تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بمن]:

صفحة 68 - الجزء 18

  * وممَّا يُسْتدرَكُ عليه:

  [بمن]: بامنان⁣(⁣١): وهي بلْدَةٌ بين بَلَخ وغَزْنَة، بها قلْعَةٌ حَصِينَةٌ منها: أَبو بكْرٍ محمدُ بنُ عليِّ بنِ أَبي بكْرٍ البامنانيُّ⁣(⁣٢) عن أَبي بكْرٍ الخَطِيب وغيرِهِ.

  [بنن]: البَنَّةُ: الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ كرائِحَةِ التُّفَّاحِ ونحْوِه، جَمْعُه بِنانٌ.

  قالَ سِيْبَوَيْه: جَعَلُوه اسْماً للرّائِحَةِ الطَّيِّبةِ كالخَمْطَةِ؛ وقد يُطْلَقُ على المُنْتِنَةِ⁣(⁣٣) المَكْرُوهَةِ. وهكذا رَوَاه أَبو حاتِمٍ عن الأَصْمعيّ من أنَّ البَنَّةَ تقالُ فيهما؛ ج بِنانٌ، بالكسْرِ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ:

  وتَكْره بَنَّةَ الغَنمِ الذِّئابُ

  قالَ ابنُ بَرِّي: وزَعَمَ أَبو عُبَيْدٍ أنَّ البَنَّةَ الرّائِحَةُ الطَّيِّبَة فقط؛ قالَ: وليسَ بصَحِيحٍ بدَليلِ قَوْل عليٍّ، رضِيَ اللهُ تعالى عنه، للأَشْعَثِ بنِ قَيْسٍ حينَ قالَ: ما أَحْسِبُك عَرَفْتَني يا أَمِير المُؤْمِنِين، قالَ: «بَلَى وإنِّي لأَجدُبَنَّةَ الغَزْل منك»، رَمَاه بالحياكَةِ.

  والبَنَّةُ: رائحَةُ بَعَرِ الظِّباءِ، والجَمْعُ كالجَمْعِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لذي الرُّمَّةِ يَصِفُ الثَّوْرَ الوَحْشيَّ:

  أبَنَّ بنا عَوْدُ المَباءَةِ طَيِّبٌ ... نسيمَ البِنانِ في الكِناسِ المُظَلَّلِ⁣(⁣٤)

  يقولُ: أَرِجَتْ ريحُ مَباءَتِنا ممَّا أَصابَ أَبْعارَه مِن المَطَرِ.

  وكِناسٌ مُبِنٌّ: أَي ذُو بَنَّةٍ، وهي رائِحَةُ بَعْرِ الظِّباء؛ كما في الصِّحاحِ.

  وبَنَّةُ الجُهَنِيُّ: صَحابيٌّ، رَوَى ابنُ لهيعَةَ عن أَبي الزُّبَيْرِ عن جابرٍ عنه حَدِيثاً في لَعْنِ مَن تَعاطَى السَّيْف مَسْلولاً.

  أَو هو بالمُثنَّاةِ التَّحْتِيَّةِ أَوَّلَه، أَو بموحَّدَتَيْن، أَو هو منيبة بضمِّ النون⁣(⁣٥) وفتحِ الموحَّدَةِ مصغَّراً. وبَنَّةُ، ع بكابُلَ بَيْنها وبينَ المولتان.

  وأَيْضاً: ة ببَغْدادَ، وقيلَ: ساحِل دجْلَةَ بينَ تَكْرِيت والمَوْصِلِ مَشْهور بالشَّرانبِ.

  وأَيْضاً: حِصْنٌ بالأَنْدَلُسِ، وقيلَ: هو بكسْرِ الموحَّدَةِ⁣(⁣٦)، وإليه نُسِبَ أَبو جَعْفَرِ بنِ البَنِّيّ الشاعِرُ الأَنْدَلُسِيُّ، ومِن شعْرِه في قنْدِيل:

  وقنْدِيلٌ كأَنَّ الضَّوْءَ فيه ... مَحاسِنَ مَن أُحِبُّ وقد تَجَلّى

  أَشارَ إلى الدُّجا بلسانِ أَفْعَى ... فشمَّر ذَيْلَه هَرَباً ووَلَّى⁣(⁣٧)

  وبُنَّةُ، بالضَّمِّ: جَدٌّ لأَيُّوبَ بنِ سُلَيْمان الرَّازِيِّ المُحَدِّثِ عن ابنِ أَبي الدُّنْيا.

  وبَنَّ بالمَكانِ يَبِنُّ بَنَّا: أَقامَ به، كأَبَنَّ.

  وأَبَى الأَصْمَعيُّ إلَّا أَبَنَّ ولذا اقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ عليه.

  وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لذي الرُّمَّةِ:

  أَبَنَّ بنا عَوْدُ المباءَةِ طَيِّبُ

  ويقالُ: رَأَيْتُ حيًّا مُبِنًّا بمَكَانِ كذا، أي مُقِيماً، وقوْلُه:

  بَلَّ الذُّنابى عَبَساً مُبِنَّا

  يَجوزُ أَنْ يكونَ اللَّازمَ اللَّازِقَ، وأن يكونَ مِن البَنَّة الرّائِحَةَ المُنْتِنَة، فأمَّا أَنْ يكونَ على الفِعْل أَو على النَّسَبِ.

  وجَعَلَ الزَّمَخْشَريُّ: الإبْنانُ بمعْنَى الإقامَةِ؛ مِن المَجازِ؛ قالَ: وأَصْلُه ما يُوجدُ فيه مِن بَنَّةِ نَعَمِهم، ثم كَثُر حتى قيلَ لكلِّ إقامَةٍ إبْنَانٌ.

  والبَنانُ: الأَصابعُ أَو أَطْراقُها؛ وهذه عن الجوْهرِيِّ.

  قيلَ: سُمِّيَت بذلِكَ لأنَّ بها إصْلاحَ الأحْوالِ التي تمكِّنُ الإنْسانَ أنْ يبنَّ فيمَا يُريدُ، ولذلكَ خصّ في قوْلِه


(١) في معجم البلدان: بامِيَان، بالياء. ومثله في اللباب.

(٢) في معجم البلدان واللباب: البامياني.

(٣) في القاموس: المنتنةُ بالرفع، والكسر ظاهر.

(٤) اللسان والصحاح وصدره في التهذيب.

(٥) كذا، والصواب: الميم.

(٦) اقتصر ياقوت على الفتح فالتشديد في الأولى، وعلى كسر الموحدة في الأخريين.

(٧) البيتان في معجم البلدان: «بنة» وفيه: «خوفاً وولى» واللباب لابن الأثير «البني» وفيه: «فرقاً وولى».