تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أوف]:

صفحة 97 - الجزء 12

  آنَفَ المالَ، بَدَلَ الإِبِلِ، لَكَانَ أَصابَ المَجَزَّ، وقد تقدَّم قولُ ابْنِ هَرْمَةَ سابقًا.

  وقوله: آنَفَهُ الْماءُ: بَلَغَ أَنْفَهُ مُكَرَّرٌ، يَنْبَغِي حَذْفُه، وقد سَبَقَ أنَّ الجَوْهَرِيَّ زاد: وذلِك إذا نَزَلَ في النَّهْرِ، فتَأَمَّلْ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  الأَنْفُ، بالضَّمِّ: لغَةٌ في الأَنْفِ، بالفَتْحِ، نَقَلَهُ شَيخُنَا عَن جماعةٍ.

  قلتُ: وبالكَسْرِ، مِن لُغَةِ العامَّةِ.

  وَبَعِيرٌ مَأْنُوفٌ: يُسَاقُ بِأَنْفِهِ، وقال بعضُ الكِلابِيِّينَ: أَنِفَتِ الإِبِلُ، كفَرِح: إذا وَقَعَ الذُّبَابُ عَلَى أُنُوفِها، وطَلَبَتْ أَماكِنَ لم تَكُنْ تَطْلُبُها قبلَ ذلِكَ، وهو الأَنَفُ، والأَنَفُ يُؤْذِيها بالنَّهَارِ، وقال مَعْقِلُ بنُ رَيْحَانَ:

  وَقَرَّبُوا كُلَّ مَهْرِيٍّ ودَوْسَرَةٍ ... كَالْفَحْلِ يَقْدَعُها التَّفْقِيرُ والْأَنَفُ

  وَأَنْفَا الْقَوْسِ: الحَدَّان اللّذانِ في بَوَاطِنِ السيَتَيْنِ، وأَنْفُ النَّعْلِ: أَسَلَتُهَا، وأَنْفُ الْجَبَلِ: نَادِرٌ يَشْخَصُ ويَنْدُرُ منه، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عن ابنَ السِّكِّيتِ، قال:

  خُذَا أَنْفَ هَرْشَى أَوْقَفَاهَا فَإِنَّهُ ... كِلَا جَانِبَيْ هَرْشَى لَهُنَّ طَرِيقُ

  وَهو مَجاز.

  وَالمُؤَنَّفُ، كمُعَظَّمٍ: الْمُسَوَّى، وسَيْرٌ مُؤَنَّفٌ: مَقْدُودٌ عَلَى قَدْرٍ واسْتِوَاءٍ، ومنه قَوْلُ الأَعْرَابِيِّ يَصِفُ فَرَساً: لُهِزَ لَهْزَ الْعَيْرِ، وأُنِّفَ تَأْنِيفَ السَّيْرِ، أي: قُدَّ حَتَّى اسْتَوَى كما يَسْتَوِي السَّيْرُ المَقْدُودُ.

  وَيُقَال: جاءَ في أَنْفِ الخَيْلِ، وسار في أَنْفِ النَّهَارِ، وَمَنْهَلٌ أُنُفٌ، كعُنُقٍ: لم يُشْرَبْ قَبْلُ⁣(⁣١)، وقَرْقَفٌ أُنُفٌ: لمَ تُسْتَخْرَجْ مِن دَنِّها قَبْلُ، وكُلُّ ذلِكَ مَجازٌ، قال عَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ:

  ثُمَّ اصْطَبَحْنَا كُمَيْتاً قَرْقَفاً أُنُفاً ... مِنْ طَيِّبِ الرَّاحِ، والَّلذَّاتُ تَعْلِيلُ

  وَأَرْضٌ أُنُفٌ: بَكَّرَ نَباتُها. ومُسْتَأْنَفُ الشَّيْءِ: أَوَّلُهُ.

