تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رقق]:

صفحة 170 - الجزء 13

  ورَفَقَ كنَصَر: انْتَظَرَ، عن ابنِ الأَعْرابِيِّ، ويَقال للمُتَطَبِّبِ: مُتَرَفِّقٌ، ورَفِيقٌ.

  وارْتَفَقَ به: تَرَفَّقَ.

  والمُرْتَفَقُ: المُتَّكَأُ، ومنه قولُه تَعالَى: {وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً}⁣(⁣١) قاله ابنُ السِّكِّيتِ، وقال الفَرّاءُ: أَنَّثَ الفِعْلَ عَلَى معنى الجَنَّة.

  والمِرْفَقُ، كمِنْبَرٍ: المُتَّكَأُ، قاله اللَّيْثُ.

  وتَمَرْفَقَ: أَخَذَ مِرْفَقاً.

  وناقَةٌ رَفِقَةٌ، كفَرِحَة: مُذْعِنَةٌ.

  وارْتَفَقُوا: تَرافَقُوا.

  وقال أَبو عَدْنان: قَوْلُه في الدُّعاءِ: «اللهُمَّ أَلْحِقْنِي بالرَّفِيقِ الأَعْلَى»، سَمِعْتُ أَبا القَهْدِ الباهِلِيَّ يقولُ: إِنه تبارَكَ وتَعالى رَفِيقٌ وَفِيقٌ، فكأَنَّ مَعناهُ أَلْحِقْنِي بالرَّفِيقِ، أَي: باللهِ، يُقال: اللهُ رَفِيقٌ بِعبادِه، من الرِّفْقِ والرَّأْفَةِ، فهو فَعِيلٌ بمعنى فاعِلٍ، قال الأَزْهَرِيُّ: والعُلَماءُ على أَنَّ معناه أَلْحِقْنِي بجَماعةِ الأَنْبِياءِ، وهو اسمٌ جاءَ على فَعِيلٍ ومعناهُ الجَماعَةُ، قال: ولا أَعْرِفُ الرَّفِيقَ في صِفاتِ اللهِ.

  ورَفِيقَةُ الرَّجُلِ: امْرَأَتُه، هذه عن اللِّحْيانِيِّ، قالَ: وقالَ أَبو زِيادٍ، في حَدِيثِه: «سأَلَنِي رَفِيقِي» أَرادَ زَوْجَتِي، قالَ: ورَفِيقُ المَرْأَةِ: زَوْجُها.

  ويُقالُ: في مالِهِ رَفَقٌ، مُحَرَّكَةً، أي: قِلَّةٌ، ورواهُ أَبو عُبَيْد بقافَيْن⁣(⁣٢).

  والرِّفاقُ، ككِتابٍ: مَصْدَرُ رافَقَه في السَّفَرِ، وأَيضاً بمعنى النِّفاقِ، وبه فُسِّرَ حَدِيثُ طَهْفَةَ: «ما لم تُضْمِرُوا الرِّفاقَ».

  ومَرْفَقٌ، كمَقْعَدٍ: اسمُ رَجُلٍ من بَنِي بَكْرِ بنِ وائِلٍ قَتَلَتْهُ بنو فَقْعَس، قالَ المَرّارُ الفَقْعَسِيُّ:

  وغادَرَ مَرْفَقاً والخَيْلُ تَرْدِي ... بسَيْلِ العِرْضِ مُسْتَلَباً صَرِيعاً

  واسْتَرْفَقَهُ: اسْتَنْفَعَهُ. وارْتَفَقَ به: انْتَفَع.

  والرافِقَةُ: قريةٌ بمِصْرَ، من أَعمالِ الشَّرْقِيّة.

  [رقق]: الرَّقُّ بالفَتْحِ ويُكْسَرُ رَواهُما الأَثْرَمُ عن أَبِي عُبَيْدَةَ، وهو: جلْدٌ رَقِيقٌ يُكْتَبُ فيهِ، ومِنْهُ قولُه تَعالى: {فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ}⁣(⁣٣) والفَتْحُ هي القِراءَةُ السَّبْعِيَّةُ المُتَواتِرَةُ.

  والرَّقُّ: ضِدُّ الغَلِيظِ والثَّخِين كالرَّقِيق وقد رَقَّ يَرِقُّ رِقَّةً، فهو رَقِيقٌ.

  والرَّقُّ: الصَّحِيفَةُ البَيْضاءُ.

  وقالَ الفَرّاءُ: الرَّقُّ: الصَّحائِفُ الّتي تَخْرُجُ إِلى بَنِي آدَمَ يومَ القِيامَةِ، قال الأَزْهَرِيُّ: وهذا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ المَكْتُوبَ يُسَمَّى رَقًّا أَيضاً.

  والرَّقُّ العَظِيمُ من السَّلاحِفِ، أَو دُوَيْبَةٌ مائِيَّةٌ لها أَرْبَعُ قَوائِمَ، وأَظفارٌ وأَسنانٌ في رَأْسٍ تُظْهِرُه وتُغَيِّبُهُ، وتُذْبَحُ، قالهُ إِبْراهِيمُ الحَرْبِيُّ، ورَوَى بسَنَدِه إِلى ابْنِ هُبَيْرَة قالَ: «كان فُقهاءُ المَدِينَةِ يَشْتَرُونَ الرَّقَّ⁣(⁣٤) ويَأْكُلُونَه» وقال أَبو عُبَيْدٍ: ج: رُقُوقٌ⁣(⁣٥) بالضَّمِّ.

  والرَّقُّ: وَرَقُ الشَّجَرِ، أَو: ما سَهُلَ على الماشِيَةِ من الأَغْصانِ، ويُرْوَى بَيْتُ جُبَيْهاءَ الأَشْجَعِي:

  نَفَى الجَدْبُ عَنْهُ رِقَّه فهْوَ كالِحُ⁣(⁣٦)

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٧): الرُّقُّ بالضَّمِّ: الماءُ الرَّقِيقُ في البَحْرِ أو الوادِي لا غُزْرَ له، ويُفْتَحُ، وهو عن غَيْرِ ابْنِ دَرَيْدٍ.

  والرَّقَّةُ: كُلُّ أَرْضٍ إِلى جَنْبِ وادٍ يَنْبَسِطُ الماءُ عَلَيْها أَيّامَ المَدِّ، ثُمّ يَنْضِبُ أَي: يَنْحَسِرُ. وفي بعضِ النُّسَخِ يَنْصَبُّ، والأولَى الصّوابُ، وهي مَكْرُمَةٌ للنَّباتِ، وقال أَبو حاتِمٍ: الرَّقةُ: الأَرْضُ التي نَضَبَ عَنْها الماءُ ج: رِقاقٌ بالكَسْرِ.

  والرَّقَّةُ البَيْضاءُ مِنه، وهو: د، عَلَى شَطِّ الفُراتِ بَيْنَها


(١) من الآية ٣١ من سورة الكهف.

(٢) إلى هنا ينتهي ما أخذناه عن المطبوعة الكويتية، وقد أشرنا في موضعه إلى أنه سقط من الأصل.

(٣) سورة الطور الآية ٢.

(٤) نص ابن الأثير في النهاية على أنه بالكسر.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «يوجد بنسخ المتن المطبوعة زيادة بعد هذا نصها: وبالكسر: المِلْكُ، ونباتٌ شائكٌ».

(٦) من قصيدة مفضلية، رقم ٣٣/ ٨ وصدره:

ولو أنها طاقت بظنب معجَّمٍ

(٧) انظر الجمهرة ١/ ٨٦.