تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حنن]:

صفحة 160 - الجزء 18

  حينَ تَصْعده أَو تَهْبطه؛ ومنه حَوْمانَةُ الدَّرَّاجِ، ككَتَّانٍ؛ وقالَ أَبو عَمْرو: هو كرُمَّانٍ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لزُهَيْرٍ:

  أَمِنْ آلِ أَوْفى دِمْنةٌ لم تَكَلَّمِ ... بحَوْمانةِ الدَّرَّاجِ فالمُتَثَلَّم⁣(⁣١)

  * قُلْتُ: بَيْنه وبَيْن أَبْرق القران مَرْحلةٌ.

  والحَوْمانُ: نباتٌ بالبادِيَةِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  حَمْنانُ: مَوْضِعٌ بمكَّة؛ قالَ يَعْلى بنُ مُسْلم بنِ قَيْس الشَّكْرِيُّ:

  فَليْتَ لنا مِنْ ماءِ حَمْنان شَرْبةً ... مُبَرَّدَةً باتَتْ على طَهَيان⁣(⁣٢)

  والطَّهَيان: خَشَبةٌ يُبَرَّدُ عليها الماءُ: وشَكْرٌ: قَبيلَةٌ مِنَ الأَزدِ.

  وقالَ نَصْر: حَمْنانُ: ماءٌ يمانٍ؛ قالَ: والحَمْنانُ صَقْعَانِ يَمَانِيَّان.

  والحميني: ضَرْبٌ مِن بُحورِ الشّعرِ المُحْدثَةِ، وهو المَعْروفُ بالموشَّحِ؛ يَمانِيَّةٌ.

  [حنن]: الحَنِينُ: الشَّوْقُ وتَوَقانُ النَّفْسُ.

  وقيلَ: هو شِدَّةُ البُكاءِ والطَّرَبُ؛ أَو هو صَوْتُ الطَّرَبِ كانَ ذلكَ عن حُزنٍ أَو فَرَحٍ؛ والمَعْنَيان مُتَقارِبان.

  وقيلَ: الحَنِينُ صَوْتٌ يَخْرجُ مِنَ الصَّدْرِ عنْدَ البُكاءِ؛ وبالمُعْجمَةِ: مِنَ الأَنْفِ.

  وفي الرَّوْض: إِنَّ الحَنِينَ لا بُكاء مَعَه، ولا دَمْع، فإِذا كانَ مَعَه بُكاءٌ فهو خَنِينٌ بالمعْجَمَةِ.

  وقالَ الرَّاغِبُ: الحَنِينُ النِّزاعُ المُتَضَمِّنُ للاشْتِياقِ؛ يقالُ: حَنِينُ المرْأَةِ والنَّاقةِ لوَلَدِها، وقد يكونُ مَعَ ذلك صَوْتٌ، ولذلكَ يُعَبَّرُ بالحَنِينِ عن الصَّوْتِ الدَّال على النِّزاعِ والشَّفقةِ؛ أَو مَقْصوراً⁣(⁣٣) بصُورتِه، وعلى ذلكَ حَنِينُ الجذعِ.

  وظاهِرُ المصْباحِ: قَصرَ الحَنِينَ على اشْتِياقِ المرْأَةِ لوَلَدِها.

  حَنَّ يَحِنُّ حَنِيناً: اسْتَطْرَبَ، فهو حانٌّ، كاسْتَحَنَّ وتَحانَّ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: حكَاهُ يَعْقوب في بعضِ شروحِه؛ وكذلكَ الناقَةُ والحَمامَةُ.

  والحانَّةُ: النَّاقَةُ؛ وقد حَنَّتْ إِذا نَزَعَتْ إِلى أَوْطانِها، أَو أَوْلادِها. والناقَةُ تَحِنُّ في إِثْرِ ولَدِها حَنِيناً: تَطْرَبُ مَعَ صَوْتٍ، وقيلَ: حَنِينُها نِزَاعُها بصوتٍ وبغيرِ صوتٍ، والأَكْثَر أنَّ الحَنِينَ بالصَّوْتِ.

  وقالَ اللَّيْثُ: حَنِينُ الناقَةِ على مَعْنَيَيْن: حَنِينُها صَوْتُها إِذا اشْتاقَتْ إِلى ولَدِها، وحَنِينُها نِزَاعُها إِلى ولَدِها من غيرِ صَوْتٍ؛ قالَ رُؤْبَةُ:

  حَنَّت قَلُوصِي أَمْسِ بالأُرْدُنِّ ... حِنِّي فما ظُلِّمْتِ أَن تَحِنِّي⁣(⁣٤)

  يقالُ: حَنَّ قَلْبي إِليه فهذا نِزاعٌ واشْتِياقٌ مِن غَيْرِ صَوْتٍ، وحَنَّتِ الناقَةُ إِلى أُلَّافِها فهذا صوتٌ مع نِزاعٍ، وكَذلِكَ حَنَّتْ إِلى ولَدِها؛ قالَ الشاعِرُ:

  يُعارِضْنَ مِلْواحاً كأَنَّ حَنِينَها ... قُبَيْلَ انْفِتاقِ الصُّبْحِ تَرْجِيعُ زامِرِ⁣(⁣٥)

  وأَمَّا حَنِينُ الجِذْعِ ففي الحدِيثِ: «كانَ يُصَلِّي إلى جِذْعٍ في مسْجدِه، فلمَّا عُمِلَ له المِنْبَرُ صَعِدَ عليه فحنَّ الجذع إليه ، ومالَ نحْوِه حتى رجع إليه فاحْتَضَنَه فسَكَنَ»، أَي نَزَعَ واشْتاقَ، وأَصْلُ الحَنِينِ تَرْجيعُ الناقَةِ صوْتَها إِثْرَ ولَدِها؛ وسَمِعَ النبيُّ بِلالاً يُنْشِد:

  أَلا لَيْتَ شِعْرِي هل أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... بوادٍ وحَوْلي إِذْخِرٌ وجَليلُ؟


(١) مطلع معلقته، واللسان ومعجم البلدان: «حومانة الدراج» وعجزه في الصحاح والتهذيب.

(٢) اللسان.

(٣) في المفردات: «أو مقصور».

(٤) اللسان والتهذيب.

(٥) اللسان والتهذيب.