تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فشنج]:

صفحة 457 - الجزء 3

  والتَّفْشِيجُ: أَشَدُّ من الفَشْج، وهو تَفْرِيجُ ما بَين الرِّجْلَيْنِ.

  والتَّفَشُّجُ: التَفَحُّج وتَفَشَّجَ الرّجلُ: تَفَحَّجَ. وقال اللَّيث: التَّفَشُّج: التَّفَحُّج على النَّارِ؛ كذا في اللسان.

  [فشنج]: وفُوشَنْجُ، بالضّمّ، ويقال: بُوشَنْكُ وبُوشَنْجُ: مدينةٌ قُرْبَ هَرَاةَ، منها أَبو نُعَيمٍ حَمزةُ بنُ الهَيْضَمِ التّميميّ. قال ابنُ حِبّان: رَوَى عن جَرِيرِ بنِ عبد الحَميد، وعنه عبدُ المَجِيد بنَ إِبراهِيمَ الفُوشَنْجِيّ.

  [فضج]: تَفَضَّجَ عَرَقاً: سالَ وفلانٌ يَتَفَضَّجُ عَرَقاً: إِذا عَرِقَت أُصولُ شَعَره ولم يَبْتَلَّ، وفي نسختنا: ولم تَسِلْ، بالسّين⁣(⁣١)، وهو وَهَمٌ ينبغي التّنبُّه لذلك، كانْفَضَجَ فُلانٌ بالعَرَق: إِذا سال به، قال ابنُ مُقْبِل:

  ومُنْفَضِجَاتٍ بالحمِيمِ كأَنَّمَا ... نُضِجَتْ جُلُودُ سُروجِها بذِنَابِ⁣(⁣٢)

  وتَفَضَّجَ جَسَدُه، وفي بعض الأُمّهات: بَدنُه⁣(⁣٣) بالشَّحْم: نَشقَّقَ، وذلك إِذا أَخَذَ مَأْخَذَه فانْشَقَّتْ عُرُوقُ اللَّحْمِ في مَداخِل الشَّحْم بين المَضَابِع⁣(⁣٤)، وتَفَضَّجَ بَدَنُ النّاقَةِ، إِذا تَخَدَّدَ لَحمُهَا أَي تَشَقَّقَ من السِّمَن. وتَفَضَّجَ الشيْءُ، إِذَا تَوَسَّعَ. وكلُّ شيْءٍ تَوسَّعَ فقد تَفَضَّجَ، ومثله انْفَضَجَ. قال الكُمَيْت:

  يَنْفَضِجُ الجُودُ مِنْ يَدَيْهِ كَمَا ... يَنْفَضِجُ الجَوْدُ حين يَنْسَكِبُ

  وقال ابن أَحْمَر:

  أَلم تَسْمَعْ بفاضِجَةِ الدِّيَارَا⁣(⁣٥)

  أَي حيث انْفَضَجَ واتَّسَعَ.

  وانْفَضَجَت القُرْحَةُ: انْفَرَجَت وانْفَتَحَتْ، وقال ابن شُميل: انْفَضَجَ الأُفُقُ: إِذا تَبَيَّنَ وظَهَرَ.

  ويقال: انْفَضَجَت السُّرَّةُ، إِذا انْفَتَحَتْ. وانْفَضَجَت الدَّلْوُ بالجيم إِذا سَالَ ما فيها كذا عن شَمِرٍ ... قال الأَزهَرِيّ: ويقال بالخاءِ أَيضاً.

  وانْفَضَجَ الأَمْرُ: اسْتَرْخَى وضَعُفَ.

  وفي حديث عَمْرِو بن العاصِ أَنه قال لمُعَاويَةَ «لقد تَلافَيْتُ أَمْرَك وهو أَشَدّ انْفِضَاجاً من حُقّ الكَهُولِ»⁣(⁣٦)، أَي أَشدُّ استرخاءً وضَعْفاً من بيتِ العَنْكَبُوتِ.

  وانُفْضَجَ البَدَنُ: سَمِنَ جِدّاً.

  والفَضِيجُ، كأَمِيرٍ: العَرَقُ.

  وعن ابن الأَعْرَابيّ: المِفْضَاجُ والعِفْضَاجُ بمَعْنًى، وهو العَظيمُ البَطْنِ المُسْتَرْخِيه.

  ويقال: انْفَضَجَ بَطْنُه: إِذا اسْتَرْخَت مَرَاقُّه. وكُلُّ مَا عَرُضَ، كالمَشْدُوخِ، فقد انْفَضَجَ. وقد تقدّم في «عفضج» فراجِعْه.

  [فلج]: الفَلْجُ بفتحٍ فسكونٍ: الظَّفَرُ والفَوْز، هذا هو المنقول فيه، كالإِفْلاجِ رُبَاعيّاً. صَرَّحَ به ابنُ القَطّاع في الأَفْعَال، والسَّرَقُسْطيّ، وصاحبُ الواعِي، وثابتٌ، وأَبو عُبَيْدَةَ، وقُطْرُبٌ في فَعَلْت وأَفْعَلت، وغيرُهم. واقتصرَ ثعلبٌ في الفَصِيح على الثلاثيّ، ومُقْتَضَى كلامِه أَن يكون الرباعيُّ منه غيرَ فَصيح. ولم يُتَابَعْ على ذلك. يقال: فَلَجَ الرَّجلُ على خَصْمِه وأَفْلَجَ إِذا عَلاهُم وفاتَهم. وكذلك فَلَجَ الرّجُلُ أَصحابَه. وفَلَجَ بحُجَّته، وفي حُجَّتِه، يَفْلُجُ فَلْجاً وفُلْجاً وفَلَجاً وفُلُوجاً، وكذلك وفَلَجَ سَهْمُه وأَفْلَجَ: فازَ: وأَفْلَجَه اللهُ عَلَيْه فَلْجاً وفُلُوجاً.

  والاسم للمصدر من كلّ ذلك الفُلْجُ، بالضّمّ فالسكون، كالفُلْجَة بزيادة الهاءِ. وهذا الّذي ذكرَه المصنِّف من الضّمّ


(١) الرواية الأولى كاللسان، وهذه هي رواية الصحاح.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله ومنفضجات كذا في النسخ كاللسان بالواو ولعل الصواب إسقاطها أو تكون زيادتها خزما، فليحرر» وبالأصل «نضخت ... بذباب» وما أثبت عن التهذيب.

(٣) جسده رواية التهذيب والتكملة، وبدنه رواية اللسان.

(٤) الأصل واللسان، وفي التهذيب والتكملة: المضائغ.

(٥) في التكملة: ألم تسأل بدل ألم تسمع. وعجزه:

متى حلّ الجميع بها وسارا

وأشير بهامش المطبوعة المصرية إلى رواية التكملة.

(٦) قال ابن الأثير: هذه اللفظة قد اختلف فيها، فرواها الأزهري بفتح الكاف وضم الهاء، ورواها الخطابي والزمخشري بفتح الكاف وسكون الهاء، ويروى كحق الكهدل بالدال بدل الواو. قال القتيبي: أما حق الكهول فلم أسمع شيئاً ممن يوثق بعلم بمعنى أنه بيت العنكبوت ويقال إنه ثدي العجوز. وقيل العجوز نفسها وحقّها ثديها وقيل غير ذلك.