كمَنع يَمصَحُ مَصْحاً ومُصُوحاً: ذَهَبَ. وكذا مَصَحَ الشيْءُ، إِذَا ذَهَبَ وانقَطَعَ.

  وكذا مَصَحَ في الأَرْضِ مَصْحاً: ذَهَب. قال ابن سيده: والسِّينُ لغة. والثَّدْيُ، هكذا في الأُصول المصحَّحة بالثاءِ المثلَّثَة والدال المهملة، و: رَشَحَ، بالشِّين المعجمة والحاءِ المهملة، وفي بعضِ الأُصول «رَسَخَ» بالسين المهملة والخاءِ المعجمة. والذي في اللِّسان وغيره من الأُمَّهات⁣(⁣٢): ومَصَحَ النَّدَى، هكذا بالنون والدال يَمصَح مُصُوحاً: رَسَخَ في الثّرَى: ومَصَحَ الثَّرَى مُصُوحاً، إِذا رسَخَ في الأَرض.

  فيحتمل أَن يكون كلامُ المصنّف مُصحَّفاً عن الثّرَى، أَو عن النَّدَى. وذهَبَ وَرَسَخ ضِدّ. ومَصَحَتْ أَشَاعِرُ الفَرَسِ، إِذا رَسَختْ أُصُولُها، وهو قول الشاعر:

  عَبْلُ الشَّوَى ماصِحَةٌ أَشاعِرُهْ

  معناه: رَسَخَت أُصولُ الأَشاعرِ فأَمِنَتْ أَن تُنْتَف⁣(⁣٣) أَو تَنْحصَّ.

  ومَصَحَ الثّوْبُ: أَخْلَقَ ودَرَسَ.

  ومَصَحَ النَّبَاتُ: وَلَّى لَوْنُ زَهْرِه. ومَصَح الزَّهْرُ مُصُوحاً: ولَّى لونُه، عن أَبي حَنيفَةَ. وأَنشد:

  يُكْسَيْنَ رَقْمَ الفَارِسِيِّ كأَنّه

  زَهْرٌ تَتابَعَ لَوْنُه لم يَمْصَحِ

  ومَصَحَ الظِّلُّ مُصُوحاً: قَصُرَ. ومَصَحَ الشَّيْءَ: ذَهَبَ به، والّذي في الصّحاح: مَصَحْت بالشَّيْءِ: ذَهَبْتُ به. قال ابن بَرِّيّ: هذا يَدلُّ على غلطِ النَّضْر بن شُميل في قوله: مصَحَ اللهُ ما بك، بالصاد، ووَجْهُ غلَطِه أَنَّ مَصَحَ بمعنى ذَهَبَ لا يَتَعَدَّى إِلّا بالبَاءِ، أَو بالهَمْزة، فيقال مَصَحْت به، أَو أَمصَحْتُه، بمعنى أَذْهَبْته. قال: والصواب في ذلك ما رَواه الهَرويُّ في الغَريبَين قال: ويقال: مَسَحَ الله ما بك، بالسين، أَي غَسَلَك وطَهَّرَك من الذُّنُوب، ولو كان بالصّاد لقال: مصَحَ الله بما بِك أَو أَمْصَحَ اللهُ ما بكَ.

  ومَصَحَ الضَّرْعُ مُصُوحاً: غَرَزَ وذَهَبَ لَبَنُه. ومَصَحَ لَبَنُ النّاقَةِ: وَلَّى وذَهَبَ كمَصَعَ مُصُوعاً.

  ومَصَح الله تعالَى مَرَضَكَ. ونصُّ عبارةِ ابن سيده: ما بك مَصْحاً: أَذهبَهُ، كَمصَّحَهُ تَمصيحاً⁣(⁣٤).

  والأَمْصَحُ: الظِّلُّ الناقِصُ الرّقيقُ. وقد مَصِحَ كفَرِحَ.

  والذي في الأُمّهَات اللُّغَوية أَنّ مَصَحَ الظِّلُّ من باب «مَنَعَ، فليُنْظَرْ مَع قَول المصنِّف هذا.

  ومما استدركَ المصنّفُ على الجوهريّ: المُصاحَات كغُرَابَاتٍ: مُسُوكُ - جمْع مَسْكٍ وهو الجِلدُ - الفُصْلانِ - بالضّمّ، جمْع فَصِيلٍ: ولَد الناقَةِ - تُحْشَى بالتِّبْنِ فتُطْرَح للنّاقَة لتَظُنَّهَا وَلدَهَا.

  * ومما يستدرك عليه:

  مَصَحَ الكِتَابُ يَمْصَحُ مُصُوحاً: دَرَسَ أَو قَارَبَ ذلك، ومَصَحَت الدّارُ: عَفَتْ. والدّارُ تَمْصَحُ أَي تَدرُس. قال الطِّرِمّاح:

  قِفَا نَسَلِ الدِّمَنَ المَاصِحَهْ

  وهَلْ هِيَ إِن سُئِلَتْ بائحَه

  ومَصَحَ في الأَرضِ مَصْحاً، ذَهَب. قال ابن سيده: والسين لغة.

  [مضح]: مَضَحَ عِرْضَه، كمنَعَ، يَمضَحه مَضْحاً: شانَه وعَابَه، كأَمْضَحَ إِمْضاحاً، كذا عن الأُمويّ. وأَنشَدَ للفرزدق يُخاطب النَّوَارَ امرأَتَه:

  وأَمضَحْتِ عِرْضِي في الحياةِ وشِنْتِني

  وأَوْقَدتِ لي نَاراً بكلِّ مَكانِ


(١) في أسد الغابة: «المسنح» وضبطها بضم الميم وفتح الشين المعجمة وتشديد النون قاله أبو نصر بن ماكولا.

(٢) وفي التهذيب والتكملة أَيضاً.

(٣) في التهذيب والتكملة واللسان: تنتف.

(٤) بالأصل «لمصيحاً».