تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أزن]:

صفحة 19 - الجزء 18

  انْتَصَبَ عليه؛ ومِثْلُه في المُجْملِ لابنِ فارِس.

  وقد رَدَّ عليهما ذلِكَ قالَ أبو زكريا في حاشِيَة الصِّحاحِ: لا وَجْهَ لمَا ذَكَره الجوْهرِيّ.

  ورَدَّ على ابنِ فارِس بمثْلِهِ الحُسَيْنُ بنُ مظفرٍ النَّيْسابُورِيُّ في تَهْذِيبِ المُجْمل.

  وقالَ الأصْمعيُّ، ¦: الأُرْنَة ما لُفَّ على الرَّأْسِ، قالَ: ولم أَسْمَعْه إلَّا في شِعْرِ ابنِ أَحْمَر.

  ويُرْوى: أُرْبَته، بالباءِ، أَي قِلادَته، وأَرادَ سَلْخَه لأنَّ الحِرْباءَ يُسْلَخُ كما تُسْلَخُ الحيَّةُ، فإذا سُلِخَ بقي منه في عُنُقِه شيءٌ كأَنَّه قِلادَة.

  والأَرينَةُ: نباتٌ عَرِيضُ الوَرَقِ يُشْبه الخِطْميّ؛ وبه فُسِّر حدِيثُ الاسْتِسْقاءِ: «حتى رأَيت الأَرِينَةَ تأْكلُها صِغارُ الإِبِلِ».

  ونَقَلَه شَمِرٌ عن أَعْرابِ سعْدِ بنِ بكْرٍ ببطنِ مُرٍّ، وعن أَعْرابِ كِنانَة ونُقِل عن الأَصْمَعيّ أَنَّه قالَ: الأَرِنية.

  وخَطَّأهُ الأَزْهرِيُّ وأَيَّدَ قوْلَ شَمِرٍ.

  وحَكَى ابنُ بَرِّي الأُرِين، بضمِّ⁣(⁣١) فكَسْرٍ: نَبْتٌ بالحِجازِ له وَرَقٌ كالخِيريّ؛ قالَ: ويقالُ: أَرَنَ يأْرُنُ أُرُوناً، دَنا للحجِّ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [أزن]: الرِّماحُ الأَزَنِيَّةُ: لُغَةٌ في اليَزَنِيَّة. يقالُ: رُمحٌ أَزَنِيٌّ وأَزْأَنِيٌّ، ويَزَنِيٌّ ويَزْأَنِيٌّ.

  وأَزْنٌ، بفتحٍ فسكونٍ: تُنْسَبُ إلى قلْعَةٍ بجِبالِ هَمَدان.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [أَزذن]: آزاذن، بالمدِّ: قرْيَةٌ بهراة، بها قبْرُ الشيْخِ أَبي الولِيدِ أَحْمَدَ بن رجاءٍ شيْخ البُخارِي، رضِيَ اللهُ تعالى عنهم.

  قالَ الحافِظُ ابنُ النجَّار: زرْتُ بها قَبْرَه. وآزاذان أَيْضاً: قَرْيَةٌ مِن قُرى أَصْبَهان، منها قتيبةُ بنُ مهران المُقْرِي.

  [أسن]: الآسِنُ مِن الماءِ: مِثْلُ الآجِنِ⁣(⁣٢)، وقد تقدَّمَ الفَرْقُ بَيْنهما هناك؛ والفِعْلُ كالفِعْل. يقالُ: أَسَنَ الماءُ يَأْسِنُ ويَأْسُنُ أَسْناً وأُسُوناً وأَسِنَ، بالكَسْرِ، أَسَناً: تَغَيَّر غَيْر أَنَّهُ شروبٌ.

  وفي التَّنْزيلِ العَزيزِ: {مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ}⁣(⁣٣).

  قالَ الفَرَّاءُ: غَيْر متغيِّرٍ ولا آجِنٍ.

  وأَسَنَ له يأْسِنُهُ ويأْسُنُه، من حَدَّيْ، ضَرَبَ ونَصَرَ: إذا كَسَعَهُ بِرِجْلِهِ.

  وأَسِنَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ: دَخَلَ البئْرَ فأَصابَتْهُ رِيحٌ مُنْتِنَةٌ منها فَغُشِيَ عليه ودارَ رأْسَه، فهو أَسِنٌ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لزهيرٍ:

  يُغادِرُ القِرْنَ مُصْفرًّا أنَامِلُه ... يَميدُ في الرُّمْحِ مَيْدَ المائِحِ الأَسِنِ⁣(⁣٤)

  قالَ الأَزْهرِيُّ: هو اليَسِنُ والأَسِنُ؛ ويُرْوى الوَسَنُ أَيْضاً وسَيَأْتي إن شاءَ اللهُ تعالى.

  وتأَسَّنَ الرَّجلُ: تَذَكَّرَ العَهْدَ الماضِي القَدِيمِ.

  وتأَسَّنَ: أَبْطَأَ، كتأَسَّرَ.

  وتأَسَّنَ عليَّ تأَسُّناً: اعْتَلَّ؛ نَقَلَهُ الجوْهَرِيُّ عن أَبي زيْدٍ.

  وتأَسَّنَ أَبَاه: أَخَذَ أَخْلاقَه نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عن أَبي عَمْرٍو.

  وقالَ اللَّحْيانيُّ: إذا نَزَعَ إليه في الشَّبَه؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي، ¦، لبشيرٍ الفريري:

  تأَسَّنَ زيدٌ فِعْلَ عَمْرٍو وخالدٍ ... أُبُوَّة صِدْقٍ من فريرٍ وبُحْتُر⁣(⁣٥)


(١) في اللسان، ضبط قلم، بفتح الهمزة. على فَعِيل.

(٢) في القاموس: الآجنُ وبالرفع.

(٣) محمد، الآية ١٥.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١٠٥ برواية:

«قد أترك القرنَ ...»

والمثبت كرواية التهذيب واللسان، والصحاح كرواية الديوان.

(٥) اللسان.