  وَالمُؤَنَّفَةُ مِن النِّسَاءِ، كمُعَظَّمَةٍ: التي اسْتُؤْنِفَتْ بالنكَاحِ أَوَّلاً، ويُقَال: امْرَأَةٌ مُكَثَّفَةٌ مُؤَنَّفَةٌ.

  وَقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: فَعَلَهُ بِآنِفَةٍ⁣(⁣٢)، ولم يُفَسِّره، بالنكَاحِ أَوَّلاً، ويُقَال: امْرَأَةٌ مُكَثَّفَةٌ.

  وَقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: فَعَلَهُ بِآنِفَةٍ⁣(⁣٢)، ولم يُفَسِّره، قال ابنُ سِيدَه: وعندي أَنَّه مِثْلُ قَوْلِهم: فَعَلَهُ آنِفاً، وفي الحَدِيثِ: «أُنْزِلَتْ عَلَيَّ سُورَةٌ آنِفاً»: أي الآنَ.

  وَقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: أَنِفَ: إِذَا أَجَمَ، ونَئِفَ: إِذَا كَرِهَ، قال: وقال أَعْرَابِيٌّ: أَنِفَتْ فَرَسِي هذِه هذا الْبَلَدَ⁣(⁣٣)، أي: اجْتَوَتْهُ وكَرِهَتْهُ، فهُزِلَتْ.

  وَيُقَال: حَمِيَ أَنَفُهُ، بالفَتْحِ: إذا اشْتَدَّ غَضَبُه وغَيْظُه، قال ابنُ الأَثِيرِ: وهذا مِن طَرِيقِ الكِنَايَةِ، كما يُقَالُ لِلْمُتَغَيِّظِ: وَرِمَ أَنْفُهُ.

  وَرَجُلٌ أَنُوفٌ، كصَبُورٍ: شَدِيدُ الأَنَفَةِ، والجَمْعُ: أُنُفٌ.

  وَيُقَال: هو يَتَأَنَّفُ الإِخْوانَ: إذا كان يَطْلُبُهم آنِفِينَ، لم يُعاشِرُوا أَحَداً، وهو مَجَاز.

  وَالأَنْفِيَّة: النَّشُوغُ، مُوَلَّدَةٌ.

  وَيُقَال: هو الفَحْلُ لا يُقْرَعُ أَنْفُهُ، ولا يُقْدَعُ، أي: هو خَاطِبٌ لا يُرَدُّ، وقد مَرَّ في «ق د ع».

  وَيُقَال: هذا أَنْفُ عَمَلِهِ، أي أَوَّلُ ما أَخَذَ فيه، وهو مَجَاز.

  وَالتَّأْنِيفُ في العُرْقُوبِ: تَحْدِيدُ طَرَفِهِ، ويُسْتَحَبُّ ذلِكَ في الْفَرَسِ.

  [أوف]: الآفَةُ: الْعَاهَةُ كما في الصِّحاحِ.

  أَو هي: عَرَضٌ مُفْسِدٌ لِما أَصَابَهُ، وَفي المُحْكَمِ، وَالعُبَابِ، لِما أَصابَ مِن شَيْءٍ، وفي الحَدِيث: «آفَةُ الْحَدِيثِ الْكَذِبُ، وآفَةُ الْعِلْم النِّسْيَانُ».

  ويُقَال: إِيفَ الزَّرْعُ، كقِيل. أَصَابَتْهُ آفَةٌ فهو مَؤُوفٌ، كمَعُوفٍ، كما في الصِّحاح، ومِئيفٌ وقال اللَّيْثُ: إذا دَخَلَتِ الآفَةُ علَى القَوْم قيل: قد أُوفُوا، هكذا بالواو بيْنَ


(١) في اللسان: وكأس أُنُف: ملأى، وكذلك المنهل.

(٢) عن اللسان وبالأصل «بانفه».

(٣) في التهذيب: هذه البلدة، أي: اجتوت كلأها فهزلت، والأصل كاللسان.