تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كشأ]:

صفحة 229 - الجزء 1

  والكِرْفئة بالكَسْر: شَجَرَةُ الشَّفَلَّحِ كعَمَلَّسٍ، وثمرها كأَنه رأْسُ زِنْجِيّ أَسودَ.

  ويقال: كَرْفَئُوا إِذا اخْتَلَطُوا.

  * ومما يستدرك عليه:

  الكِرْفِئَة: قِشْرَة البَيْضِ العُلْيا اليابسة، ونظر أَبو الغَوْثِ الأَعرابيُّ إِلى قِرْطاسٍ رَقِيق فقال: غِرْقِئ تحت كِرْفِئ، وهمزته زائدة.

  والكَرْفَأَةُ: الضِّخَمُ والكَثْرَة. وكَرْفَأَ: اسْتَكْثَفَ. وَتَكْرفَأَ الناسُ، مثل كَرْفَئُوا.

  [كسأ] كسأَه كَمَنَعَهُ يَكْسَؤُهُ كَسْأً: تَبِعَهُ. وَمَرَّ يَكْسَؤُهُم، أَي يتبعهم، ويقال للرجل إِذا هَزَم القَوْمَ فمَرَّ وهو يَطرُدُهم: مَرَّ فُلانٌ يَكْسَؤُهم ويَكْسَعُهم، نقله شيخنا عن الجوهريّ، واستدل بقول الشاعر:

  كُسِئَ⁣(⁣١) الشِّتَاءُ بِسَبْعَةٍ غُبْرِ

  وهو قولُ أَبي شِبْلٍ الأَعرابيِّ، وتمامه:

  أَيَّامِ شَهْلَتِنَا مِنَ الشَّهْرِ

  وقال ابن بَرِّيّ. منهم من يجعل بدل هذا العجز:

  بِالصِّنِّ والصِّنَّبْرِ والوَبْرِ ... وَبِآمِرٍ وَأَخِيهِ مُؤْتَمِرٍ

  وَمُعَلِّلٍ وَبِمُطْفِئ الجَمْرِ ... وَوسيأْتي ذلك في ك س ع

  وكَسَأَ الدَّابَّةَ يَكْسَؤُها كَسْأً: سَاقَهَا عَلَى إِثْرِ دابَّةٍ أُخْرَى، وكَسَأَ القَوْمَ يَكْسَؤُهم كَسْأً: غَلَبَهُمْ في الخُصُومَةِ ونَحْوِهَا وكَسَأَ [ه] بالسَّيْفِ إِذا ضَرَبَه كأَنَّه مُصحَّف مِن كَشَأَه، بالمعجمة، كما سيأْتي.

  وكُسْءُ كُلِّ شَيءٍ وَكُسُوءُه، بضَمِّها وفي بعض النسخ زيادة: وَكَسُوءُه، أي بالفتح والمد، أَي مُؤَخّرُهُ وكُسْءُ الشَّهْرِ وكُسُوءُه: آخِرُه قَدْرُ عَشْرٍ بَقِينَ منه ونَحْوها، وجاءَ دُبُرَ الشَّهْرِ وعلى دُبُرِه وكُسْئِه وأَكْسَائِه⁣(⁣٢)، وجئتُك على كُسْئِه وفي كُسْئِهِ⁣(⁣٣) أَي بعد ما مَضى الشهْرُ كُلُّه، وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ:

  كُلِّفْتُ مَجْهُولَهَا نُوقاً يَمَانِيَةً ... إِذ الحُدَاةُ عَلَى أَكْسَائِها حَفَدُوا

  وجاءَ في كُسْءِ الشهْرِ وعلى كُسْئِه، أَي في آخره ج أَي في كلّ من ذلك أَكْسَاءٌ وجِئْتُ في أَكْسَاءِ القَوْمِ، أَي في مُتَأَخِّرِيهم⁣(⁣٤)، وَمَرُّوا في أَكْساءِ المُنهزمين وعلى أَكسائهم⁣(⁣٥): آثارِهم وأَدبارِهم، ورَكبوا أَكساءَهم، ومن المجاز: قَدِمْنَا في أَكْسَاءِ رَمَضَانَ. و [أَنا] أَدْعُو لك في أَكساءِ الصَّلواتِ. كذا في الأَساس، وفي الصحاح: الأَكساءُ: الأَدْبَار، وقال المُثَلَّم بنُ عَمْرٍو التَّنوخيُّ:

  حَتَّى أَرى فَارسَ الصَّمُوتِ عَلَى ... أَكْسَاءِ خَيْلٍ كَأَنَّهَا الإِبِلُ

  يعني خَلْفَ القَوْمِ وهو يَطْرُدُهم، نقله شيخُنا. قلت: معناه حتى يَهْزِم [أَعْدَاءَه]⁣(⁣٦) فيَسُوقهم مِن ورائهم كما تُساق الإِبل، والصَّمُوت اسمُ فَرَسه.

  وَرَكَبَ كُسْأَهُ أَي وَقعَ على قَفَاهُ هذه عن ابنِ الأَعرابيّ.

  ومَرَّ كَسْءٌ مِن اللَّيْلِ، بالفتح أَي قِطْعَةٌ منه عن ابن الأَعرابيِّ أَيضاً.

  [كشأ]: كَشَأَه أَي القِثّاءَ كَمَنَعَه: أَكَلهُ وكَشَأَ الطعامَ كَشْأً: أَكلَه، وقيل: أَكلَه أَكْلَ القِثَّاءِ أَي خَضْماً كما يَؤْكَل القِثَّاءُ ونحَوه، وكَشَأَ اللَّحْمَ كَشْأً فهو كَشِيءٌ شَوَاهُ حَتى يبِس ومثله وَزأْتَ اللحْمَ أَي أَيْبَسْتُه، وسيأْتي كأَكْشَأَهُ رباعيًّا. وكَشَأْتُ اللحْمَ وكَشَّأْتُه مُضَعَّفاً، إِذا أَكلْته، ولا يُقال في غير اللحم، وكَشَأَ يَكْشَأُ إِذا أَكل قِطعةً من الكَشِيءِ وهو الشِّواءُ المُنْضَج، وأَكْشَأَ، إِذا أَكلَ الكَشِيءَ وكَشَأَ الشيْءَ ولَفَأَه أَي قَشَرَه قاله الفرَّاءُ، فَتَكَشَّأ. ويُستعمَل في الأَدِيم تَكَشَّأَ إِذا تَقَشَّرَ وكَشَأَ وسَطَه بِالسَّيْفِ: ضرَبَه وقطعه والظاهر أَنَّ ذِكْرَ السيفِ والوَسَطِ ليسا بِقَيْدَيْنِ، كما يَدُلُّ له سِياقُهم وكَشَأَ المَرْأَةَ كَشْأً: جَامَعَها ولو قال: جَامَعَ، كان أَخْصَرَ.


(١) اللسان والصحاح: كسع.

(٢) اللسان: وكسأَه وأكساءَه.

(٣) عن اللسان، وبالأصل: كسائه.

(٤) اللسان: مآخيرهم.

(٥) كذا ولم يكتمل السياق، وفي الأساس: أي على آثارهم ...

(٦) زيادة عن اللسان.