تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نيلوفر]:

صفحة 550 - الجزء 7

  والتَّنْفِيرُ: زَجْرُ المال ودَفْعُه عن الرَّعْي.

  والنِّفَارُ، ككِتاب: المُنَافَرَة، قال زُهَيْرٌ:

  فإِنَّ الحَقَّ مَقْطَعُه ثَلاثٌ ... يَمِينٌ أَو نِفَارٌ أَو جَلَاءُ

  ونَفَّرَه الشَّيْءَ، وعلى الشَّيْءِ، وبالشَّيْءِ، بحَرْف وغير حرْف: غَلَبَه عليه، ذكرَ المصنّف منها نَفَّرَهُ على الشَّيْءِ.

  والنَّافِرُ: القَامرُ، عن ابن الأَعرَابيّ.

  ونَفَرْتُ⁣(⁣١) من هذا الأَمْر، وأَنا نافِرٌ منه، إِذا انْقَبَضْتَ منه ولم تَرْضَ به، وهو مَجاز. وكذلك نَفرَ فلان من صُحْبَة فُلان، ونَفَرَت المَرْأَةُ منْ زَوجها؛ وهي فَرِقَةٌ منه نافِرَة.

  واسْتَنْفَرَ فُلانٌ بِثَوبي وأَعْصَفَ [به]⁣(⁣٢): ذَهَبَ به ذَهَابَ إِهْلَاك، وهو مَجاز.

  وصُبَّ عَلَيَّ زَيْدٌ من غير صَيْح ونَفْر، أَي من غير شيْءٍ.

  كذا في الأَساس.

  ونِفَار، ككِتَاب: مَوضعٌ، نقله الصاغانيّ. قُلتُ: وقد جاءَ ذِكرُه في شِعر.

  وما هو بنَفِيرِه، أَي بكُفْئه في المُنَافَرَة، وهو مَجاز.

  ونَفَرْتُ إِلى الله نِفَاراً: فَزِعْتُ إِليه، قاله ابن القَطّاع.

  وذو نَفَر، محرّكةً: مَوضعٌ على ثلاثة أَميال من السَّليلَة بينها، و [بين]⁣(⁣٣) الرَّبْذَة، وقيل خَلْفَ الرَّبْذَة بمرحَلةٍ بطريق مَكّة، ويقال بسكون الفاءِ أَيضاً.

  ونَفَرَى، محرّكة: قَريةٌ بمصر من أعمال جَزيرة قُوَيْسنا، ومنها شيخُنَا الإِمام المحدّث الفقيه أَبو النَّجَاءِ سالم بن أَحمد النَّفَرَاويّ الضّرِير المالكيّ المُتَوَفّى سنة ١١٦٨ عن سنٍّ عاليَة، أَخَذَ عن عَمِّه الشّهَابِ أَحمدَ بنِ غانِم النَّفَراوِيِّ شارِح الرّسالة وغيره.

  ونَفَرْفَرُ. كسَفَرْجَل: قريةٌ بمصر من أعمال الغَرْبِيَّة.

  والنَّفِيرُ، كأَمِير: البُوق، وهو من استِعْمَال العَامَّة، لأَنَّ ضَرْبَه يُنَفِّر النّاسَ ويُعْجِلهم للسَّفَرِ والرَّحِيل. ونَوْفَر، كجَوْهَر، من قُرَى بُخَارَى، منها إِلياسُ بن محمّد بن عيسى النَّوْفَرِيُّ أَبو المظفَّرِ الخطيب.

  [نيلوفر]: النَّيْلَوْفَرُ، أَهمله الجماعة، وهو بفتح النُّون اللَّام والفاءِ، ويقال: النَّيْنَوْفَر، بقَلْب اللام نوناً، وهو ضَرْبٌ من الرَّيَاحِين يَنْبُتُ في المِيَاهِ الرّاكِدَة، وهو المُسَمَّى عند أَهْل مصر بالبَشْنِين، ويقوله العَوامّ النَّوْفَر، كجَوْهَر، بارِدٌ في الثالِثَة، رَطْبٌ في الثانِيَة⁣(⁣٤)، مُلَيِّنٌ للصَّلابات صالِحٌ للسُّعال وأَوْجَاعِ الجَنْبِ والرِّئَة والصَّدْر، وإِذا عُجِنَ أَصْلُه بالمَاءِ وطُلِيَ به البَهَقُ مَرّاتٍ أَزالَهُ، عن تَجرِبة، وإِذا عُجِنَ بالزِّفْتِ أَزالَ داءَ الثَّعْلَبِ، ويُتَّخَذ منه شَرابٌ فائقٌ، وله خواصُّ ذكرَها الحكيم داوُود في التَّذْكِرَة.

  وقرأْتُ في كتاب سُرُور النَّفْس للإِمام بدر الدين مظفّر بن قاضي بَعْلَبَكّ ما نَصُّه: نَيْلَوْفَر أَقسام كثيرةُ الوجودِ، منه بالشام، وهو المستعمَل في الطِّيب، ومنه نَوعٌ في مصر أَزرقُ، ومِزاجُه بارِدٌ رَطْب في الثانية وشَمُّه نافعٌ من الأَمراض الحارّة والكُرَب، وماؤُه كذلك، وشَرَابُه يَنفَع من السُّعَال والخُشُونَةِ ووَجع الجَنْب والصَّدر، ويُلَيِّن البَطَنَ، وقد ذكرَ صاحبُ الإِرشاد وصاحبُ المُوجَز أَنَّ شَرَابَه دونَ الأَشْرِبَة الحُلْوَة لا يستحِيل إِلى الصَّفْرَاءِ، وهذا عَجيب، ودُهْنُه أَبْرَدُ وأَرْطَبُ من دُهْنِ البَنَفْسَجِ، وليس في الأَزهار أَبردُ وأَرطبُ منه. وذكرَ الرّازيّ أَنّ شمَّه ممّا يُضْعِفُ النِّكَاح، وشُرْبَه مما يَقْطَعُه، وهو مع هذا مُفرح للقَلْبِ نافعٌ للخَفَقَانِ. انتهى.

  [نفطر]: النَّفَاطِيرُ أَهمله الجوهريُّ والصّاغانيُّ، وهو في التهذيب في الرباعيّ: الكَلأُ المُتَفَرِّقُ في مَوَاضِعَ من الأَرْضِ مختلِفة، ويُقَال: النّفَاطِيرُ: أَوَّلُ نَبَاتِ الوَسْمِيّ.

  قال الأَزهريُّ: وقرأْت بخطّ أَبي الهَيْثَم بيتاً للحُطَيْئَة:

  طَبَاهُنَّ حَتَّى أَطْفَلَ اللَّيْلُ دُونَها ... نَفَاطِيرُ وَسْمِيٍّ رَوَاءٌ جُذُورُهَا

  أَي دَعَاهُنَّ نَفَاطِيرُ وَسْمِيِّ، وأَطْفَلَ اللَّيْلُ: أَظْلَمَ.

  وقال بعضهم: النّفاطيرُ من النَّبَاتِ، وهو رِواية الأَصمعيّ. والتّفَاطِير بالتَّاءِ: النَّوْرُ. الواحدةُ نُفْطُورَةٌ،


(١) الأساس: بي نُفْرة من هذا الأمر.

(٢) زيادة عن الأساس.

(٣) زيادة عن معجم البلدان «نفر».

(٤) في تذكرة داود: وجميعه بارد رطب في الثانية.