تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ضمل]:

صفحة 427 - الجزء 15

  مُسْتَدركٌ على الجَوْهَرِيّ وليْسَ كذلِكَ، بل ذَكَرَه في تَرْكيبِ ض ح ل.

  قالَ: وفي لُغَةِ الكلابِيِّين: امْضَحَلَّ بتَقْدِيمِ الميمِ، حَكَاها أَبُو زَيْدٍ وهو على القَلْبِ.

  واضْمَحَنَّ على البَدَلِ عن يَعْقوب، كُلُّ ذلِكَ ذَهَبَ، والدَّليلُ على القَلْبِ أَنَّ المَصْدَرَ إِنَّما هو على اضْمَحَلَّ دوْنَ امْضَحَلَّ، وهو الاضْمِحْلالُ، ولا يقُولُون امْضِحْلال.

  واضْمَحَلَّ أَيْضاً: انْحَلَّ واضْمَحَلَّ السَّحابُ: انْقَشَعَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وهذا مَوْضِعُه لا «ض ح ل» فيه تَعْريضٌ بالجَوْهَرِيِّ لأَنَّه كذلِكَ ذَكَرَه، وهو الذي جَزَمَ به أَكْثَرُ أَئِمَّة الصَّرْف، وصَرَّحَ ابنُ أَبي الحدِيدِ وغَيْرُه بزِيادَةِ الميمِ قالَ: ومنه الضَّحْلُ وكأَنَّ المصنِّفَ جَرَى على أَنَّ الكَلِمَةَ رُبَاعيَّةٌ وأَنَّ الميمَ اَّصْلِيّةٌ كما مَالَ إِليه بعضُ الصَّرْفِيِّين، وما جَرَى عليه الجَوْهَرِيُّ أَكْثَرُ اسْتِعْمالاً عنْدَهُم، واللهُ أَعْلمَ قالَهُ شيْخُنا.

  [ضمل]: الضَّميلَةُ، كسَفينةٍ: أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ واللَّيْثُ.

  قالَ الأَزْهَرِيُّ. ورَوَى عَمْرُو عن أَبيهِ أَنَّه قالَ: هي المرْأَةُ الزَّمِنَةُ، أَو هي العَرْجاء، قالَ: وخَطَبَ رجلٌ إِلى مُعَاوِيَة بنْتاً له عَرْجاءَ، فقالَ: إِنَّها ضَمِيلَةٌ، فقالَ: إِنّي أَرَدْت أَن أَتَشَرَّفَ بمُصاهَرَتِكَ ولا أُرِيدَها للسِّباقِ في الحَلْبَةِ، فزَوَّجَه إِيَّاها.

  قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: إِنْ صَحَّتِ الرِّوَايَة فاللامُ بَدَلٌ من النُّونِ من الضَّمانَةِ وإِلَّا فهي بالصَّادِ المُهْمَلةِ، قيلَ لها ذلِكَ ليُبْسِ وجُسُوءٍ في ساقِها، وكُلُّ يابسٍ ضامِلٌ وضَمِيلٌ.

  [ضندل]: الضَّنْدَلُ: أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ.

  وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: هو الضَّخْمُ الرَّأْسِ كالصَّنْدَلِ، أَو الصَّوابُ بالصادِ المُهْمَلةِ كما نبَّه عليه الصاغانيُّ.

  [ضهل]: ضَهَلَ اللَّبَنُ، كمَنَعَ، يَضْهَلُ ضُهُولاً، بالضم: اجْتَمَعَ.

  واسمُ اللِّبَنِ: الضَّهْلُ، بالفتحِ، أَو كلُّ ما اجْتَمَعَ منه شيءٌ بعدَ شيءٍ كانَ لبناً أَو غيرَه، فقد ضَهَلَ، كمَنَعَ، يَضْهَلُ ضَهْلاً وضُهُولاً، حَكَاه ابنُ الأَعْرَابيِّ.

  وضَهَلَتِ النَّاقةُ والشَّاةُ: قَلَّ لَبَنُها فهي ضَهولٌ، ج ضُهُلٌ ككُتُبٍ يقالُ: شاةٌ ضَهُولٌ أَي قَلِيلَةُ اللَّبَنِ.

  وناقَةٌ ضَهُولٌ: يَخْرُجُ لَبَنُها قَلِيلاً قَلِيلاً.

  ويقال إِنَّها لضُهْلٌ بُهْلٌ لا يُشَدُّ لها صِرَار ولا يَرْوَى لها حُوار، قالَ الرُّمَّةِ:

  بها كلُّ خَوَّارٍ إِلى كلِّ صَعْلَةٍ

  ضَهُولٍ ورَفْضُ المُذْرِعاتِ القَراهِب⁣(⁣١)

  وضَهَلَ الشَّرابُ: قَلَّ ورَقَّ، كما في الصِّحاحِ: زَادَ غيرُه: ونَزُرَ.

  وقالَ الأَصْمَعِيُّ: ضَهَلَ إِليه: رَجَعَ على غيرِ وَجْهِ المُقْاتَلةِ والمُغَالَبَةِ، كما في الصِّحاحِ والعُبَابِ.

  وضَهَلَ فلاناً حقَّهُ إِذا نَقَصَه أَيَّاه من الضَّهْلِ كما قالُوا أَحْبَضَه إِذا نَقَصَه حَقَّه، من قَوْلِهم: حَبَضَ ماءُ الرَّكِيَّة يَحْبِضُ إِذا نَقَصَ وقيلَ: أَبَطَلَهُ عليه من الضَّهْلِ، بالفتحِ، للماءِ القَليلِ كالضَّحْلِ.

  وفي حدِيثِ يَحْيَى بن يَعْمَر أَنَّه قالَ لرجُلٍ خاصَمَتْه امرَأَتُه فماطَلَها في حقِّها: أَأَنْ سأَلتْك ثَمَنَ شَكْرِها وشَبْرِكَ أَنْشأْتَ تَطُلُّها وتَضْهَلُها أَي تُمَصِّر عليها العَطَاءِ، قالَهُ الأَزْهَرِيُّ، أَو تَسْعَى في بطْلانِ حَقِّها قالَهُ المُبَرِّدُ، أَو تَردّها إِلى أَهْلِها وتُخْرِجُها.

  والضَّهُولُ، كصَبُورٍ من النَّعامِ: البَيوضُ وبه فُسِّرَ قَوْلُ ذي الرُّمَّةِ السَّابقُ والمعْنَى أَنَّها تَرْجعُ إِلى بَيْضِها.

  وبِئْرٌ ضَهولٌ أَيْضاً، أَي كصَبُورٍ، قَلِيلَةُ الماءِ وفي الصِّحاحِ: إِذا كانَ يَخْرجُ ماؤُها قَليلاً قليلاً.

  وعَيْنٌ ضاهِلَةٌ كذلِكَ أَي نَزْرةُ الماءِ.

  وكَذلِكَ جَمَّةٌ⁣(⁣٢) ضاهِلَةٌ، وقالَ رُؤْبَة:

  يَقْرُو بِهِنَّ الأَعْيُنَ الضَّواهِلا⁣(⁣٣)

  وأَضْهَلَ النَّخْلُ: ظَهَرَ رُطَبُه.

  وفي الصِّحاحِ: أَضْهَلَتِ النَّخْلَةُ: أَرْطَبَتُ، وقد قالُوا: أَضْهَلَ البُسْرُ إِذا بَدَا فيه الإِرْطابُ.


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) اللسان والتهذيب: «حمّة».

(٣) اللسان والتهذيب.